تحولت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية 34 في بغداد إلى ما يشبه البيان التأسيسي لمرحلة عربية جديدة، بعدما تباينت ردود الفعل الواسعة بين رؤساء وقيادات الأحزاب المصرية، الذين اعتبروا أن الكلمة أعادت ضبط البوصلة القومية، ورسمت خارطة طريق واضحة لحماية الأمن العربي ودعم صمود الفلسطينيين ضد التهجير والعدوان . وأكدت قيادات حزبية أن الرئيس لم يلقِ مجرد خطاب دبلوماسي، بل قدّم مشروعًا متكاملًا يعكس ضمير الأمة، ويرتقي بالخطاب السياسي العربي إلى مستوى الفعل المسؤول في مواجهة التحديات المصيرية التي تحاصر الإقليم من كل اتجاه اتفق رؤساء الأحزاب على أن كلمة الرئيس السيسي كانت بمثابة بيان سياسي جامع لا يمثل مصر فقط، بل يعبّر عن تطلعات الشارع العربي برمّته، ويعيد إنتاج خطاب قومي صلب قائم على الرفض والبديل، بدلًا من التنديد والتمني، مؤكدين أن قمة بغداد باتت محطة محورية في تاريخ المواجهة مع الاحتلال، إذا ما التقط العرب إشاراتها وتحركوا بجدية لتنفيذ مضامينها . ووصف النائب عفت السادات، رئيس حزب السادات ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، كلمة الرئيس بأنها شاملة وقوية ونابعة من موقف وطني أصيل، مشيرًا إلى أن الرئيس تحدث بلسان الضمير العربي الرافض للتهجير القسري وطمس الهوية الفلسطينية، مؤكدًا أن المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة تمثل بُعدًا إنسانيًا ورسالة تنموية تُضاف إلى سجل مصر التاريخي في نصرة القضايا العادلة . ويري رئيس الحزب العربي الناصري، الدكتور محمد أبو العلا، أن الرئيس السيسي ضرب بقوة في عمق الأزمة، ووجّه رسائل غير قابلة للتأويل، مؤكدًا أن لا استقرار في الشرق الأوسط دون إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، مضيفًا أن الخطاب أعاد الروح إلى الموقف العربي وأثبت أن مصر لا تزال قلب العروبة النابض ومركز الثقل الأخلاقي والسياسي في المنطقة وفي ذات السياق أكد المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب المصريين، أن كلمة الرئيس كانت ترجمة حقيقية للموقف المصري الثابت الذي يرفض أن يكون شاهد زور على محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مشددًا على أن مصر لن تكون جزءًا من أي تسوية تلتف على حقوق الفلسطينيين، وأن دعوة الرئيس لمؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة تعكس تحركًا ميدانيًا جادًا لا يكتفي بالشعارات . ومن جهته، أشاد حزب الاتحاد برئاسة المستشار رضا صقر، بكلمة الرئيس التي وصفها بأنها جاءت محمّلة بروح المسؤولية القومية والتاريخية، مؤكدًا أن دعوته لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة تُجسد التزامًا عمليًا بحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف نزيف الدم، مشيرًا إلى أن القمة في بغداد يجب أن تكون بداية حقيقية لجبهة عربية قادرة على التصدي لمشاريع التقسيم والتفتيت .