المرشحون يسابقون الزمن. المسيرات تطوف شوارع القاهرةوالجيزة، والمؤتمرات الانتخابية فى كل الأحياء. المال والعصبيات والنفوذ والشباب يرسمون ملامح المواجهات. الجميع يتسابق فى الابتكار أيضا. ولم تصبح لغة المال «السائل» سائدة، بل دخلت لغة الغسالات والثلاجات والمياه المعدنية، بل والبامبرز أيضا. شباب حزب النور السلفى تجمعوا أمام الساحات والشوارع الفرعية، بالرايات والأعلام، فى دوائر جنوبالقاهرة، التى تضم مناطق السيدة زينب والمعادى وطرة والمعصرة ومصر القديمة ودار السلام والمقطم، وغيرها، بينما تتواصل جولات مرشحى حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، حيث قام مرشحهم «الفردى» يسرى بيومى، ومرشحو القائمة، بتنظيم مسيرة بسيارات «سوزوكى»، حملت سماعات تردد أغانى الثورة. أحد سكان حى الخليفة، محمود حبشى، قال إنه لا يعلم حتى يومنا هذا مَن المرشحون، ولا حتى الأحزاب، نتيجة لتقارب البرامج بين المرشحين. دائرة جنوبالقاهرة تُعتبر الأشرس، لما تضمّه من تكتلات وقوائم، كما تُعتبر من أكثر مناطق القاهرة كثافة للسكان، حيث يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة. ويعتبر الناشط الحقوقى حافظ أبو سعدة من أبرز المرشحين على المقعد الفردى فئات، ومعه محمود نقادى، وخالد فاروق همام، وجمال الشويحى، ومحمود الشندويلى. أما أبرز المرشحين على مقعد العمال، فيأتى فى المقدمة محمد وهب الله، ويسرى بيومى. فى حين يخوض مرشحو الكتلة منافسة شرسة، ومنهم على مقعد الفئات، زياد العليمى، وجمال الشريف. الفلول يتنافسون أيضا فى الدائرة، ومنهم رجل الأعمال أكمل قرطام، نائب الحزب الوطنى «السابق» عن دائرة البساتين فى 2010، إضافة إلى مرشحين آخرين من أحزاب «الحرية»، و«المواطن المصرى»، و«المحافظين»، و«مصر الحديثة». فى الدائرة الثانية، بدأ حزب مصر القومى أول من أمس، أولى فاعلياته الانتخابية، بمؤتمر انتخابى لمرشح مقعد العمال فؤاد اللواء، بحضور رئيس الحزب، طلعت السادات، آخر رؤساء الحزب الوطنى «المنحل»، وحضره نحو 200 شخص من أنصاره. السادات بدأ كلمته بوعد للناخبين بتقديم قروض للشباب «50 ألفا للمؤهل العالى، و25 ألفا للمتوسط». لم يجد الشيخ جمال صابر، المرشح لعضوية المجلس على مقعد الفردى فئات، أفضل من توزيع الهدايا لجمع عدد من المؤيدين، فى مؤتمر أقامه أول من أمس فى شبرا. صابر قال إنه لا يريد كرسى البرلمان ولكنه يريد تطبيق شرع الله. الرجل قال إن حد قطع اليد فى السرقة سوف يطبَّق بعد توفير الحياة الكريمة للمواطنين، مشيرا إلى أنه لن يُطبَّق على سرقة ما قدره أقل من ربع دينار (ما يوازى 300 جنيه)، ولن يُطبَّق على سرقة «الخبز والطعمية». اللافت أن الغالبية العظمى من الحضور كانت سيدات من ربات البيوت بصحبة أطفالهن، والجميع كانوا فى انتظار السحب، الغريب أن الشيخ حذر من الرشاوى الانتخابية، فى حين كانت الجوائز ثلاجة وغسالة وأكوابا وأطباقا. أما فى الجيزة، فقد شهدت منطقة الهرم، التابعة للدائرة الثالثة، توزيع زجاجات مياه معدنية على أهالى المنطقة، نظرا إلى المعاناة التى يواجهها أهالى هذه المنطقة من تلوث مياه الشرب وانقطاعها المستمر. الإخوان يفعلون ذلك من خلال أكشاك فى الشوارع، وبالبطاقات العائلية «كل فرد زجاجة». أحد المرشحين المستقلين فضّل المرور على أهالى الهرم بنفسه دون شباب الحملة الانتخابية الخاصة به، وقام بتوزيع نتائج إجمالية وآيات قرآنية وأدعية لشهداء الثورة، وعرّف نفسه بأنه أحد أبناء الثورة الذين شاركوا فيها. الأغرب فى الدعاية، والذى يحدث ربما للمرة الأولى فى تاريخ الدعاية الانتخابية للبرلمان، يتلخص فى «البامبرز»، حيث اختار بعض المرشحين المستقلين توزيع حفاضات الأطفال على المنازل، وهو ما أثار دهشة المواطنين الذين لم يسبق لهم رؤية دعاية مثيلة لدعاية أول برلمان بعد الثورة.