كانت أصابع الاتهام توجه دائمًا إلى ساديو ماني بعدم معاونة محمد صلاح على التألق مع ليفربول بداعى الأنانية وعدم التمرير له في مباريات ليفربول إلا أن الوضع تغير تمامًا قبل انطلاق كأس الأمم الإفريقية 2019، انتظرت مصر نجمًا أوحد فى البطولة، وهو محمد صلاح، حيث كان يُنظر إلى منتخب مصر كأقوى مرشح للفوز بها، وتحقيق النجمة الثامنة، إلا أنه ما بين علامة كاملة بأداء ناقص، وأداء باهت، خرج المنتخب الوطني بشكل مهين أمام جنوب إفريقيا، في المباراة التي جمعت بينهما بدور ال16 بالبطولة، وهو ما كان بمثابة المفاجأة والصدمة لعشاق الكرة المصرية، في الوقت الذي قاد فيه رياض محرز نجم الجزائر ومانشستر سيتي الإنجليزي، وساديو ماني، نجم منتخب السنغال وليفربول الإنجليزي، منتخبي بلديهما إلى نهائى البطولة الأغلى في إفريقيا. رياض محرز وساديو ماني وضعا محمد صلاح، نجم الفراعنة وليفربول، فى موقف صعب أمام الجماهير المصرية بعد تألقهما فى أمم إفريقيا، حيث قدم الثنائى مستويات رائعة مع منتخبى بلديهما، حيث أثبت الأول أنه «الحصان الرابح» لمحاربي الصحراء، ولعل مباراة نيجيريا أظهرت تفوق لاعب مانشستر سيتى، بعدما قاد منتخبه رياض محرز وساديو ماني وضعا محمد صلاح، نجم الفراعنة وليفربول، فى موقف صعب أمام الجماهير المصرية بعد تألقهما فى أمم إفريقيا، حيث قدم الثنائى مستويات رائعة مع منتخبى بلديهما، حيث أثبت الأول أنه «الحصان الرابح» لمحاربي الصحراء، ولعل مباراة نيجيريا أظهرت تفوق لاعب مانشستر سيتى، بعدما قاد منتخبه للنهائى، باستخدام كل قدراته الفنية والتهديفية، وكذلك مانى الذى قدم مستويات رائعة خلال مشاركته فى مباريات «أسود التيرانجا»، عكس محمد صلاح الذي لم يظهر بمستواه المعهود على مدى 4 مباريات شارك فيها رفقة منتخب مصر فى المونديال الإفريقي. - جائزة الأفضل في إفريقيا استطاع مانى قيادة منتخب السنغال للوصول إلى نهائى كأس الأمم الإفريقية، بعد تسجيله 3 أهداف حتى الآن، ما يجعله قريبا من لقب هداف البطولة، وهو نفس الحال مع رياض محرز، الذى يبحث عن التتويج الثانى بجائزة أفضل لاعب إفريقى، بعدما تُوج بها عام 2016، حيث قاد الجزائر للوصول إلى الطرف الثانى فى نهائى الكان، بعد تسجيله 3 أهداف أيضًا، فى المقابل سجل محمد صلاح هدفين، قاد بهما منتخب الفراعنة للدور ال16 فقط. ولكن مع بلوغ كل من منتخبى الجزائروالسنغال المباراة النهائية، صارت فرص محرز ومانى فى الحصول على جائزة أفضل لاعب إفريقى أكبر من جميع المتنافسين، حيث ستكون المباراة التى ستُلعب يوم الجمعة المقبل على ملعب استاد القاهرة الدولى مواجهة خاصة بين محرز ومانى، حيث إن الفائز منهما باللقب سيكون المرشح الأقرب للفوز بالجائزة. مانى يتسلح بحصوله على جائزة هداف الدورى الإنجليزى الممتاز فى الموسم الماضى برصيد 22 هدفًا، بالتساوى مع كل من محمد صلاح وبيير إيميريك أوباميانج، ولكن الألقاب الفردية ليست السلاح الوحيد للنجم السنغالى، إذ إنه أسهم فى حصول ليفربول على الفوز ببطولة دورى أبطال أوروبا للمرة السادسة فى تاريخه، بعد غياب استمر 14 عامًا، كما يمتلك مانى فرصة الحصول على 3 ألقاب أخرى قبل نهاية العام، وهى بطولات الدرع الخيرية وكأس السوبر الأوروبى بالإضافة إلى كأس العالم للأندية. في المقابل يتسلح محرز بالإنجازات التى حققها مانشستر سيتى فى الموسم الماضى، بعدما نجح فى الحصول على بطولات الدرع الخيرية والدورى الإنجليزى الممتاز وكأس رابطة المحترفين وكأس الدرع الخيرية، وقد يكمل النجم الجزائرى سلسلة البطولات المحلية مع الفريق السماوى فى حالة الفوز بالدرع الخيرية، عندما يواجه ليفربول يوم 4 أغسطس المقبل. محمد صلاح تُوج بآخر نسختين من جائزة أفضل لاعب إفريقى، كما تمكن من التتويج بلقب هداف الدورى الإنجليزى، بالمناصفة مع ساديو مانى ب22 هدفا لكل منهما، وهو ما يجعل صلاح أحد المرشحين أيضًا للفوز بجائزة أفضل لاعب فى إفريقيا، ولكن الخروج المهين من البطولة القارية برفقة المنتخب الوطنى، قد يقلل من حظوظه فى التتويج بها. - تعاطف الجماهير بعيدا عن لغة الأرقام بين الثلاثى، نجح مانى ومحرز، فى كسب تعاطف الجماهير المصرية على أرض الكنانة، خاصة فى ظل الانتقادات المستمرة التى واجهها محمد صلاح، من