من الظلم أن نغمّى أعيننا عن الحقيقة ونكتفى بالقول إن شريف إكرامى هو السبب فى تعادل الأهلى مع بتروجت، ومن العبث أن نترك 90 دقيقة ونمسك فى خطأ واحد معتبرين أن باقى اللاعبين ومدربهم كانوا ملائكة والتزموا بما جاء فى الكتاب. صحيح لا شك أن شريف إكرامى أخطأ وهدف التعادل لبتروجت يتحمل مسؤوليته كاملة، ولكن من يتحمل باقى الأخطاء؟ أين مسؤولية مانويل جوزيه الذى يريد أن يختفى أو يخفى خلف خطأ حارس طالما أخطأ ويعلم الأطفال قبل الكبار أن وصول الكرة إليه مغامرة تنخلع معها قلوب مشجعى الأهلى؟ كيف نتغاضى عن أخطاء واضحة وصريحة فى التشكيل والتغيير وهى إن كانت لا تُرى بالعين المجردة مثل كرة شريف إكرامى فإن نتائجها السلبية ظهرت فى المجموع العام عندما خرج الأهلى متعادلا، فجوزيه لعب بثلاثة لاعبين: أبو تريكة ووليد سليمان وعبد الله السعيد، وأمامهم عماد متعب الذى ظل يصارع وحده داخل المنطقة بينما العصافير الثلاثة تغرد فى الهواء خارج المنطقة الهجومية، وبدلا من أن يدعم متعب بمهاجم ثانٍ انتهز إصابة وليد سليمان نقطة النشاط الوحيدة فى المباراة ودفع بأحمد شديد قناوى، ثم زاد التعقيد تعقيدا عندما سحب عماد متعب المهاجم الصريح ليشرك جدو ويلعب الأهلى دون بمهاجم حتى انتبه جوزيه للكارثة وأشرك السيد حمدى بعد فوات الأوان، فالمشكلات الفنية التى وقع فيها جوزيه أكبر بكثير من أخطاء شريف إكرامى وخطأ اللاعب يمكن إصلاحه ولكن خطأ السيستم من الصعب تغييره أو السيطرة على مشكلاته التى كانت ستكلف الأهلى نقاط المباراة الثلاث. أهم ما أستنتجه من هذا اللقاء أن الأهلى لديه وفرة من اللاعبين فى أغلب المراكز إلا الدفاع، والفريق عاد يملك أغلب المقومات التى تسمح له بالتقدم فى البطولة بسهولة ويسر عكس الأعوام السابقة، المهم أن يجد المدرب طريقة للتعامل مع هذه الكوكبة من المواهب وتوزيع الأدوار بينها وأن يتخلى عن غرور العظمة. ■ ■ ■ حتى الآن لا أجد إجابة عن سؤال بديهى من المفترض أن لا أطرحه أنا أو غيرى: لماذا لم يوقع الكابتن حسن شحاتة عقده مع نادى الزمالك؟ والله أنا كنت فاكر إنه وقّع وإن دلع النجوم ودلالهم عند الانتقال لتجربة جديدة انتهى بمجرد أن تعاقد اتحاد الكرة مع المدرب الأمريكى برادلى، ليصبح المعلم حرا قانونيا حيث كان يدعى أن تأخر التوقيع يعود إلى عدم فك ارتباطه مع المنتخب وانتظارا للحصول على باقى مكافآته، وهى أسباب لم تكن مقنعة إلا أننا تقبلناها على سبيل الحب والمودة التى تجمعنا مع الكابتن شحاتة، إلا أنه الآن استنفد كل رصيده من الدلال والمودة، وإصراره على عدم التوقيع فيه آثار سلبية كبيرة على الزمالك كنادٍ وفريق، فأما بالنسبة إلى النادى فالتصرف إهانة للمؤسسة وتَعالٍ عليها وعدم ثقة بالارتباط بها أو التعامل معها، وإبقاء الحال على ما هى عليه يعنى إعطاء المعلم نفسَه فرصة للانسحاب فى أى وقت ودون أى التزامات مالية أو أعباء نفسية، فالمعلم إذا أراد أن يرحل الآن سواء بسبب ضيقه من اللاعبين أو غضبه من هتافات الجماهير سيجلس فى منزله، واللى مش عاجبه يضرب راسه فى الحيط، نفس الأمر لو عُرض عليه تدريب فريق آخر بمبلغ خليجى ضخم، وهو معروض، وقتها سيرحل متعللا بأى سبب ودون الحاجة إلى إخلاء طرف، أما الأثر السلبى على اللاعبين، فيكفى القول: كيف للاعب البنينى رزاق أن يثق بإدارة الزمالك وشيكاتها، بينما ابن النادى نفسه يرفض أن يرتبط مع النادى بعقد؟ وإذا كنت أعتب على المعلم الذى أحبه وأحترمه هذا التصرف، فإننى أجد أن العيب كل العيب على مجلس الإدارة الضعيف الهزيل الذى قبِل على النادى تلك الإهانة من مدرب حتى لو كان المعلم. سؤال أخير: أين الصحافة من تلك القضية؟ وهل لو فعلها جوزيه كانت ستصمت بهذه الطريقة؟ ■ ■ ■ اعتذار الأهلى عن المشاركة فى بطولة الكأس، أفهمه على أن الكابتن حسن حمدى المشرف على «وكالة الأهرام» يستخدم الأهلى الذى يرأسه لتأديب اتحاد الكرة على بيع حقوقه لوكالة غيره!