مازالت ردود الفعل السياسية تتوالي فور انتهاء الرئيس عبد الفتاح السيسي من كلمته التاريخية في قمة بغداد ، فلم تكن كلمته مجرد خطاب بل زلزالًا دوّى في ضمير الأمة هكذا قال عدد من المراقبين والساسة مشددين علي أن الكلمة لم تكتف بإدانة الاحتلال بل وضعت خارطة طريق عربية شاملة وفرضت معادلة جديدة عنوانها لا سلام دون دولة فلسطينية ولا استقرار دون عدالة ولا صوت يعلو فوق الحق ، ردود الفعل العربية توالت من داخل القاعة وخارجها معتبرة أن السيسي لم يلق كلمة بل فجّر بيانًا سياسيًا يعيد رسم ملامح المنطقة . حيث قال النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب إن الرئيس أعاد تعريف العدل في الشرق الأوسط وأن خطابه هو الأول من نوعه الذي يواجه المجتمع الدولي بحقائق موجعة ويخاطب الاحتلال بلغة لا تعرف المجاملة ولا تحتمل التأجيل وأكد أن كل اتفاقيات التطبيع بلا دولة فلسطينية ستظل حبرًا على ورق . أما اللواء محمد صلاح أبو هميلة رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري وصف الكلمة بأنها صفعة في وجه الاحتلال وصيحة مدوية ضد الصمت العربي والدولي مشددًا على أن السيسي لم يتحدث عن غزة فقط بل تحدث عن سوريا والسودان واليمن وقال إن القمة يجب أن تتحول إلى منصة ردع وأن مبادرة مصر لإعمار غزة ليست مقترحًا بل خريطة إنقاذ عربية شاملة . ومن جانبه قال الدكتور هشام عناني رئيس حزب المستقلين الجدد إن الكلمة دفنت رسميًا خطة ترامب للتهجير القسري ووضعت العالم أمام مرآة الحقيقة مؤكدًا أن الرئيس لم يدعُ فقط لوقف النار بل دعا لإحياء الضمير العربي وفضح ازدواجية المعايير الدولية وأعلن صراحة أن العرب لا يمكن أن يستمروا أسرى لمعادلات القوة المجحفة التي تشرعن القتل وتحاصر العدالة واضافت بسمة جميل امين التخطيط بحزب الشعب الجمهوري قائلة : إن السيسي واجه الاحتلال بلغة النار والحق مؤكدة أن خطابه كان أقرب إلى صرخة ضمير عالمي لم يترك فيها جريمة إلا وفضحها من قتل الأبرياء في غزة إلى طمس الهوية الفلسطينية ومحاولات التهجير القسري وأشادت بإصرار الرئيس على أن تكون دعوته لوقف إطلاق النار أمرًا تنفيذيًا لا ترفًا سياسيًا . كلمة السيسي لم تكن فقرة في القمة بل كانت القمة نفسها فقد تحولت إلى وثيقة سياسية تتجاوز اللحظة وتُعبّر عن شوق الشعوب إلى موقف عربي حاسم يعيد الاعتبار لفلسطين ويضع الاحتلال أمام الجدار الأخير من الشرعية الدولية والعربية حيث حذر الرئيس صراحة من أن تفكيك دول المنطقة هو تفكيك للأمن القومي العربي وأن الصمت لم يعد مقبولًا والمهادنة أصبحت خيانة