باتت بعض الدول الأوروبية في طريقها لتحقيق أكبر استفادة من الحرب التجارية القائمة بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين، وذلك من خلال زيادة الصادرات للبلدين. لا شك أن كلًا من الصينوالولاياتالمتحدة وجدا صعوبات كبيرة في خوض معركتهما الاقتصادية والتجارية المشتعلة منذ بداية العام الماضي، إلا أن تلك الأزمات خلقت مستفيدين آخرين خلال الفترة الماضية، أبرزها الاتحاد الأوروبي. انخفاض الصادرات المتبادلة بين الولاياتالمتحدةوالصين خلال الفترة الماضية، وتعثر المفاوضات التي تسعى لإنهاء الحرب التجارية، جميعها عوامل ساهمت في فتح أسواق بعض البلدان الأوروبية لتكون بديلة لدى كل من الصينوالولاياتالمتحدة بعد التعريفات الجمركية الضخمة التي فرضها كل طرف. ورأت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، أن استغلال الوضع الحالي يمكن أن يخلق مستفيدين جدد من الحرب التجارية، والتي بالفعل بدت مرهقة إلى حد كبير لكل من الصينالولاياتالمتحدة على حد سواء. ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين وأكد كريستيان كيلر، رئيس البحوث الاقتصادية في باركليز، ورأت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، أن استغلال الوضع الحالي يمكن أن يخلق مستفيدين جدد من الحرب التجارية، والتي بالفعل بدت مرهقة إلى حد كبير لكل من الصينالولاياتالمتحدة على حد سواء. ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين وأكد كريستيان كيلر، رئيس البحوث الاقتصادية في باركليز، أن الاستبدال التجاري الناتج عن فرض التعريفات الإضافية على الصادرات، وغيرها من الحواجز غير الجمركية، يفتح فرصًا لاقتصادات منطقة اليورو الأساسية للحصول على حصة من سوق التصدير بين الولاياتالمتحدةوالصين. وحسب تقدير الخبراء في المؤسسة المالية العالمية، قد تكون فرنسا وألمانيا أكبر المستفيدين من تصاعد حرب التعريفات التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين. وأضاف كيلر: "إن دراسة نمط الاستيراد في الصين من شركائها التجاريين الرئيسيين تكشف أن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة هي الأقرب لخلافة الولاياتالمتحدة، حيث من المتوقع أن تكون تلك البلدان هي الأكثر ترحيبًا بالسوق الصينية". ويفترض تحليل التجارة العالمية الأساسي لباركليز، أن استمرار الحرب التجارية بين البلدين قد يكلفهما خسائر كبيرة، قد تصل إلى تقليص معدلات التجارة البينية بنسبة 30%. وتوقع كيلر زيادة تجارية قدرها 0.1% من الناتج المحلي الإجمالي في صادرات منطقة اليورو إلى الصين في هذه الحالة، استنادًا إلى حساب التجارة بين طرفي الحرب التجارية، مشيرًا إلى أن واردات الصين من الولاياتالمتحدة التي تتمثل بشكل رئيسي في معدات النقل والإلكترونيات والمواد الكيميائية، قد تجد بديلًا مناسبًا لدى عدد من الدول الأوروبية. وأضاف: "بافتراض أن قادة السوق في كل قطاع سوف يستفيدون أكثر من تخفيض الصادرات الأمريكية بنسبة 30%، فإننا نقدر أن منطقة اليورو يمكن أن تزيد صادراتها إلى الصين بنسبة 0.1% من الناتج المحلي الإجمالي، وخاصة في السيارات". الصين تُنعش القارة السمراء باستثماراتها.. وإسقاط الديون فرصة ذهبية لإفريقيا ومع تركيز الجزء الأكبر من منطقة اليورو على الصادرات الصينية من أجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات والمعدات الكهربائية، وفي الأسواق الأمريكية على معدات النقل، فإن تعرض المنطقة لآثار الحرب التجارية، والرغبة في استيعاب تحويلات الصادرات الصينية، يمكن أن يكون له "تداعيات سياسية مهمة، خاصة في ضوء تعثر المفاوضات التجارية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك حسب الرؤية الاقتصادية. وعلى الرغم من الاستفادة المباشرة للدول الأوروبية من الحرب التجارية، يتوقع بنك باركليز أن يكون التأثير السلبي أكبر بكثير على الاقتصاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن منطقة اليورو تعاني بالفعل من حالة ركود كبير في بعض القطاعات الصناعية، وهو ما يؤكده تراجع أرقام الإنتاج الصناعي وثقة الشركات العالمية. وإجمالًا، قد تكون بعض القطاعات الصناعية مثل السيارات والإلكترونيات والكيماويات والكمبيوتر، هي الأكثر قدرة على تحقيق معدلات إيجابية خلال الفترة المقبلة، وذلك عبر الحرب التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة.