قد يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مشكلات سياسية داخلية كبيرة بعد الانتخابات الأوروبية، وذلك حال تفوق أحزاب اليمين المتطرفة على مشروعه الأوروبي الموسع يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون في نهاية هذا الأسبوع اختبارًا مهمًا لطموحاته لإصلاح فرنسا والدفاع عن قارة ليبرالية في انتخابات البرلمان الأوروبي، حيث قد يعاني حزبه خسائر فادحة لصالح اليمين المتطرف في الاستحقاق. الرئيس الفرنسي الذي بالكاد استطاع الخروج من أزمات داخلية ضخمة تمثلت في تظاهرات السترات الصفراء، بات مشروعه السياسي مُهددًا بشكل رئيسي في المستقبل القريب، بما يمثل تهديدًا له على المستوى الداخلي خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتحديدًا بعد الانتخابات البرلمانية. وحسب مجلة لوكال الفرنسية، فإن أحدث استطلاعات الرأي تظهر أن حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف يتفوق على نظيره الوسطي "الجمهورية إلى الأمام" الذي ينتمي له ماكرون بما يتراوح بين 0.5 و2 %، بعد أشهر كان فيها الاثنان متقاربين للغاية. الإليزيه يتأهب لإصلاحات صعبة.. هل يغامر ماكرون بشعبيته؟ ويقول المحللون وحسب مجلة لوكال الفرنسية، فإن أحدث استطلاعات الرأي تظهر أن حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف يتفوق على نظيره الوسطي "الجمهورية إلى الأمام" الذي ينتمي له ماكرون بما يتراوح بين 0.5 و2 %، بعد أشهر كان فيها الاثنان متقاربين للغاية. الإليزيه يتأهب لإصلاحات صعبة.. هل يغامر ماكرون بشعبيته؟ ويقول المحللون إن انتخابات البرلمان الأوروبي بعد مرور عامين على ولايته، تمثل منعطفًا حاسمًا بالنسبة لماكرون وستؤثر على ما إذا كان بإمكان الرئيس الفرنسي البالغ من العمر 41 عامًا الاستمرار في خطة الإصلاح فيما تبقى من ولايته بمنصبه من عدمه. لم يخف ماكرون أهمية استطلاعات الرأي في فرنسا خلال حديثه يوم الأحد، حيث قال لصحف إقليمية هذا الأسبوع إن الانتخابات ستكون الأهم منذ أربعة عقود، خاصة في ظل ما يواجه الاتحاد الأوروبي من "تهديدات وجودية". وقالت المجلة الفرنسية، إن رؤية الرئيس الشاب باتت على المحك، وهو ما قد يُهدد القيام بالمزيد من الإصلاحات المؤيدة للأعمال في فرنسا، خاصة بالوقت الذي برز فيه كبطل لمزيد من التكامل بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. الخسارة أمام حزب الجبهة الوطنية الذي تقوده مارين لوبان يمكن أن تكون ضربة صارخة لتلك الطموحات. وقالت مصادر قريبة من ماكرون إن الخسارة يمكن أن تؤدي إلى تعديل وزاري كبير، مع اعتبار وظيفة رئيس الوزراء إدوارد فيليب على المحك أيضًا. أوروبا تبحث عن المظلة النووية.. وألمانيا قد تكون البداية وقال سيباستيان ميلارد، مدير مركز أبحاث جاك ديلورز: "من الناحية النظرية، فإن خسارة الانتخابات الأوروبية في بلده ستُعتبر تنكرًا لشخص مؤيد جدًا لأوروبا". وسيجد ماكرون صعوبة في تحدي هيمنة حزب الشعب الأوروبي المحافظ (EPP) والاشتراكيين والديمقراطيين (S&D) في البرلمان المؤلف من 751 مقعدًا في حين أن حلفاءه الأوروبيين المجتمعين في تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا (ALDE)، قد ينتهي بهم المطاف بنحو 100 مقعد، حسب تقديرات مجلة لوكال الفرنسية. وقال مسؤول رئاسي فرنسي: "إذا لم يكن لديك منصب في البرلمان الأوروبي فإن نفوذك الأوروبي محدود"، مشيرًا إلى أن ذلك يجعل باريس تعيش مخاطر قومية كبيرة. وتأتي الانتخابات في وقت شائك، وبالأخص العلاقات التي تجمع ماكرون مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي من المقرر أن تترك منصبها في عام 2021، إلا أن الرئيس الفرنسي قد يكون اليوم مطالبا بأن يراعيها كحليف إصلاحي في أوروبا، إذا أراد أن تستمر جبهته مدعومة بقوة في المستقبل القريب. فرنسا تُنهي آمال بريطانيا في «البريكست».. والسوق الأوروبية «كلمة السر» وعلى الرغم من ذلك، تؤكد الأوساط السياسية القريبة من بروكسل أن فرنسا قد تكون صاحبة اليد العليا في الحصول على المناصب رفيعة المستوى بالاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي قد يمنحها الثقل السياسي الذي تبحث عنه في الفترة المقبلة، وهو الطموح الذي تشاركه فيه المستشارة الألمانية، التي جهزت خطتها منذ عدة أشهر للمنافسة على المناصب الكبرى، وبالأخص رئيس المفوضية والبنك المركزي الأوروبي.