جانب الجماهير بسبب أفعاله ومستواه مع منتخب مصر، حيث بات نجم السنغال معشوق الجماهير المصرية، التى كانت توجه إليه أصابع الاتهام بعدم معاونة «مومو» على التألق مع ليفربول، بداعى الأنانية وعدم التمرير لصلاح فى مباريات الليفر، ومحاربته لعدم حصد الجوائز والألقاب الفردية. بطولة أمم إفريقيا المقامة حاليًا فى مصر، كانت شاهدة على العديد من المواقف الرائعة من جانب مانى، الذى نجح فى حجز مكانه طيبة فى قلوب جماهير الفراعنة، ليمحو الصورة الباهتة التى كان عليها لدى عشاق الفراعنة قبل انطلاق الكان، ولعل أبرز المواقف التى ستظل محفورة فى أذهان الجماهير فى أثناء ربطه حذاء أحد الأطفال الذين يصطحبهم اللاعبون فى أثناء الدخول إلى ملعب مباراة بنين فى دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الإفريقية. مانى حقق أمنية متطوع كفيف مصرى بإجراء حوار صحفى معه على هامش تدريبات منتخب السنغال، وهو ما أدخل السعادة والفرحة لقلب الشاب المصرى بعد تحقيق حلمه، وفى المران قبل مباراة بنين فى دور الثمانية، استجاب مانى لطلب فتاة محجبة أرادت التقاط صورة معه، فسمح لها هداف الدورى الإنجليزى باجتياز الحاجز الأمنى حوله والتقط صورة معها. مواقف مانى جعلته يسحب البساط من محمد صلاح الذى خيب آمال عشاقه بظهوره المتواضع مع منتخب مصر، والخروج المهين من دور ال16 أمام جنوب إفريقيا، ما جعل الجماهير تقارن مواقف صلاح الذى كان مثالًا للتواضع لكن مواقفه خلال البطولة عرضته لكثير من الانتقادات والاتهامات بالتعالى والغرور، خاصة فيما يتعلق بتجنب الجمهور والصحفيين، وظهر ذلك فى أثناء احتفاله بهدفه أمام منتخب أوغندا، فى الجولة الثالثة من الكان، وهو ما أثار غضب الجماهير. لم يكن تعاطف الجماهير المصرية والعربية مع النجم السنغالى فقط، خلال أمم إفريقيا، بل نجح رياض محرز أيضًا فى أن يكسب تعاطف المصريين، فبمجرد إسكان الجزائرى الكرة فى شباك منتخب نيجيريا، خلال الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، وإطلاق الحكم الجامبى باكارى جاساما صافرة نهاية اللقاء عقب الهدف، انتشى الجمهور المصرى والعربى بتأهل «محاربى الصحراء» إلى نهائى البطولة التى تستضيفها مصر، كما أثار مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى الجدل بسؤال من هو فخر العرب الحقيقى؟ مقارنة مع محمد صلاح. - سقط القناع التعاطف الجماهيرى مع محمد صلاح كان حينما تجرع منتخب الفراعنة خروجا غير مشرف من كأس العالم بروسيا بثلاث هزائم قبل عام، غير أن الخروج المفاجئ من الكان الإفريقى قلب المعادلة، وأصبح صلاح تحت ضغط انتقادات متواصلة لأول مرة، عبر منصات التواصل ووسائل إعلام، جراء خروج منتخب الفراعنة على أرضه وبين جماهيره، أمام جنوب إفريقيا، ووصفه البعض ب«الضعيف»، مع منتخب بلاده بسبب مستواه المتواضع فى البطولة عكس ما ظهر به خلال الموسم المنقضى رفقة فريقه الإنجليزى، الذى توج معه بلقب هداف الدورى الإنجليزى. لم يكن انتقاد محمد صلاح من قبل الجماهير بسبب ضعف مستواه فقط داخل الملعب، أو طريقة احتفاله بعد تسجيله هدفًا، ولكن كان الانتقاد الأكبر -الذي سقط بسببه قناع الفرعون المصري- هو بعدما تضامن مع زميله عمرو وردة، الذى واجه اتهامات ب«التحرش» خلال وجوده بمعسكر المنتخب، وفى هذا الشأن خرجت تقارير تشير إلى أن صلاح تدخل بقوة من أجل العفو على وردة وإعادته إلى المنتخب، بعد استبعاده نهائيًا من تمثيل مصر. صلاح غرد حينها داعيًا لمنح الأشخاص الذين يخطئون «فرصة ثانية»، بالتزامن مع اتهامات وردة واستبعاده من المنتخب، مما وضعه تحت الانتقادات، التى زادت حدتها لا سيما بعد إحراز جنوب إفريقيا الهدف الذى أطاح بالفراعنة من الكان عقب نزول وردة للمباراة الأخيرة بدقائق. ما زاد من غضب الجماهير المصرية من محمد صلاح أيضًا، هو خلال تغريدته عقب يومين من الخروج القارى، عبر حسابه ب«تويتر»، حيث قال: «حزين جدًا لخروجنا المبكر من كأس الأمم الإفريقية، كنا نتمنى استكمال المشوار والفوز بالبطولة من أجل جماهيرنا الوفية، التى من اللازم أن أشكرها على الدعم المعتاد منها.. إن شاء الله سنتعلم من الأخطاء، وبالتوفيق للمنتخب فيما هو قادم»، وجاءت التغريدة وسط انتقادات عنيفة من الجماهير.