اعترف ترامب رسميا بسيادة إسرائيل على الجولان، وهو ما قد يراه البعض هدية انتخابية لنتنياهو، لكن ترامب نفسه قد يكون راغبا من خلالها في تعزيز فرصه في انتخابات 2020 مرتدين بدلتين متطابقتين تقريبا، ذات لون أسود، ورابطة عنق حمراء، تبادل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المجاملات أمام عدسات الصحفيين في البيت الأبيض أمس الإثنين، حيث وصف الأخير ترامب بأنه أفضل صديق في تاريخ الولاياتالمتحدة، حيث عمل الرئيس الأمريكي على عكس عقود من السياسة الأمريكية الخارجية تجاه إسرائيل، كان آخرها قبل لحظات من هذا المشهد بعد أن وقع ترامب قراره بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل. موقع "باز فييد" الأمريكي، قال إنه في الوقت نفسه تقريبا، أصدر ستيني هوير النائب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي، بيانا أوضح فيه ما كان يقصده وراء تصريحاته في مؤتمر "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية" المعروفة باسم "أيباك". ففي خطابه أمام "أيباك" كانت انتقادات هوير حول الناس الذين يتحدثون عن موقع "باز فييد" الأمريكي، قال إنه في الوقت نفسه تقريبا، أصدر ستيني هوير النائب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي، بيانا أوضح فيه ما كان يقصده وراء تصريحاته في مؤتمر "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية" المعروفة باسم "أيباك". ففي خطابه أمام "أيباك" كانت انتقادات هوير حول الناس الذين يتحدثون عن "المعايير المزدوجة" في السياسة الخارجية الأمريكية، كان المقصود بها زميلته الديمقراطية "إلهان عمر"، والتي أثارت تصريحاتها جدلا واسعا بين السياسيين الديمقراطيين. وقبل انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، كان ترامب يسعى بشكل دائم للبحث عن أي خلافات داخل الحزب الديمقراطي يمكن استغلالها لصالحه. فخلال الأشهر القليلة الماضية، اتهم ترامب الحزب الديمقراطي بأنه مجموعة من الاشتراكيين، الذين يسعون لتغيير السياسة الاقتصادية للبلاد، قائلا إن أعضاء الحزب كله يتبنون أفكار النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز التقدمية. ترامب استخدم الاستراتيجية نفسها مع حالة التوتر التي انتابت قادة الحزب الديمقراطي خلال الأسابيع القليلة الماضية، في تعاملهم مع الآراء المتغيرة حول إسرائيل داخل الحزب. عار جديد.. ترامب يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان
فبعد تصريحات إلهان عمر، هاجم ترامب الحزب الديمقراطي بكامله، ووصفه بأنه "معاد لليهود"، في الوقت الذي عمل فيه لتحسين علاقته مع إسرائيل لرسم صورة متباينة في موقف الحزبين من إسرائيل. حيث قال ترامب يوم الجمعة الماضية: "الديمقراطيون أثبتوا أنهم معادون لإسرائيل"، وأضاف "إنه أمر مخزٍ، فهم ليسوا ضد إسرائيل فقط، ولكن ضد اليهود". وأشار الموقع الأمريكي إلى أن ترامب أكد بعد توقيعه القرار أمس الإثنين، أن "هذا القرار كان يجب اتخاذه منذ سنوات عدة، لكني لا أعلم لماذا لم يتخذه أي رئيس سابق"، وأضاف "لقد تشرفت باتخاذ هذا القرار". وهو ما قاله ترامب أكثر من مرة في مؤتمراته الانتخابية، والمناسبات المختلفة، بعد قراره بنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. نبيذ الجولان في البيت الأبيض ونيران إسرائيل على غزة العديد من الساسة الجمهوريين ساروا على نهج ترامب، وانتقدوا في أكثر من موقف عدم مشاركة أي من المرشحين الديمقراطيين المحتملين في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، في مؤتمر "أيباك"، متجاهلين حقيقة أنه لا يتم دعوة المرشحين الرئاسيين، لإلقاء خطاب في "أيباك" إلا في العام الذي تعقد فيه الانتخابات. ترامب نفسه لم يشارك في المؤتمر، ولكنه في الوقت الذي كان يؤكد فيه علاقته الوطيدة مع نتنياهو، كان مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي يتحدث بالنيابة عنه، حيث وصف ترامب بأنه "أفضل صديق للشعب اليهودي، ودولة إسرائيل، في تاريخ البيت الأبيض". "باز فييد" أشارت إلى أن بنس استغل هذه الفرصة لتوجيه رسالة ترامب، والتي أكد فيها الخلافات التي ظهرت في موقف الحزب الديمقراطي من إسرائيل. حيث قال بنس "إنه من المذهل أن نرى حزب الرئيس الأمريكي هاري ترومان، الذي لعب دورا كبيرا في تأسيس دولة إسرائيل، يضم أناسا يروجون لأفكار معادية للسامية، ويعملون لتقويض الدعم الأمريكي الواسع لإسرائيل". فقد أهم حلفائه.. الجولان أنهت الدعم العالمي لترامب وأضاف نائب الرئيس على غير الحقيقة أن "الحزب الذي كان في يوم ما بيتا للعديد من اليهود، واجه صعوبة في حشد الأصوات اللازمة لإدانة معاداة السامية بشكل لا لبس فيه". يذكر أن الديمقراطيين في مجلس النواب صوتوا بالإجماع لصالح قرار يدين معاداة السامية، وغيرها من أشكال العنصرية، في الوقت الذي صوت فيه 23 نائبا جمهوريا ضده.