في كثير من الأحيان، لا تكون المشاكل بين الأم وأبنائها نتيجة نية سيئة أو تقصير متعمد، بل بسبب تصرفات صغيرة تتكرر يوميًا دون وعي فتترك أثرًا عميقًا في العلاقة. الأم غالبًا تبذل كل ما بوسعها لتربية أبنائها تربية سليمة، لكنها قد تقع في بعض الأخطاء التربوية والعاطفية التي تضعف الصلة بينهم على المدى الطويل. أشارت الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، إلى أن العلاقة بين الأم وأبنائها لا تُبنى في يوم ولا تتهدم بلحظة، بل هي نتيجة تراكمات يومية من الكلمات والنظرات والمواقف الصغيرة. أضافت الدكتورة عبلة، أنه حين تدرك الأم أن الحب وحده لا يكفي دون وعي، تبدأ في إصلاح أخطائها بلطف، وتتعلم أن الاعتذار لا يُنقص من مكانتها بل يزيدها احترامًا في عيون أبنائها. والتربية الواعية لا تعني الكمال، بل أن تكوني حاضرِة، صادقة، ومستمرة في التعلم. فكل لحظة وعي جديدة هي خطوة نحو علاقة أقوى وأجمل بينك وبين أبنائك في هذا التقرير، تستعرض الدكتورة عبلة، أبرز الأخطاء التي تقع فيها الأمهات، خلال رحلتها في تربية الأبناء، وكيفية تجنّبها لبناء علاقة أكثر دفئًا وثقة.
أولًا: النقد المستمر بدل الدعم من أكثر ما يضعف العلاقة بين الأم والابن هو النقد الدائم. بعض الأمهات يعتقدن أن التوجيه الصارم أو تصحيح كل خطأ هو الطريقة المثلى للتربية، لكن كثرة الملاحظات تجعل الطفل يشعر أنه غير كافٍ أبدًا، وأنه مهما فعل لن يرضي والدته. يتحوّل النقد المتكرر مع الوقت إلى جدار من النفور، فيتجنّب الابن التحدث أو مشاركة تفاصيل حياته خوفًا من اللوم. بينما الدعم والتشجيع حتى في لحظات الخطأ يخلق الثقة ويعلّم الطفل أن الحب غير مشروط، وأن الخطأ وسيلة للتعلّم لا للعقاب.
ثانيًا: المقارنة بالآخرين من أكثر الجمل التي تترك أثرًا سلبيًا في نفس الطفل: "شوف ابن خالتك بيذاكر قد إيه؟" أو "ليه مش زي أختك؟". المقارنة تُضعف شعور الطفل بقيمته، وتزرع داخله إحساسًا بالدونية أو الغيرة أو حتى الحقد على الآخرين. الأم قد تظن أن المقارنة وسيلة لتحفيزه، لكنها في الحقيقة تُفقده الدافع وتجعله يشعر أن حبها مشروط بالأداء أو النجاح. الأفضل هو تشجيع الطفل على التفوق على نفسه لا على غيره، والاحتفاء بجهوده حتى لو كانت بسيطة، لأن التقدير الصادق يصنع ثقة داخلية أقوى من أي مقارنة خارجية.
