منذ شهور كانت المفاجأة بالنسبة لى أن يتصدى مواطن من المحلة الكبرى لقضية مهمة مثل قضية مشروع مدينتى فى وقت كان صوت الفساد عاليا، ونغمات الباطل ظاهرة، وبقدر ما شعرت بالاستحسان لهذا التصرف والتأييد له، بقدر ما شعرت بالغيرة من ذلك المواطن الشريف، وسألت نفسى كيف لهذا المواطن الساكن فى مدينة عمالية مثل المحلة الكبرى، والبعيد عن أضواء القاهرة أن يتفاعل مع وطنه بهذه الدرجة؟ لنشم معه رائحة العدل بعد حكم المحكمة ببطلان بيع أرض مدينتى لرجل الأعمال المسجون طلعت مصطفى، وكتبت مقالا فى «الدستور الأصلى» كان عنوانه «حمدى الفخرانى.. يا ليتنا مثلك» فعلا ودون مبالغة يا ليتنا كلنا فى مصر مثل حمدى الفخرانى المهموم بهموم بلده والمشاكس الصلب فى الدفاع عن حقوق وتراب هذا الوطن، لذا كانت فرحتنا جميعا عندما صدر الحكم وصدر فى عهد من؟ صدر فى عهد المخلوع وسط نظام فاسد خرج إلينا الفخرانى بحكم أعاد إلينا جميعا الثقة فى أنفسنا وفى قضائنا، واضطرت الدولة صاحبة النظام الفاسد أن تعقد عقدا جديدا لمدينتى لتخصيصها لهشام طلعت مصطفى بالأمر المباشر بدلا من المزايدة العلنية.. فعلت ذلك أمام الجميع، وتحت ستار أنها تحمى الاستثمار وبأسلوب فاضح وقعت على العقد الجديد وأوهمتنا الدولة أن ذلك جاء لمصلحة المستثمرين والعاملين بالمشروع. من يتفحص ذلك جيدا يدرك أن أى شخص عادى تحاربه الدولة بمثل ما حاربت به حمدى الفخرانى كان على الفور سيجلس فى بيته بالمحلة الكبرى، لاعنا الدولة والدنيا كلها، لأنه لم يقف أحد بجانبه بالصورة المطلوبة، أى نعم احتفل الإعلام به قليلا، لكن الدولة أعادت مدينتى إلى رجل الأعمال على طبق من فضة لكن.. هل استسلم الفخرانى؟ لا لم يستسلم.. ألم أقل لكم ليتنا كلنا الفخرانى؟.. بل بالعكس رفع دعوى ضد رئيس الوزراء ووزير الإسكان، يطالب فيها ببطلان العقد الجديد لأرض مدينتى، لتخصيصها لهشام طلعت مصطفى بالأمر المباشر، بدلا من المزايدة العلنية عليها، تطبيقا لقانون المزايدات والمناقصات، ووقف الرجل بكبرياء المصرى الأصيل الباحث عن الحق أمام المحكمة، بعد أن رأى فى الشهور السابقة لموعد المحكمة كل أنواع الضغوط عليه من كل المستفيدين من تقديم مدينتى على طبق من فضة لطلعت مصطفى.. هددوه بالقتل وبالاختطاف والحرق، ومع ذلك استمر فى دعواه، مؤكدا أنه ذاهب إلى الحق باسم الملايين من شعب مصر. وقف الفخرانى ومحاميه الرائع وائل حمدى يطالبان المحكمة بتمكينهما باستخراج شهادة من الخارجية بأسماء شركاء طلعت مصطفى فى مدينتى وبجنسياتهم، خصوصا الشريك المسمى «صندوق حورس 2 للاستثمار»، الذى مقره البحر الكاريبى، لمعرفة الشركاء المستفيدين من عودة مدينتى لهشام طلعت مصطفى. الرجل يقاوم، وللأسف يقاوم وحده، وبخاصة بعد تقرير هيئة مفوضى الدولة الذى انتهى بتأييد دعوى هشام طلعت مصطفى، ورفض سحب الأرض منه، حفاظا على حقوق الحاجزين والعاملين، وأنا فى حالة اندهاش كبيرة من السادة العاملين والحاجزين فى المشروع، وذلك الصخب الذى يفعلونه كلما نظرت القضية أمام المحكمة، وهل إذا رجع المشروع إلى الدولة سيضار العاملون ويطردون فى الشارع؟ وهل أيضا عندما يعود المشروع للدولة مرة أخرى أن الحاجزين سوف يطردون من مساكنهم؟ إن ما يفعله العاملون والحاجزون بالمشروع كلمة حق يراد بها باطل، فلن يضار لا العاملون ولا الحاجزون، لكن ما يفعلونه حقا هو ما قاله الفخرانى فى المحكمة إنهم بهذه التصرفات يحافظون على حقوق المستثمرين الأجانب وشركات غسل الأموال التى تشارك هشام طلعت فى مدينتى، وحسنا فعل رئيس المحكمة الموقر، عندما استجاب لطلب حمدى الفخرانى ومحاميه، بإلزام هيئة قضايا الدولة بإلزام الخارجية باستخراج الشهادة المطلوبة، لمعرفة من هم الشركاء الحقيقيون لطلعت مصطفى، وأنا شخصيا سعيد بما طلبه محامى الفخرانى بضم تحقيقات الكسب غير المشروع لطلعت مصطفى، الذى ذكر فيه أن المخلوع تدخل بنفسه لصالح طلعت، لوقف تنفيذ حكم سحب مدينتى، وأوصى رئيس الوزراء بإبرام عقد جديد معه، يتضمن إعادة الأرض إلى هشام بأقل من السعر الذى سبق ودفعه إلى الدولة، وهذه مسخرة ليس بعدها مسخرة، وفساد لا يوازيه فساد، وكل ذلك يواجهه رجل من المحلة الكبرى اسمه حمدى الفخرانى. إن ما يستقبله الأستاذ حمدى الفخرانى من هتافات ضده فى كل مرة فى أثناء المحاكمة تجعلنا نرى أن مقيم الدعوى القضائية الوحيدة فى مصر، الذى تلتف عليه الشرطة لتحميه هو الفخرانى.. ما يفعله الحاجزون والعاملون بمدينتى ضد الفخرانى دليل على أنه فى الطريق السليم والصحيح، وعلى المحلة الكبرى أن تفتخر أن من أبنائها رجلا بمثل هذه المواصفات، بل علينا جميعا أن نفتخر بمثل هذا الرجل، وعلى شباب الثورة والجمعيات الأهلية وشباب وشابات مصر أن يلتفوا حول هذا الرجل فى أثناء المحاكمات، ليحموه من الأصوات الفاسدة، ويشعروه أن مصر كلها بجانبه. نحن فى حاجة إلى الآلاف من حمدى الفخرانى الباحثين عن الحق الصامدين ضد الفساد والمعلنين الحرب عليه حتى تصبح مصر دولة بلا فساد.. فتحية لهذا الرجل.