كعادتها احتفلت إسرائيل بفشل حلم الدولة الفلسطينية على طريقتها الدموية عبر غارات جوية على غزة، الجريمة التى انتهت فجر أمس بشهيد و4 جرحى. الاحتفال الدموى الإسرائيلى لم يكن فى غزة فقط، بل إن الضفة الغربية ذاقت من الكأس نفسها، ففى انتهاك جديد لصفقة التبادل بينها وبين الفلسطينيين قامت سلطات تل أبيب الأمنية باقتحام منازل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من معتقلاتها بموجب الصفقة بذريعة التحقيق معهم. تخريب المقدسات الإسلامية كان أحد طرق الاحتفال أيضا، ووفقا لصحيفة «هآرتس» العبرية قامت تل أبيب أمس بإعادة أعمال الحفر فى مقبرة مأمن الله بالقدس، وذلك لبناء ما تسميه بمتحف «التسامح»، وهو الأمر الذى يعد انتهاكا لحرمة الموتى وتدنيسا لقبور مسلمين دفنوا هناك لمئات السنوات، وكان مركز شيمون فيزنتال اليهودى بواشنطن قد بادر لإقامة المتحف بعد فترة استخدمت فيها أرض المقبرة موقفا للسيارات. انتفاضة فلسطينية ثالثة، هى خوف ورعب إسرائيل الذى يفسد احتفالاتها الدموية، خصوصا مع تحذيرات أجهزتها الأمنية مؤخرا من انتفاض الفلسطينيين بعد إجهاض حلمهم فى الوصول إلى دولة بمجلس الأمن فى ظل الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على المجلس، ورغم نية تل أبيب زيادة قواتها بالضفة وعلى حدود غزة فإن موطن الخوف الإسرائيلى يتمثل من مكان آخر. الأردن هو كلمة السر وفقا للإذاعة العبرية أمس، التى نقلت عن مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب الحكومى تحذيراته من قيام «نشطاء إسلاميين» بالتخطيط للقيام بمسيرة مليونية على الحدود مع الأردن فى ال25 من نوفمبر بمناسبة قرار تقسيم فلسطين عام 1947، ونقلت الإذاعة عن مصدر عسكرى قوله إن الجيش يتابع هذه النشاطات المخطط لها ويستعد بشكل ملائم لمواجهتها.