عندما كان فى السلطة ظل مثل العقيد الهارب معمر القذافى عبئا يجثم فوق صدور ملايين الليبيين، وحتى بعدما لاذ بالفرار واختبأ كالجرذان، كان اختفاؤه سببا فى معاناة الآلاف الذين يعيشون فى المدن المحاصرة التى تشهد مقاومة فلول كتائبه. صفوف طويلة من السيارات اصطفت لتخضع للتفتيش، فى أثناء مرورها عبر الممر الآمن الذى فتحه الثوار لساكنى سرت الذين يفرون من المدينة المحاصرة، بعدما بات شبح كارثة إنسانية وشيكا. الثوار يؤكدون أنهم يريدون فقط خروج السكان، لتتسنى لهم مهاجمة الكتائب المتحصنة بالمدينة، وتحدثوا عن تشكيل لجنة لمعالجة شكاوى النازحين وتقديم الدعم لهم. اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكنت من دخول سرت لأول مرة، لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لمن بقى من السكان الذين يعانون أوضاعا «مزرٍية» وصعبة للغاية، ويواجهون خطر الموت لعدم توافر الخدمات الطبية الأساسية، وإمدادات مياه الشرب والكهرباء، حتى إن المصابين من جرحى الاشتباكات بالمدينة المحاصرة، يموتون فى غرف العمليات بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء. ثوار ليبيا تمكنوا من أسر 27 مقاتلا من كتائب القذافى بعد سيطرتهم على بلدة بوهادى جنوب سرت، بينما يستعدون لتحرير المدينة خلال 24 ساعة، إلا أنهم تلقوا أوامر بوقف القصف الثقيل خشية تعرض المدنيين للقتل، ووقوع كارثة إنسانية بعد تردى الأوضاع. وفى مدينة بنى وليد -التى يتحصن فيها سيف الإسلام نجل العقيد القذافى مع أنصار والده كآخر معقل لهم- يواجه الثوار مقاومة شرسة بعدما سيطروا على معظم مدن الجنوب، وفى مقدمتها مدينة سبها الاستراتيجية. وفى العاصمة طرابلس، قال عبد الله ناكر رئيس مجلس ثوار المدينة، إن السلاح لا بد أن يسلم إلى المجلس الوطنى الانتقالى.