انتشرت مؤخرًا شائعة أثارت القلق عن وجود إصابات واسعة فى مزارع الدواجن، وحالات نفوق كبيرة، وتحدث البعض عن انتشار أمراض ونقص فى التحصينات. ومع سرعة تداول الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، زاد القلق لدى الجميع، المربين، والتجار والمستهلكين. ولكن الرد الرسمى جاء سريعًا من وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية.. لتكذيب هذه الشائعة، وأعلنوا أنه لم يتم تسجيل أى حالات نفوق غير طبيعية، وأن جميع التحصينات البيطرية متوافرة فى مختلف المحافظات. وأن فرق الرصد البيطرى تقوم بمتابعة يومية لحالة المزارع، ولم يتم اكتشاف أى بؤر وبائية. الرد السريع جاء فى وقته ليطمئن الجميع، ويقضى على الشائعة المغرضة.. وهذا شيء جيد بلا شك. لكن وسط هذه التطمينات، يبقى السؤال: كيف نمنع تكرار هذه المخاوف؟ ومتى ننتقل من رد الفعل إلى التخطيط المسبق؟ صناعة الدواجن فى مصر حققت خطوات كبيرة خلال السنوات الماضية، ووصلنا إلى الاكتفاء الذاتي. بل إن هناك صادرات إلى الأسواق العربية والإفريقية. لكن حتى الآن، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام المربين، مثل ارتفاع التكاليف، وصعوبة الوصول إلى التحصينات أحيانًا، ونقص التوعية فى بعض المناطق. من المهم أن نسعى لتحقيق اكتفاء ذاتى قوى ومستقر من الثروة الداجنة، بدعم صغار المربين، حيث إن 80% من الإنتاج يأتى منهم. وتطوير أنظمة التربية لتكون أكثر أمانًا وإنتاجية. وضمان توفر الأعلاف والتحصينات بأسعار مناسبة. وأن تكون هناك شفافية، وأن نعلن فورا عن أى مشكلة صحية تظهر فى أى منطقة. والتنسيق بين كل الجهات المسئولة، وعدم ترك المربى فى مواجهة التحديات وحده. الشائعة تم نفيها، والتطمينات جاءت فى وقتها، لكن العمل الحقيقى يجب أن يبدأ لتطوير هذه الصناعة التى تمثل ركنا أساسيا للأمن الغذائي، والمطلوب ليس فقط الرد على الأزمات، بل الاستعداد لها قبل أن تبدأ، والعمل على تحقيق اكتفاء ذاتى قوي، يشعر به كل مربٍ وكل مستهلك.