ثورة 25 يناير قامت وانتصرت وأسقطت نظام مبارك لأن الشعب المصرى خرج بكل فئاته وتياراته الفكرية والوطنية والسياسية، خرج بشبابه وشيوخه، بمسلميه وأقباطه، بالعامل والفلاح والموظف والطالب والمهندس والطبيب والمحامى والصحفى والمدرس.. إلخ. والرسالة واضحة «التنوع كان وراء الانتصار»، ثورة 25 يناير رسخت لقاعدة لا بد أن نتذكرها جميعا، مصر بتنوعها قوية ومؤثرة، المجتمع المصرى كلما تنوعت أفكاره وفئاته وتياراته كان أقوى، لذلك لا بد أن ندرك الرسالة بأن مصر لن تكون مرة أخرى مِلكا لحزب واحد أو جماعة واحدة أو فكر واحد أو شخص واحد.. الفساد ترسخ عندما سيطرت «شلة» على الوطن، والاستبداد استمر عندما أصبح الوطن مِلكا لحزب واحد وأصبحنا نحن أسرى لفكر الرئيس ورجال الرئيس وحزب الرئيس. أقول هذا بمناسبة التصريحات التى يطلقها كل يوم قيادات التيارات الإسلامية التى تكشف بوضوح أن هناك رغبة وشبقا واندفاعا نحو السيطرة على كل شىء. نتائج المرحلة الأولى أثارت شهوة السلطة لدى الإخوان المسلمين ونظرائهم. الانتخابات لم تنته واشتعل الصراع.. الإخوان يرغبون فى تشكيل الحكومة.. الإخوان ينتظرون السيطرة على رئاسة مجلس الشعب... الإخوان هدفهم رئاسة لجان المجلس.. الإخوان يندفعون بقوة للسيطرة على النقابات المهنية.. لا أحد ينكر على الإخوان المسلمين حقهم فى الوجود على الساحة السياسية، أو حتى حقهم فى الفوز بالانتخابات، لكن شبق السلطة مخيف.. مرعب.. لا سيما مع شعب عانى عشرات السنين من سيطرة فئة واحدة وحزب واحد على كل شىء. الإخوان لا يرغبون فى توجيه رسائل تطمئن المجتمع. الشعار الوحيد الذى لم نعد نسمعه منهم عقب الثورة هو شعار «مشاركة لا مغالبة».. وهو شعارهم الشهير قبل 25 يناير، ورغم ذلك فقد غاب.. اختفى وسط شبق الانطلاق نحو السلطة.. الإخوان أصبحوا مطالبين بطمأنة المجتمع وقبل كل شىء أصبحوا مطالبين بأن يدركوا أن رسالة الثورة العظيمة التى أسقطت الاستبداد هى أن المجتمع لن يقبل بسيطرة فصيل واحد مرة أخرى وأن غرور القوة سيأتى بتأثير عكسى وأنهم ليسوا وحدهم على الساحة.. والأيام القادمة ستثبت ذلك. إشارات: - لا تنسوا أن كل المرشحين من أنصار الدولة المدنية نجحوا فى انتخابات الإعادة فى المرحلة الأولى ضد مرشحى الإخوان والسلفيين.. الرسالة واضحة. - التصريحات التى يطلقها أمثال حازم صلاح أبو إسماعيل وعبد المنعم الشحات وياسر برهامى وغيرهم من «الإخوة» تؤكد أنهم يتحدثون عن أفغانستان لا عن مصر. - أولويات التيار الإسلامى فى «الإصلاح» المزعوم هو «تهذيب السياحة» و«تعديل نظام عمل البنوك» و«القضاء على الخمر» أما الفقر والفساد والبطالة والمرض فله وقت آخر.. عجبى! - كل المرشحين الذين طرحوا أنفسهم بديلا للتيار الإسلامى فى المرحلة الأولى من الانتخابات نجحوا.. تفاءلوا!