فن الاعتذار للأبناء عندما نخطئ، في عالم التربية، يعتقد كثير من الآباء أن الاعتذار للأبناء نوع من الضعف أو هزّ للصورة الوالدية وهيبتها. لكن الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أكدت أن الحقيقة التربوية والإنسانية تقول عكس ذلك تمامًا؛ وهو أن الاعتذار سلوك حضاري، وعلامة قوة داخلية، ونموذج حي نعرضه لأطفالنا ليصبحوا أشخاصًا أصحاء نفسيًا، قادرين على الاعتراف بأخطائهم وتصحيحها. أضافت الدكتورة عبلة، أن الاعتذار لا يقلل من مكانة الأم أو الأب، بل يرفعها في عيون الأبناء ويزيد من احترامهم لهما، لأنه يثبت أن الكبار أيضًا يتعلمون ويتطورون، وأنهم بشر يخطئون ويصححون. لماذا نحتاج أن نعتذر لأبنائنا؟ الطفل، حتى لو كان صغيرًا، كائن حساس يشعر ويحلل ويتذكر. كثير من الجروح العاطفية تبدأ من كلمات قاسية، صوت مرتفع، أو رد فعل غير عادل. حين يعتذر الأب أو الأم، فهم يقولون ضمنًا للطفل: "مشاعرك مهمة... وكرامتك محفوظة... وأنا مسؤول عن أفعالي". هذا الإحساس يعزز الثقة بين الطرفين، ويمنح الطفل أمانًا عاطفيًا يجعله أكثر توازنًا وثقة بنفسه. كما أن الاعتذار يغرس قيمة عظيمة في شخصية الطفل: تحمل المسؤولية. فبدلًا من أن ينشأ على ثقافة التبرير وإلقاء اللوم، يتعلم أن القوة الحقيقية في الاعتراف بالخطأ والعمل على إصلاحه.
هل يضعف الاعتذار هيبتنا كآباء؟
الحقيقة أن القوة الحقيقية ليست في التسلط أو الصوت العالي، بل في القدرة على السيطرة على النفس والعودة للطريق الصحيح عند الخطأ. هيبة الوالدين لا تُبنى على الخوف بل على الحب والاحترام.
حين نعتذر ونوضح سبب انفعالنا أو غضبنا، نحن نظهر الجانب الحقيقي للإنسان الناضج: شخص يملك اتزانًا نفسيًا وقدرة على تصحيح ذاته. الأطفال يُعجبون بالآباء الذين يملكون ثقة كافية للاعتراف بخطئهم. هذا النوع من الهيبة يبقى ويكبر معهم طوال حياتهم.
متى نحتاج أن نعتذر؟
نعتذر عندما: نرفع صوتنا بلا داعٍ. نتسرع في الحكم على الطفل أو اتهامه ظلمًا. نستخدم كلمات جارحة أو ساخرة. نغضب بسبب ضغط خارجي ونسقطه على الأبناء. نعاقب بشكل مبالغ فيه. نتجاهل مشاعر أو احتياج الطفل. هذه المواقف شائعة، ومن الطبيعي أن تحدث. لكن غير الطبيعي أن تمر بلا تصحيح.
كيف نعتذر دون فقدان الهيبة؟
الاعتذار المهني في التربية له شروط: 1. هدوء وصراحة نقترب من الطفل بهدوء ونستخدم نبرة دافئة لا تقلل منا ولا منه. 2. اختيار كلمات مسؤولة بدلًا من "أنت اللي عصبتني" نقول: "أنا اتعصبت وكان المفروض أهدى قبل ما أتكلم، آسفة لو ضايقتك". هنا نحمّل أنفسنا المسؤولية بدل أن نُلقي اللوم على الطفل. 3. توضيح السبب بدون تبرير "كنت مضغوطة وده خلاني أتعصب، لكن ده مش مبرر". نوضح المشاعر دون تبرير الخطأ. 4. تصحيح السلوك إن كان هناك عقاب أو قرار خاطئ، نعدّله بوضوح: "القرار اللي أخدته كان مش مناسب، وهغيره". 5. تعزيز العلاقة بعد الاعتذار، مهم نعيد الدفء: حضن بسيط، لمسة على الكتف، أو كلمات احتواء مثل: "وجودك مهم... وأنا بحبك حتى لو غلطت أو اتعصبت". 6. الاستمرار في الحزم الاعتذار لا يعني إلغاء الحدود أو التهاون في التربية. نوضح أننا أخطأنا نحن، لكن القواعد تظل قائمة. مثلًا: "أنا آسفة على طريقتي، لكن لسه لازم نلتزم بترتيب الغرفة". الاعتذار لأبنائك فوائد الاعتذار للأبناء
يمنح الطفل نموذجًا صالحًا لسلوك راقٍ ومسؤول. يعلّم الطفل التعاطف والرحمة. يكسر دائرة الغضب والتوتر في البيت. يزرع الثقة بين الأهل والأبناء. يقلل من العناد والعدوانية لأن الطفل يشعر بالتقدير. يساعد في بناء شخصية متوازنة قادرة على التواصل الصحي.
أخطاء يجب تجنبها أثناء الاعتذار
الاعتذار السريع بلا نية حقيقية، فيشعر الطفل أنها مجرد كلمات. الاعتذار مع لوم الطفل: "آسفة بس أنت اللي بوّظت كل حاجة". التضخيم في الاعتذار لدرجة تُشعر الطفل أنك ضعيف أو خائف منه. الاعتذار مع التبرير المستمر بلا تحمل للمسؤولية. تجاهل المشاعر وعدم الاستماع لرد فعل الطفل. جملة بسيطة... تأثيرها كبير "أنا آسفة... غلّطت في أسلوبي... وأنت تستاهل أتكلم معاك باحترام". هذه الجملة، رغم بساطتها، تعيد بناء الجسور داخل قلب الطفل.
الاعتذار ليس سقوطًا من مكانة الوالدين.. بل ارتقاء. الطفل الذي يرى والديه يعترفون بأخطائهم يكبر وهو يعرف أن القوة ليست في التصلب، بل في الاعتراف والتصحيح. وهكذا نربي أجيالًا تعرف كيف تحب وتحترم وتعتذر وتسامح. ابدئي اليوم لو حدث موقف بسيط، اقتربي بهدوء وقولي لطفلك "أنا آسفة". ستندهشين من حجم الحب الذي سيعود إليك... ومن عمق السلام الذي سيعم بيتك. فالأبوة الحقيقية ليست أن نكون كاملين... بل أن نكون صادقين، حقيقيين، ونكبر مع أولادنا خطوة بخطوة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا