قبل دخوله حكومة عصام شرف أثار جدلا. بعد دخوله الحكومة تألق الجدل. الآن وبعد خروجه «تقريبا»، مع الحكومة المستقيلة، التى تصرف الأعمال حاليا، يثير الدكتور حازم الببلاوى، وزير المالية، ونائب رئيس الوزراء، نفس الجدل. مصدر رفيع المستوى فى حكومة عصام شرف المستقيلة قال إن الببلاوى، رفض عرضا من سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيل الحكومة قبل عرضها على الدكتور كمال الجنزورى. رفض الببلاوى، وفقا للمصدر، رئاسة الحكومة الجديدة برره المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، بقول وزير المالية «الشعب خرج للشوارع رافضا، لنا فلا يعقل أن يتولى رئاسة الوزراء نائب رئيس الوزراء فى الحكومة التى رفضها الناس». المصدر يضيف أنه بخلاف رئاسة الوزراء، لم يعرض على حازم الببلاوى أى منصب فى الوزارة الجديدة، سواء من المجلس العسكرى أو كمال الجنزورى، نافيا أن يكون رفض الببلاوى المنصب قد جاء على خلفية أى نقاش فى هذا الصدد مع قيادات الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى الذى ينتمى إليه الببلاوى. الببلاوى، رفض التعقيب على تلك التسريبات قائلا إنه لا يريد إحراج أحد، «لكنى مستعد طبعا لتقديم أى خدمة أو مساعدة أستطيع تقديمها متى طلب منى». وكان حازم الببلاوى قد استقال من حكومة شرف احتجاجا على أدائها خلال مذبحة ماسبيرو، التى أودت بحياة ما يزيد على عشرين شخصا، إلا أنه سرعان ما تراجع عن الاستقالة فى نفس اليوم بعد لقاء جمعه بالمشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو التراجع الذى برره الببلاوى نفسه لاحقا بخشيته أن يضر إصراره على الاستقالة بسمعة الاقتصاد المصرى، فى حين فسر الأمر على خلفية الأوضاع الاقتصادية، على الرغم من أن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى حاول ثنيه وقتها عن التراجع.