ثالثًا: غياب الإصغاء الحقيقي الكثير من الأمهات يسمعن أبناءهن دون أن يصغين بعمق. الطفل قد يتحدث بحماس عن أمر يهمه، لكن الأم مشغولة بالمطبخ أو الهاتف أو التفكير في أشياء أخرى. هذا الموقف البسيط يُشعره أن كلامه غير مهم وأنه ليس أولوية. الإصغاء الحقيقي يعني أن تتوقفي قليلًا، تنظري في عينيه، وتستمعي دون مقاطعة. مجرد هذا الفعل كفيل بأن يمنح الطفل شعورًا عميقًا بالأمان والانتماء. فالأبناء لا يحتاجون دائمًا إلى نصيحة، بل إلى من يسمعهم بصدق. رابعًا: السيطرة الزائدة والخوف المبالغ فيه من طبيعة الأمومة الرغبة في حماية الأبناء، لكن حين تتحول الحماية إلى سيطرة، يبدأ الصدام. الأم التي لا تترك مساحة للطفل ليقرر أو يخطئ، تنزع منه الإحساس بالمسؤولية والاستقلال. قد تمنعه من تجربة أشياء جديدة خوفًا عليه، أو تتدخل في كل تفاصيله الصغيرة بدافع القلق، لكنها دون أن تدري تُرسل له رسالة: "أنا لا أثق بقدرتك". العلاقة الصحية تقوم على التوازن بين الحماية ومنح الحرية، بين الخوف الطبيعي والثقة في قدرة الابن على التعلم والنضج. خامسًا: استخدام اللوم والابتزاز العاطفي عبارات مثل "أنا عملت كل ده عشانك" أو "أنت مش مقدر تعبي" من أكثر ما يجرح الأبناء. هذا النوع من الكلام يزرع شعورًا بالذنب بدل الامتنان، ويحوّل الحب إلى عبء. الأم قد تستخدم هذه العبارات بدافع التعب أو الإحباط، لكنها تضعف الرابط العاطفي لأنها تجعل الابن يشعر أنه سبب معاناة أمه. البديل هو التعبير عن المشاعر بصدق دون تحميل الطفل ذنبًا لا يخصه، مثل: "أنا محتاجة شوية راحة النهارده" بدل "أنا تعبت بسببكم". بهذه الطريقة يتعلم الابن التعاطف لا الذنب.
سادسًا: تجاهل مشاعر الأبناء أو التقليل منها عندما يبكي الطفل بسبب أمر يبدو بسيطًا فتقول له أمه: "عيب تبكي على حاجة تافهة!"، أو عندما يشتكي المراهق من حزن فيُقال له "ده مش مهم، شدّ حيلك!"، هنا يتعلم الابن أن مشاعره غير مقبولة أو غير مهمة. بمرور الوقت، يكبت مشاعره ويتوقف عن مشاركتها، فتفتر العلاقة. الاحتواء لا يعني الموافقة على كل شيء، بل الاعتراف بمشاعره أولًا، ثم توجيهه للتعامل معها بذكاء. فالمشاعر غير المعترف بها تتحول إلى جروح صامتة داخل العلاقة.
سابعًا: غياب القدوة الأم التي تطلب من أبنائها الصدق وهي تكذب في مواقف بسيطة، أو التي تدعوهم للهدوء بينما تنفعل دائمًا، تُفقد كلماتها قيمتها. الأطفال لا يتعلمون مما نقول، بل مما نفعل. القدوة أقوى وسيلة تربوية لبناء علاقة مبنية على الاحترام الحقيقي. عندما يرون أمهم تتعامل مع المواقف بوعي وهدوء واحترام للذات، سيتعلمون منها دون أن تتكلم كثيرًا. ثامنًا: الانشغال الدائم حتى وإن كانت الأم تعيش في نفس البيت مع أبنائها، فإن الانشغال الدائم بالهاتف أو العمل أو المسؤوليات يجعل العلاقة تبهت تدريجيًا. الطفل يحتاج وقتًا نوعيًا لا كميًا، أي لحظات قصيرة مليئة بالدفء والانتباه. عشر دقائق من الحديث الصادق واللعب والضحك تساوي ساعات من الوجود الجسدي الخالي من التواصل.
تاسعًا: غياب التعبير عن الحب بعض الأمهات يعتقدن أن الحب مفهوم ضمنًا، وأن التعبير ليس ضروريًا. لكن الأبناء، خاصة في المراحل الأولى، يحتاجون إلى كلمات حب ولمسات حانية ونظرات تشجيع. قول "بحبك"، "فخورة بيك"، "أنا مبسوطة منك" يُغذي العلاقة مثلما تُغذي الماء الزهرة. فالحب غير المعبَّر عنه يذبل بمرور الوقت مهما كانت النوايا طيبة.
عاشرًا: التعامل مع المراهقين كأطفال مرحلة المراهقة تحتاج أسلوبًا مختلفًا تمامًا. التعامل مع المراهق بعقلية "أنا الأم وأعرف أكثر" يثير التمرد ويُضعف التواصل. المراهق يحتاج إلى أم صديقة تفهم عالمه وتستمع إليه دون أحكام. الحوار المتكافئ والتفاهم هما الجسر الحقيقي بين الجيلين، لا الأوامر ولا التهديدات. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا