المشهد الذى عشناه اليوم فى طوابير التصويت بالانتخابات لا يستحق أحد أن نهديه إليه سوى أمهات وأهالى شهداء ومصابى ثورة 25 يناير، ولا يستحق أحد أن يكون فى مقدمة المتحدثين فيه سوى هم.. الأمهات نزلن فى طوابير التصويت، وأدلين بأصواتهن بمجرد دخولهن إلى الصفوف، كانت الصورة التى ترد فى أذهانهن صور أبنائهن الشهداء والمصابين، يبلغوهن بأن بداية حلمهم لمصر بدأ يتحقق، وما يشهده اليوم كل مصرى، أبناءهم وأزواجهم، هم صانعوه، أما أبناء الشهداء، فالفخر كان شعورهم، مع الإصرار على أن لا تعود مصر إلى ما كانت عليه. مدام هويدا والدة الشهيد كريم مدحت نزلت صباح أمس، وأدلت بصوتها، وعادت إلى المنزل، عبرت عن شعورها وقالت «شعرت بذاتى، وتذكرت ابنى عند دخول الطابور، واللى حصل فى الانتخابات بداية فى حلمه علشان تتغير مصر، لأن إحنا لسه ما وقفناش على رجلينا، والنهارده حتى لو جاءت نتيجة الانتخابات بأشخاص سيئين مش مهم، إحنا شعورنا اختلف، والمهم إن إحنا اللى اختارنا». والد الشهيد شهاب الذى استشهد برصاص القناصة أمام مسجد عمر مكرم الأستاذ حسن رغب فى أن يقول لابنه الشهيد كلمة واحدة «حلمك اتحقق»، واستكمل، وقال مصر لا بد أن تعود قوة عظمى، واللى بيحصل النهارده فى ميدان التحرير لو استمر 5 سنوات أخرى أمر جيد، لأن حسنى مبارك والطابور اللى خلفه كان خرب البلد. وقال والد الشهيد شهاب إنه يرغب فى قول رسالة إن مصر إن شاء الله هتكون كويسة، ومش هيبقى فيه اختلاف بين الجيش والشعب وميادين مصر، وعلى رأسها ميدان التحرير، هى والجيش إنسان واحد، علمت الناس الحضارة، واللى بيحصل ما هو إلا ديمقراطية، وكل رجل مصرى ارتدى بدلة الجيش، وكل أم مصرية غسلت وكوت البدلة الميرى بتاعة الجيش، ولو الجيش وعلى رأسه المجلس العسكرى والمشير طنطاوى والفريق عنان واللواء الفنجرى طلبوا مليون شهيد فى سيناء سيجدون 4 ملايين. والد الشهيد شهاب قال إن التغيير لا ينبغى أن يكون بتغيير وزير، ولكن لا بد من البطانة، مشيرا إلى أنه لم يتمكن من صرف التأمين الخاص بنجله الشهيد الذى كان بالفرقة الرابعة بأكاديمية الفراعنة. مدام سها التى استشهد زوجها تنتمى إلى دائرة بالجيزة والتصويت سيكون فى المرحلة الثانية، ولكنها نزلت للمتابعة فى المرحلة الأولى، وترى كيف تسير الانتخابات، أكدت أن بعض اللجان ليس بها أختام، وأكدت أنها شعرت بالفخر، وأبناؤها كان لديهم نفس الشعور، وكان نفس الشعور لمدام أسماء والدة الشهيد خالد عطية، التى قالت إنها شعرت بفرحة شديدة جدا، وإن مصر بدأت تتغير فعلا، ونجاح الانتخابات هو بداية نجاح ثورة 25 يناير، وابنها والشهداء والمصابون هم اللى صنعوا هذا التغيير.