الوزير: أصحاب السناتر وراء سقوط السيستم.. ومغيث: ما حدث كارثة والتجربة فشلت قبل أن تبدأ والعودة إلى النظام الورقي واجب.. وأولياء أمور: نعيش فى كابوس وأبناؤنا فئران تجارب 48 ساعة فقط كانت كفيلة بإطلاق رصاصة الرحمة على تجربة الامتحان الإلكتروني التى استغرقت وزارة التربية والتعليم نحو عام كامل من أجل تطبيقها على طلاب الصف الأول الثانوى، لكنها رسبت فى أول اختبار حقيقى لها وانهارت بشكل تام، على الرغم من التأكيدات المستمرة من الدكتور طارق شوقي والقائمين على العملية التعليمية بأن المنظومة الجديدة على أتم استعداد للامتحان التجريبى، فالتجربة العملية على أرض الواقع كشفت عن مجموعة من العيوب لم تضعها الوزارة فى الحسبان، تسببت فى عدم تمكن 650 ألف طالب من أداء الامتحانات على مدار اليومين الماضيين. تجربة التابلت كانت تواجهها مجموعة من التحديات التى كانت محل تخوف من قبَل أولياء الأمور والخبراء، أهمها عدم الاستعداد الكافي من قبل الطلاب والمعلمين لتنفيذ هذه التجربة فى الدراسة والامتحانات، فى الوقت الراهن. كذلك من الأمور التى كانت تعد عقبة أمام منظومة «التابلت»، عدم تدريب الطلاب والمعلمين تجربة التابلت كانت تواجهها مجموعة من التحديات التى كانت محل تخوف من قبَل أولياء الأمور والخبراء، أهمها عدم الاستعداد الكافي من قبل الطلاب والمعلمين لتنفيذ هذه التجربة فى الدراسة والامتحانات، فى الوقت الراهن. كذلك من الأمور التى كانت تعد عقبة أمام منظومة «التابلت»، عدم تدريب الطلاب والمعلمين على كيفية استخدام «التابلت» فى العملية التعليمية، أو تجريب السيرفرات الخاصة بالامتحانات قبل الامتحان التجريبي الذى تم إجراؤه على مدار اليومين الماضيين، وهو الأمر الذى ظهر جليا مع أول اختبار حقيقي للنظام والسيرفرات. الشماتة الدكتور طارق شوقى، تجاهل الأسباب سابقة الذكر وخرج ليؤكد أن هناك حالة من الشماتة جراء عدم تمكن طلاب الصف الأول الثانوي من أداء الامتحان إلكترونيا، قائلا: "إن تطوير المنظومة التعليمية في مصر يهدد مصالح لا حصر لها"، مضيفا: "أصحاب السناتر يحاولون الدخول للسيستم من خلال الطلاب للحصول على نماذج الامتحانات، التي وضعها الخبراء، لتدريسها للطلبة، في محاولة منهم للإبقاء على الدروس الخصوصية". كارثة وأضاف مغيث فى تصريحات خاصة ل"التحرير": "هناك بعض الشواهد التى كانت تؤكد فشل التجربة، وكانت ظاهرة للعيان، لعل أبرزها عدم معرفة الوزارة عدد المعلمين الذين يجيدون مهارات التعامل مع التابلت فنيا وبحثيا إجادة كاملة، بالإضافة إلى أنه لم يكن لدينا خطة واضحة لتدريب هؤلاء المعلمين فنيا وزمنيا وماليا، لأن التعامل مع الكتاب المدرسى يختلف عن التعامل مع التابلت والأجهزة الحديثة، كما أن الطلاب لم يتم تدريبهم بشكل مناسب على الامتحانات عبر التابلت والدخول على السيرفرات لمعرفة مدى تحملها ل650 طالبا فى وقت واحد". وتابع مغيث: "الوزارة من البداية لم تعد المقررات الدراسية التى تجعل الطلاب يستفيدون من هذا الكم الهائل من الأجهزة، كما أنها لم تقم بتجربة منظومة سحب الأسئلة من بنك المعرفة وتصحيحها إلكترونيا للوقوف على الإيجابيات والسلبيات". تجربة مقننة وحول فشل التجربة فى اختبارها الأول قال مغيث: "لماذا لم تقم الوزارة بإجراء تجربة مقننة على نظام التابلت على عدد