أين كانت عقول مندوبى الأندية وعيونهم وهم يوقعون على لائحة رابطة الأندية المحترفة فى بداية الموسم الحالى.. ما حدث يؤكد عدم اكتراس أغلبنا بالتوقيع على أية أوراق حتى ولو كانت فى منتهى الخطورة.. والمفترض ألا توقع على قرار دون قراءة تفاصيله ومعرفة حيثياته، فالقانون لا يحمى المغفلين.. وأعتقد أن الكثيرين لم يقرأوا البندين 62 و63 من اللائحة التى تحرم على الأندية مجرد الاعتراض على قراراتها!! واكتشفنا هذين البندين الجائرين خلال مشكلة القرار المتضارب لذات الرابطة بخصم ثلاث نقاط من الأهلى فى نهاية الموسم بخلاف اعتباره خاسراً لقاء القمة (130) أمام الزمالك بثلاثية، ثم رجوع الرابطة فى القرار واكتفت بالهزيمة.. وما حدث من تداعيات الأزمة يؤكد أننا لا نتعلم من تجاربنا الفاشلة حتى الناجحة بالبقاء عليها.. فرغم أن مصر تعتبر من أقدم وأعرق الدول فى عالم الساحرة المستديرة منذ مطلع القرن العشرين لكننا ما زلنا نتخبط فى إدارة مسابقاتنا ولم نستدل على نظام واحد ثابت تقام على أساسه البطولات المحلية خاصة الدورى وما زلنا نعيش حالة التخبط فى محاولة للخروج من أزمة امتداد الموسم بل وتلاحمها من عام لآخر ربما منذ ثورة يناير 2011 وخلال جائحة كورونا.. وربما كانت فكرة تقسيم الدورى إلى شبه مجموعتين فى الدور الثانى هذا الموسم: مجموعة لتحديد البطل والأخرى لتحديد الفرق الهابطة للقسم الثانى، هذه الفكرة جاءت إنقاذًا للموقف بانتهاء المسابقة فى وقت جيد يسمح للأندية بحصول لاعبيها وأجهزتها على فترة راحة كافية بين الموسمين والاستعداد الجيد للقادم.. وعلى الرغم من ذلك ما زال الحديث متداولاً حول شكل المسابقة العام المقبل وهل يتم إلغاء الهبوط هذا العام وزيادة العدد إلى 20 نادياً وهذا يعنى أن تقام من مجموعتين.. المشكلة أن لا أحد يرضى بالاحتكام للوائح التى تنظم المسابقات رغم علمهم بأن الخطأ من أطراف المنظومة وليست اللوائح المنظمة.. ورغم أنى من العاشقين للنادى الإسماعيلى وكرته الجميلة لكن قد تقوم الدنيا ولن تقعد إذا طبقت اللائحة على النادى بالهبوط للدرجة الأقل وهو الفريق الذى يمثل محافظة وشعباً يتنفس كرة القدم وأنه أول ناد مصرى يفوز ببطولة إفريقيا عام 1969 فى أعقاب نكسة يونيو 1967 وخلال عملية تهجير مدن القناة إلى الدلتا والعاصمة.. وسيتعاطف الكثيرون مع برازيل الكرة المصرية ولا يمكن تصور أن مدرسة الدراويش لن تكون بين الكبار فى دورى الأضواء.