صوت القرآن الحكيم صادحا من الديار المشيّدة بالطوب اللبِن، فى خشوع وإيمان وتسليم يستمر الشيخ تاليا بعض آيات الصبر، لا يقطع صوته سوى عويل أطفال ممزوج بصراخ أسود كما الموت الآتى اتشحت نساء الضحايا بملابسه الكابية على ضفاف نيل أسوان، ونشاط محموم من رجال الضفادع البشرية لاستخراج باقى الرفات الغارق، و5 آلاف جنيه تعويضا لكل أسرة متوفى. كل هذا لم يكف لمنع الموت من أن يطلق ضحكته ساخرا من مجموعة من فقراء مدينة السباعية بإدفو أرادوا أن يسرقوا من الحياة بعض لحظات الفرح، فكان عقابها لهم رادعا بعد أن لقى 10 أشخاص بينهم امرأة وطفلان مصرعهم نتيجة غرق مركبهم فى ساعة مبكرة من صباح أمس (الأربعاء) فى أثناء انتقال ركابه بين شرق النيل وغربه للذهاب لحضور حفل زفاف أحد أقاربهم. اللواء أحمد ضيف صقر مدير أمن أسوان تلقى إخطارا من شرطة المسطحات المائية والإنقاذ النهرى بغرق مركب على متنه 18 راكبا، وعلى الفور انتقلت قوات الشرطة والمسؤولون التنفيذيون إلى موقع الحادثة تحت إشراف اللواء محمد بدر حكمدار أسوان، والعميد الحسن عباس مدير المباحث الجنائية، ومحمود حمزة رئيس المباحث، فيما أشرف مصطفى عبد المحسن سكرتير عام مساعد المحافظة على عمليات الإنقاذ، وقال إنه يجرى حاليا عملية الإنقاذ للمفقودين من خلال لنشات الإنقاذ السريع بجانب 8 من رجال الضفادع البشرية الذين بدؤوا عملية المسح لمجرى نهر النيل، خصوصا حول المنطقة التى شهدت غرق المركب بطول وعرض كيلومترين، وتمتد إلى قناطر إسنا. التحريات كشفت أن الضحايا كانوا فى طريقهم ل«الفرح»، من شرق النيل إلى غربه الوافر بالرحمة، لكن المركب غرق بعد فشل قائده محمد السيد فى السيطرة على قدره، فلقى هو الآخر مصرعه فى الحادثة غرقا. 5 آلاف جنيه قررها اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان لكل أسرة متوفى فى الحادثة، وأعطى توجيهاته بتجهيز سيارات الإسعاف التابعة لفرق الانتشار السريع، وأمر برفع درجة الاستعداد بمستشفى السباعية ومستشفى إدفو المركزى لاستقبال أى حالات أخرى يتم إنقاذها، فى محاولة منه للسيطرة على هذا الكابوس الذى بات يهدد الفقراء على ضفاف النيل.. كابوس «الفرح».