محدود من المدارس، على مستوى الجمهورية، لكى تقف على إيجابيات وسلبيات التجربة، ومن ثم تقرر هل يتم تعميمها على جميع المدارس أم لا، قبل أن يتم إهدار الكثير من الملايين؟". وطالب مغيث بضرورة أن "تضع الحكومة خطة استراتيجية قومية لتطوير منظومة التعليم بشكل عام وعدم قصرها على التعليم ما قبل الجامعي، بالإضافة إلى زيادة ميزانية التعليم فى موازنة الدولة وتوجيه جزء منها للبنية التحتية، والجزء الآخر إلى تحسين أجور المعلمين لأنهم المدخل الوحيد لأى عملية تطوير فى التعليم، فمعلمو مصر أفقر معلمي الأرض". تجربة «التابلت» ليست حديثة العهد على التعليم فى مصر، وإنما هى نسخة طبق الأصل من التجربة السابقة فى عهد الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم الأسبق، ففى عام 2013- 2014، تم الإعلان عن توزيع أجهزة تابلت بالمجان على طلاب المحافظات الحدودية، ليكون بديلا عن الكتب المدرسية، قبل أن تتراجع الوزارة سريعًا وتعترف بفشل التجربة، وتم تدارك الأمور وطبع الكتب المدرسية، مع احتفاظ الطلاب بأجهزة التابلت. الإيقاف منطقى وعلى صعيد متصل، قالت عبير أحمد، مؤسسة حملة «اتحاد أمهات مصر للنهوص بالتعليم»: "إن قرار وزارة التربية والتعليم بإيقاف منصة امتحانات الصف الأول الثانوي بالنظام التراكمى الجديد، أمر جيد لحين حل مشكلة وقوع السيستم التي واجهت أغلب طلاب المدارس على مستوى الجمهورية". وطالبت "أحمد" ب"ضرورة أن تتدارك الوزارة هذه المشكلة سريعا حتى يتمكن الطلاب من التدريب على نظام الامتحان الجديد بشكله الجديد من خلال أداء الامتحانات التجريبية، والتأكد التام من استعداد السيرفر لامتحانات نهاية العام". من جانبها قالت ريهام حسن، ولية أمر أحد الطلاب: "حسبي الله ونعم الوكيل في كل من اشترك في ضياع مستقبل أولادنا، يا رب نفسي أنام وأصحى ألاقي نفسي صحيت من الكابوس دا"، مضيفة: "بعد الأخطاء المتكررة أقل شيء تفعله الحكومة هو إقالة الوزير، أنا عمري ما شُفت في حياتي مهزلة تعليمية زي دي". وتابعت: "جميع المؤشرات الأولية كانت تبرهن على عدم استعداد المنظومة التعليمية لمثل هذه التجربة، فلماذا نقدم على خطوة غير مستعدين لها؟"، مشيرة إلى أن "الطلاب لم يعد لديهم الحماس والرغبة فى المذاكرة مثل الماضي، لأنهم يعلمون جيدا أن هذا العام عام تجريبي، وأن الامتحانات سوف تتسرب وأنهم سوف ينجحون". التجارب المماثلة محمد عصام، ولى أمر أحد الطلاب، قال إن "ما حدث على مدار اليومين السابقين أمر متوقع من قبل، وهذا ما حذرنا منه قبل تطبيق هذه المنظومة، للأسف لم نتعلم من التجارب المماثلة التى كانت حولنا، فمن قبل فشلت تجربة التابلت فى دولة الكويت على الرغم من امتلاكها إمكانيات مالية أكثر وبنية تحتية أفضل من مصر بكثير جدا، وكذلك الأمر بالنسبة للإمارات، ولم نستفد في أى شيء سوى إهدار المليارات بسبب عند المسؤولين عن العملية التعليمية فى مصر، ما كان من الأول هو إحنا لازم نهدر مليارات على الفاضي". ناجي سليمان، ولى أمر أحد الطلاب، شدد على "ضرورة محاكمة وزير التربية والتعليم ووكلاء الوزارة على إهدار المال العام وتكدير السلم الاجتماعي"، مؤكدا أن "الجميع يتحدث عن السيرفر تاركين الكارثة الكبرى، وهي صعوبة الامتحان اللي حتى الطالب المتفوق ماينجحش فيه وكأن الأسئلة من كوكب تاني".