اسم طارق التلمساني كان على أي عمل بمثابة عنوان للجودة والإبهار، لذا حصد عبر مسيرته الإبداعية عشرات الجوائز، ولا عجب في ذلك كونه ينتمي إلى أسرة فنية متميزة طارق التلمساني هو أحد أهم مديري التصوير في مصر والوطن العربي، وهو واحد من أهم صناع الفن السابع على مدى أكثر من 30 عامًا، قدّم خلالها أكثر من خمسة وثلاثين فيلمًا طويلًا، ومثلها أفلام قصيرة، كما أخرج وألّف وأنتج ومثّل، تطرق لكل الألوان الفنية، كان جزءًا هامًا له اسمه في صناعة السينما منذ الثمانينيات حين بدأ مشواره، وحتى منتصف العقد الحالي، ولا عجب في ذلك كونه ينتمي إلى أسرة فنية عريقة متميزة قادته إلى حب المجال الفني منذ نعومة أظافره حتى صار أحد رموزه مثلهم. ولد في 22 أبريل عام 1950 بالقاهرة، أي أنه يبلغ من العمر 69 عامًا، ينتمي لواحدة من أهم العائلات التي عملت في صناعة السينما منذ القرن الماضي، فوالده هو مدير التصوير حسن التلمساني، أما عمه فهو المخرج كامل التلمساني، وابن عمه هو المخرج والمصور الفوتوغرافي خالد التلمساني، وترجع أصول أجداده إلى بلدة "تلمسان" ولد في 22 أبريل عام 1950 بالقاهرة، أي أنه يبلغ من العمر 69 عامًا، ينتمي لواحدة من أهم العائلات التي عملت في صناعة السينما منذ القرن الماضي، فوالده هو مدير التصوير حسن التلمساني، أما عمه فهو المخرج كامل التلمساني، وابن عمه هو المخرج والمصور الفوتوغرافي خالد التلمساني، وترجع أصول أجداده إلى بلدة "تلمسان" بالجزائر. كان يذهب مع والده في أثناء التصوير ويرى كيف يتم العمل ولكنه لم يفكر أبدًا أن يدخل مجال السينما، وفق ما أوضح السينمائي المعروف سعيد شيمي في كتابه "الضوء هو الحياة"، قبل أن يحصل على ليسانس الألسن عام 1973، كما حصل على ماجستير في العلوم السينمائية من معهد السينما في موسكو. عاد إلى مصر عام 1981، وبدأ العمل كمساعد لوالده، ولكنه أحس بأنه يجب أن يخرج من حصار "التلمسانية"، فقرر العمل مستقلًا عن والده باعتبار أن التصوير ليس مجرد ميراث، ليخلق لذاته أسلوبًا خاصًا في التصوير يعتمد فيه على رصد العمق النفسي للشخصيات. أول الأفلام التي تولى إدارة تصويرها منفردًا كان فيلم "خرج ولم يعد" عام 1984، ثم كان مديرًا لتصوير العديد من الأعمال الهامة، ومنها أفلام: "الطوق والأسورة، زمن حاتم زهران، يوم مر ويوم حلو، المغتصبون، الراعي والنساء، آيس كريم في جليم، عفاريت الأسفلت، البطل، أيام السادات، بحب السيما، حرب أطاليا، عرق البلح"، ومسلسل وحيد وهو "جبل الحلال" لمحمود عبد العزيز. ولا شك أن من بين أهم أعماله على الإطلاق، فيلم "المواطن مصري" 1991، للنجمين عمر الشريف وعزت العلايلي، الذي نجح من خلاله أن يُظهر لنا حالة ملحمية وإنسانية رصد بها التباين الواضح بين قوة أصحاب المال وسيطرته على الضعفاء والمهمشين، بكادرات رائعة لعلها الأميز في مشواره. بدأ التمثيل بالصدفة خلال فيلم "الكابوس" مع يسرا عام 1989، وعن ذلك قال في حوار سابق له: "التمثيل جاء لي بالمصادفة في فيلم الكابوس مع يسرا والمخرج محمد شبل، حيث كانا يحتاجان لممثل يؤدي مشهدين فوافقت من باب الهزار والتهريج". حصل على دور أكبر في فيلم "امرأة آيلة للسقوط" عام 1991، ثم شارك بأداء أدوار في العديد من الأعمال الفنية مثل أفلام: "السلم والثعبان، وقضية أمن دولة، واستغماية"، إضافة إلى طرقه باب التمثيل التليفزيوني في مسلسلات مثل: "مسألة مبدأ، ولقاء على الهوا، ومحمود المصري، ولحظات حرجة، وأوقات فراغ، وجبل الحلال". قام بتصوير 35 فيلمًا سينمائيًا روائيًا، و30 فيلمًا تسجيليًا وقصيرًا، إضافة إلى تصويره مسلسلين للتليفزيون المصري، إضافة لكونه خاض تجربة كتابة السيناريو والقصة والحوار والإخراج والإنتاج منفردًا في فيلم "ضحك ولعب وجد وحب" عام 1993، مع عمرو دياب وعمر الشريف ويسرا. وبهذه الأعمال وغيرها، أصبح طارق التلمساني أحد أهم مديري التصوير في مصر والوطن العربي، وعمل مع مخرجين كبار خاصةً من مخرجي الواقعية المصرية الحديثة، وعلى رأسهم: محمد خان، خيري بشارة، علي بدرخان، داوود عبد السيد، سعيد مرزوق، شريف عرفة. تعامل طارق التلمساني مع الكامير بصفتها الحسية، وجعلها رفيقًا يلازمه الحركة وينبض بما تشعره تجاه عمل إبداعي، وأبرز قدرة الكاميرا في التعامل مع الممثل والمكان والضوء والظل، مما جعل اسمه عنوانًا للتميز من خلال تقديمه رؤية بصرية واعية بأهمية الصورة وتكويناتها. كان اسم طارق التلمساني على أي عمل بمثابة عنوان للجودة والإبهار، لذا نال العديد من التكريمات والجوائز المحلية والعالمية، ومنها جائزة أحسن تصوير من جمعية الفيلم في العام 1986 عن فيلم "الطوق والإسورة" من إخراج خيري بشارة، وفي عام 1988 نال جائزة أساسية من مهرجان عنابة الدولي في الجزائر عن فيلم "أيام الرعب"، كما شغل منصب مدير قسم التصوير في المركز القومي للسينما عام 1983. آخر أعماله تصويرا وتمثيلا كان فيلم "سعيكم مشكور يا برو" مع المخرج عادل أديب في عام 2015، قبل أن يتعرض في عام 2016، لجلطة في المخ في أثناء خضوعه لجراحة في القلب، مما نتج عنها مضاعفات خطيرة أدت إلى التأثير على بصره سلبيًا.