منتدى الحوار الوطني في الجزائر يشكل أكبر اجتماع لأحزاب في المعارضة، وقوى التغيير المجتمعية ، حيث يشارك فيه لنقابات ونشطاء في المجتمع المدني وشخصيات وطنية ، وسط رفض شعبي. على وقع تعالي الأصوات الرافضة للحوار في الجزائر انطلق اليوم السبت منتدى الحوار الوطني، الذي يشكل أكبر اجتماع لأحزاب في المعارضة، وقوى التغيير المجتمعية. فقد خرج الحراك الشعبي في الجزائر أمس في الجمعة العشرين للتظاهرات، رافضا اقتراح تقدم به الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح لإخراج البلاد من أزمتها ، فمنذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أبريل الماضي تحت ضغط الشارع وقيادة الجيش، ترفض حركة الاحتجاج أن يتولى "النظام" القائم تنظيم الانتخابات الرئاسية وتطالب مسبقاً برحيل كل داعمي بوتفليقة الذي بقي في السلطة نحو عشرين عاماً. وهتف المتظاهرون خلال تظاهرات الأمس في ذكرى الاستقلال "ارحلوا، أفرجوا عن الجزائر"، واستهدفت الشعارات مجدداً رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، الذي يتمسك وفق الحركة الاحتجاجية ومراقبين بالسلطة الفعلية في البلاد منذ استقالة بوتفليقة. تأتي تلك التظاهرات ردا على المبادرة الثالثة التي أطلقها الرئيس الجزائري وهتف المتظاهرون خلال تظاهرات الأمس في ذكرى الاستقلال "ارحلوا، أفرجوا عن الجزائر"، واستهدفت الشعارات مجدداً رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، الذي يتمسك وفق الحركة الاحتجاجية ومراقبين بالسلطة الفعلية في البلاد منذ استقالة بوتفليقة. تأتي تلك التظاهرات ردا على المبادرة الثالثة التي أطلقها الرئيس الجزائري المؤقت بعد فشل سابقتيها خلال الأشهر الماضية للخروج من مأزق الفراغ الدستوري الحالي الذي تعيش فيه الجزائر من خلال حوار تقوده شخصيات وطنية مستقلة تحظى بالشرعية، لكن دون مشاركة للسلطة، بما فيها المؤسسة العسكرية. بن صالح: الجزائر تحتاج إلى رئيس جديد تجنبا للفراغ وتجنبت المبادرة الجديدة أي خوض في تفاصيل الحل السياسي بكامل تفاصيله خشية أن تلحق تلك المبادرة بسابقاتها، وحتى لا يبدو الأمر وكأن السلطة في الجزائر هي من تطرح المبادرة كأمر واقع ومفروض على أطياف المعارضة السياسية. ورغم الرفض الشعبي للحوار عقد أحزاب المعارضة الجزائرية منتدى الحوار الوطني الذي يشكل أكبر اجتماع لأحزاب في المعارضة، وقوى التغيير المجتمعية ، حيث يشارك فيه النقابات ونشطاء في المجتمع المدني وشخصيات وطنية للاتفاق على صياغة رؤية موحدة لحل الأزمة السياسية في البلاد. الندوة الوطنية ستبحث الدعوة إلى إطلاق حوار وطني وتشكيل هيئة لتسيير هذا الحوار وصياغة مخرجاته خلال شهر. ويواجه هذا المنتدى العديد من العقبات، في مقدمتها إعلان الأحزاب المنضوية تحت ما يسمى ب"قوى البديل الديمقراطي" مقاطعتها للحوار ، وأبرز تلك الأحزاب المعارضة حزب العمال، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وحزب جبهة القوى الاشتراكية. في ذكرى الاستقلال.. دعوات بالجزائر لمسيرات ضخمة وأشارت "سكاي نيوز عربية" أن هذه الأحزاب تدعو إلى ضرورة الذهاب نحو تشكيل مجلس تأسيسي، وترفض الذهاب مباشرة نحو انتخابات رئاسية، "قبل إحداث تغييرات ضمن مرحلة انتقالية تفضي للتخلص من رموز النظام السابق" ، وهو ما لا يتوافق مع ما تدعو إليه قوى التغيير التي ستشارك في منتدى الحوار الوطني الجزائري، والتي ستركز على الاتفاق حول خارطة طريق موحدة، من أجل الذهاب إلى انتخابات رئاسية بضمانات ملموسة. ويرى رئيس حزب الحرية والعدالة محمد السعيد أن الوضع الاستثنائي يجعل من لقاء اليوم حدثا بارزا في مسار الأزمة، فهو يأتي قبل ثلاثة أيام من انتهاء مهلة الرئيس المؤقت، لتدخل بعدها البلاد فترة التمديد خارج الدستور. مشيرا إلى أنه لا مفر من انتخابات رئاسية في أقرب الآجال، تكون آلية تنظيمها بكل مراحلها وإجراءاتها ثمرة توافق مع الجيش، بشكل مباشر أو غير مباشر، ضمن حوار جاد. القيادي في جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، قال للإذاعة الجزائرية إن "الهدف من المنتدى هو توحيد الرؤى والخروج بمبادرة واحدة ووضع اللبنات الأساسية للدخول في حوار جاد مع السلطة الفعلية عن طريق من تعينه لهذا الغرض". وهناك تحدي كبير يواجه الحوار الوطني في الجزائر وهو عدم التوافق التام بين أطياف قوى المعارضة والمجتمع المدني، والتي تجتمع اليوم من أجل بلورة مطالب شعبية موحدة ومتطابقة تلتقي بها مع السلطة على طاولة الحوار للخروج بحل يرضى كافة الأطراف الجزائرية. استمرار مظاهرات الجزائر وسط اتهامات للمعارضة ووسط حالة مختلطة من التفاؤل والتشاؤم، يترقب الشارع الجزائري هذا الحدث الأبرز ومخرجاته ، ويقول منسق لقاء الشباب الجزائري عبد المالك بلعور "إن التحاور البناء حول الحلول الواقعية هو السبيل الوحيد لإنجاز انتخابات نظيفة".