على الرغم من ثقتى الكبيرة فى مانويل جوزيه كمدرب كبير موهوب تكتيكيا وفنيا فى وضع التشكيل وقراءة المباراة والسرعة فى التغيير وتحريك اللاعبين بما يتلاءم ومناطق القوة والضعف فى المنافس، فإننى لا أثق فى اختياراته وقدراته على فرز اللاعبين، فمعظم الأجانب الذين تعاقد معهم الأهلى بناء على مشورته لم يفلحوا مع الفريق وخسر النادى أموالا كبيرة بسببه، من هذا المنطلق ووفقا للوقائع التاريخية فإننى أخشى أن يكون البرازيلى جونيور من نفس النوعية المضروبة التى يفضلها جوزيه ونجله روى. مشكلة جوزيه ونظره الشيش بيش فى اللاعبين لا تقف عند الأجانب، فنفس المعضلة تظهر فى المحليين أيضا وأخص بالذكر هنا أحمد شديد قناوى، فاللاعب كان من المميزين فى فريق الأهلى قبل ثلاث سنوات ولكنه لم يقنع جوزيه ورفض بقاءه ولو على دكة الاحتياطى. ويحضرنى هنا حوار تليفزيونى للمدرب البرتغالى شاهدته بعينى وسمعته بأذنى وهو يقول إن أحمد شديد لاعب جيد ولكن فى ناد لا ينافس على البطولة وقال بالنص «إن فانلة الأهلى أثقل من أن يرتديها شديد» والرجل فى كلامه كان حاسما وقاطعا ولم يعط لمحاوره فرصة للدفاع عن اللاعب بكلام من قبيل أنه صغير السن ويحتاج إلى الخبرة حتى تركز قدماه على الأرض، فإجابة جوزيه كانت واضحة وصريحة ولا لبس فيها «لا يصلح للأهلى حاليا أو مستقبلا»... والآن عاد اللاعب إلى الأهلى وبناء على رغبة مانويل جوزيه، وهو أمر لا أمانع فيه بشرط أن يحاسب من اتخذ قرار رحيله على فاتورة عودته. النقطة الثانية التى تزعجنى فى قصة عودة أحمد شديد للأهلى تخص اللاعب نفسه وهى مرتبطة بالضمير والأمانة واحترام العهد، فاللاعب وقع عقدا جديدا لمدة موسمين مع النادى المصرى ووافق بكامل إرادته على وضع شرط جزائى فى عقده يتيح له الفسخ، وفى العام الثانى للتعاقد الجديد (موسم 2011 / 2012) فإن خطأ إداريا وقع بعد ضم نصف الموسم المتبقى فى عقده القديم إلى العقد الجديد أدى إلى أن يكون الموسم الأول فى عقده هو موسم 2010 / 2011، وللأسف فإن اللاعب استغل الخطأ لفسخ عهده ووعده والعقد المتفق عليه كى ينتقل للأهلى. وهنا أريد أن أقول للاعب إن الكلمة شرف والخطأ لا يجب أن تستغله حتى ولو كان قانونيا ما دام أنك تعلم علم اليقين أنه خطأ فالضمير والشرف والوعد والعهد أهم وأبقى من كرة القدم. أما الأهلى فصحيح أنه لم يخطئ قانونيا ولكنه كان يعلم هو الآخر أن اللاعب أخل بالتزامه الأدبى مع النادى المصرى واستغل ثغرة قانونية وقعت بسبب خطأ إدارى. وما أخذه على الأهلى وهو النادى الذى يرفع شعار المبادئ قبل الكرة والأخلاق قبل البطولات أنه دخل فى مفاوضات مع كامل أبو على، رئيس النادى المصرى، لشراء اللاعب وأعلن الناديان فتح صفحة جديدة ووقعا شفويا على بروتوكول محبة وتعاون كان من ثماره أن استضافت قناة الأهلى أبو على للتلطيف والتسجيد وعندما فشلت المفاوضات أظهر مسؤولو الأهلى الوجه الآخر وتعاقدوا مع اللاعب مباشرة مستغلين الثغرة القانونية، ضاربين عرض الحائط بكل الكلام المعسول والغرام والهيام والقبلات والأحضان التى جمعتهم مع النادى المصرى قبل يومين. ومن وجهة نظرى فإن خطأ الأهلى أكبر وأعمق وأعظم من خطأ اللاعب لسببين: الأول، أنه مؤسسة كبيرة وعظيمة ولها تقاليدها وقيمها وأخلاقياتها التى تحرم عليها استخدام هذه الطرق الرخيصة فى التغرير بمسؤولى النادى المصرى ورئيسهم. والثانى، أن اللاعب الذى يخون عهده ويخلف وعده مرة سيفعلها مئة مرة وأولاها مع الأهلى نفسه، ناهيك بأن اللاعب نفسه سيفقد المصداقية مع ناديه الجديد الذى يحدث الناس عن القيم والمبادئ بينما يفعل عكس ما يقول على أرض الواقع.. حقا إنها أخلاقيات زمن التوك توك.