شهدت السنوات الأخيرة صعود أحزاب اليمين المتطرف في نحو11 دولة أوروبية.. وخبراء يرجعون ذلك لزيادة معدلات الهجرة غير الشرعية والعمليات الإرهابية ضد الغرب حادث نيوزلندا الذي أسفر عن مقتل 50 مسلما وإصابة العشرات ما زال بعضهم في المستشفى وبينهم حالات خطرة، كان مؤشرا قويا لتزايد وبروز اليمين المتطرف في الدول الأوروبية، والتي وصفها باحثون سياسيون بأنها أحد أكثر الظواهر السياسية أهمية خلال العقدين الماضيين، وتصدرت أستراليا قائمة الأخبار في الأيام الأخيرة، بوصفها حاضنة للتيارات اليمينية المتطرفة، عقب إعلان رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن منفذ أحد الهجومين على مسجدين في نيوزيلندا متطرف يميني أسترالي. ما هو اليمين المتطرف؟اليمين المتطرف مصطلح سياسي يطلق على الجماعات والأحزاب لوصف موقعها من المحيط السياسي، ويختلف اليمين التقليدي عن اليمين المتطرف، إذ يدعو الثاني للتدخل القسري واستخدام العنف للحفاظ على التقاليد والأعراف، كما تؤكد الباحثة في الفكر السياسي والاستراتيجي إيناس بنافي، في بحث لها بالمركز ما هو اليمين المتطرف؟ اليمين المتطرف مصطلح سياسي يطلق على الجماعات والأحزاب لوصف موقعها من المحيط السياسي، ويختلف اليمين التقليدي عن اليمين المتطرف، إذ يدعو الثاني للتدخل القسري واستخدام العنف للحفاظ على التقاليد والأعراف، كما تؤكد الباحثة في الفكر السياسي والاستراتيجي إيناس بنافي، في بحث لها بالمركز الديمقراطي العربي بعنوان "صعود اليمين المتطرف الأسباب والتداعيات"، وأهم السمات المشتركة لأي برنامج سياسي لحزب يميني متطرف، هي الدعوة للحد من الهجرة والعداء للأجانب والدفاع عن الهوية وعن التقاليد القومية التاريخية، كما لها موقف موحد للحد من الهجرة، بحيث تتهم المهاجرين بتهديد الهوية والتسبب في ازدياد معدلات البطالة والجريمة. بروز الحزب اليميني المتطرف في أوروبا برزت الأحزاب اليمينة المتطرفة في حوالي 11 دولة أوروبية كما تؤكد الباحثة إيمان عنان، في بحث لها بعنوان "تداعيات صعود اليمين المتطرف في أوروبا"، ومن أهم هذه الدول هي فرنسا وبروز حزب الجبهة الفرنسي ويرأسه مارين لوبان، الذي تأسس عام 1972، والذي يتبنى الخطاب العدائي تجاه المهاجرين، وبروز حزب البديل الألماني، والمتوقع أن يكون أول الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تصل للبرلمان الألماني منذ الحرب العالمية الثانية، بينما تمكن حزب الاستقلال البريطاني من الحصول على أعلى الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي في بريطانيا، بينما حصل حزب الشعب الدنماركي أكثر الأحزاب تطرفا في الدانمارك، على 21.1% من الأصوات في الانتخابات العامة، عام 2015، ليصبح بذلك ثاني أكبر حزب في البرلمان. عودة المهاجرين يعتبر تزايد عدد المهاجرين خاصة بعد ثورات الربيع العربي من أبرز أسباب عودة اليمين المتطرف، وتعتبر 2008 بداية موجة جديدة من صعود اليمين المتطرف خلال آخر عقدين، خاصة بعد تفاقم الأزمة المالية العالمية، التي تعتبر الأسوأ منذ الكساد الكبير، والتي أدت للركود الاقتصادي وازدياد البطالة، ما جعل الأوروبيين ينظرون للمهاجرين كمزاحمين لهم في وظائفهم خاصة المسلمين، وهنا ظهرت دعوات للتضييق على المهاجرين ودعوات عدائية ضدهم، كما تؤكد الباحثة إيناس بنافي، خاصة بعد تزايد أعداد المهاجرين إلى أوروبا، إذ تشير تقديرات وكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتيكس)، إلى أن 150 ألف شخص دخلوا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في رحلات هجرة غير شرعية في عام 2018، بينما بلغ عدد المهاجرين ذروته بأكثر من مليون مهاجر في عام 2015. ومع ظهور الأزمات السورية واليمينة والعراقية، أدى ذلك لزيادة هجرة المواطن العربي لأوروبا ومنافستهم على الوظائف، فظهرت كثير من المخاوف لدى الأوروبين على هويتهم الثقافية وعاداتهم وتقاليدهم وعلى الجنس الأوروبي، وأيضا الخوف من اختفاء دولة الرفاهية. ويرى عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ازدياد نسبة المهاجرين المسلمين أدت بدورها إلى تنامي اليمين المتطرف والإسلاموفوبيا، وعلينا الأخذ في الاعتبار أن أسباب عدائية المهاجرين ليست فقط دينية، لكن يوجد أسباب اجتماعية وسياسية وثقافية، وعلينا مراعاة هذه الأسباب في توجيه الخطاب لمواجهة اليمين المتطرف. الأعمال الإرهابية تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية، أدى إلى تزايد َشعبية أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، وتعرضت أوروبا لأول عملية أرهابية في 11 مارس 2004، حين تم تفجير 4 قطارات في مدريد عاصمة إسبانيا، ثم توالت الهجمات الإرهابية من أحداث 11 سبتمبر، إلى أحداث "تشارلي إيبدو" في باريس، وغيرها من الهجمات. واعتبر باحثون، التفجيرات الأخيرة التي شهدتها فرنسا بمثابة الفرصة الذهبية لعودة تيار اليمين المتطرف إلى السلطة من جديد، خاصة بعد خسارة التيار اليميني الانتخابات في عدد من الدول الأوروبية، لكنهم سيسعون لجني المزيد من المكاسب والأصوات خلال الموسم الانتخابي القادم مستغلين الهجمات الإرهابية. توظيف الأعمال الإرهابية تقول رانيا علاء الباحثة بمركز المستقبل للدرسات والأبحاث، إن التيارات والجماعات العنصرية "الإسلاموفوبيا"، ألصقت تهمة الإرهاب بالمسلمين لتبرير مواقفها التي تتسم بالعنف والكراهية والرفض للمسلمين الموجودين في الدول الغربية، برغم قيام هذه الجماعات بأعمال عنف هي الأخرى. وأشارت دراسة صادرة عن جامعة ولاية جورجيا، في مارس 2017 إلى أن التغطية الإعلامية في الصحف الأمريكية منحازة، إذ تركز على الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المسلمون خاصة إذا كانوا أجانب. فعلى الرغم من أن الهجمات الإرهابية التي قام بها مسلمون مثلت 12.4% من إجمالي العمليات الإرهابية خلال الفترة من عام 2009 إلى عام 2015 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أنها حظيت بتغطية إعلامية تفوق حجمها بأكثر من 4 مرات في المتوسط. ترامب ودعمه لليمين المتطرف وأخيرا، يربط الباحثين بشكل واضح فوز ترامب رئيس الولاياتالمتحدة في الانتخابات الأخيرة وتصاعد اليمين المتطرف في أوروبا، إذ عكست تصريحات دونالد ترامب عنصريته المتعلقة بموقفه من المسلمين، والعرب واللاجئين وقضايا الشرق الأوسط.