قالت شبكة «بلومبرج» الإخبارية إن قطاع الطاقة فى منطقة الشرق الأوسط آخذ فى الظهور كأحد المستفيدين المحتملين من الحرب التجارية التى تختمر بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين، فى الوقت الذى ردت فيه الدولة الأسيوية القوية بفرض رسوم جمركية انتقامية على المنتجات البتروكيماوية الأمريكية.. وأوضحت الشبكة الأمريكية فى تقرير لها أنه فى حال مضت الصين قدما فى اقتراحها لفرض رسوم بنسبة 25% على البولى إيثيلين والبروبان السائل اللذين كانا من بين 106 سلع أمريكية مستهدفة، قد يتجه المشترون الصينيون إلى بدائل أقل تكلفة، الأمر الذى يجعل الشرق الأوسط الغنى بالطاقة، والذى يحتوى على الكثير من الإمدادات البتروكيماوية، مناسبا تماما لتلبية متطلبات السوق. وبحسب بنك جولدمان ساكس الذى استطلعت رأيه الشبكة الإخبارية فإن منطقة الشرق الأوسط هى بالفعل أكبر مصدر فى الصين للبولى إثيلين، ويمكنها أيضا رفع صادراتها إلى الصين بجانب مصدر آخر رئيسى فى كوريا الجنوبية، لافتا إلى أنه إذا ما طبقت الرسوم الجمركية سيكون على الصين إيجاد بديل لنحو 2.3 مليون طن مترى من البولى إيثيلين العام المقبل. وأضافت بلومبرج أن الصين تستورد نحو 12.7 مليون طن من البولى إيثيلين خلال العام الواحد، ولا تمثل الولاياتالمتحدة فى الوقت الحالى سوى 600 ألف طن، إلا أنه يمكن للمشتريات من الولاياتالمتحدة النمو بأكثر من ثلاثة أضعافها خلال العامين المقبلين إذا لم يتم تنفيذ تطبيق الرسوم. وأكدت شركة الاستشارات الصناعية «إنرجى أسبيكتس» أن منطقة الشرق الأوسط تبدو كالبديل الوحيد بالنسبة إلى صادرات البروبان، حيث تعد الصين ثالث أكبر سوق تصدير للولايات المتحدة، مستفيدة من زيادة أحجام التصدير فى السنوات الأخيرة. وفى سياق متصل، ارتفعت احتياطيات الصين من النقد الأجنبى فى مارس، مع استمرار الضعف العام للدولار الأمريكى وتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين فى العالم، مما عزز التوقعات بصعود العملة الصينية. وأظهرت بيانات للبنك المركزى الصينى، اليوم، أن الاحتياطيات زادت 9 مليارات دولار فى مارس إلى 3.143 تريليون دولار، مقارنة مع انخفاض بلغ 27 مليارا فى فبراير. وقالت الهيئة المنظمة لسوق الصرف فى الصين فى أواخر مارس، إنها تتوقع أن تظل التدفقات الرأسمالية العابرة للحدود مستقرة فى الأساس هذا العام. وارتفعت العملة الصينية 0.8% أمام الدولار فى مارس، وسجلت أكبر مكاسبها الفصلية فى عشر سنوات خلال الفترة بين يناير وفبراير. وفى العام 2017، ارتفع اليوان نحو 6.8% أمام العملة الأمريكية، بعد انخفاض استمر ثلاث سنوات متتالية. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط انخفضت 4.6 مليون برميل الأسبوع الماضى. وتسببت اجراءات ترامب فى خسائر للسياحة الامريكية بقيمة خمسة مليارات دولار حيث أظهرت أحدث الارقام الرسمية، كما فقدت الولاياتالمتحدة 40 ألف وظيفة. ويرجع ذلك إلى قرار الرئيس الأمريكى باعتزامه فرض تعريفات جمركية على واردات بلاده من السلع الصينية بقيمة تتجاوز ال50 مليار دولار فى مارس الماضى. لكن إدارة ترامب لم تكتف بمثل هذه القرارات، حيث أعلنت وزارة التجارة الأمريكية تفاصيل قائمة المنتجات الصينية البالغة 1300 منتج والتى سيشملها قرار الرسوم، وهى الخطوة التى أثارت غضب بكين لتنفذ تهديدها وترد بالمثل عبر الكشف عن 106 سلع تستوردها من الولاياتالمتحدة سيتم تطبيق عليها تعريفات بقيمة تصل إلى 25%. وقائمة الولاياتالمتحدة تضم مكونات التليفزيون وغسالات الأطباق وأدوات تجليد الكتب وأجهزة المساعدة على السمع والأسنان الصناعية ومعدات ماكينات الأشعة السينية، فى حين تشمل القائمة الصينية السيارات والطائرات وفول الصويا والمواد الكيميائية. وجدد رئيس الولاياتالمتحدة التوتر التجارى من جديد بعدما طلب من مسئولى وزارة التجارة الأمريكية تحديد تعريفات جمركية إضافية على واردات صينية بقيمة 100 مليار دولار، وأكد ترامب فى بيان رسمى صادر عن البيت الأبيض أن هذا القرار ناتج عن «الرد غير العادل» من قبل الصين تجاه السلع الأمريكية. وأكدت بكين أنها سترد بإجراءات مضادة، حيث قال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية «لو كانج»، لا نريد حربا تجارية لكن فى الوقت نفسه لا نخشاها. وفشلت بعض الأسهم فى التخلص من الخسائر كما الحال فى «وول ستريت»، وما زالت خسائرها تتوالى وسط مخاوف المستثمرين من نتائج الحرب التجارية.