اعتاد العالم ربط أي حادث ارهابي بالجماعات المتشددة التي يحتسبها البعض علي الإسلام زورا وبهتانا لكن خطر جماعات اليمين المتطرف التي ترتكب ارهابا من نوع جديد لا تسلط الوسائل الاعلامية الضوء عليه بالقدر الكافي. اعاد حادث الهجوم علي مسجدين بنيوزيلندا الي الاذهان خطر هذا الفكر التي تتبناه احزاب تتصدر المشهد السياسي في كثير من البلاد الاوروبية. اليمين المتطرف. هو تيار سياسي يؤمن باتجاه موحد أساسي هو العداء للمهاجرين .ويتبني نزعة متطرفة معادية للمسلمين, حيث يعتقد أن المهاجرين يهددون القومية الأوروبية ويحاولون اسلمة اوروبا لذلك لابد من محاربتهم والحد من وجودهم, كما يتسم بميل شديد للمحافظة الدينية المسيحية. من أشهر أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا الجبهة الوطنية بفرنساپالمعادية للأجانب والإسلام وحزب الوسط الديمقراطي فيپسويسراپالذي كان وراء استفتاء اقر منع بناء المآذن في البلاد أجري يوم 29نوفمبر 2009 وحركة بيجيداپالألمانية التي تأسست عام 2014 والمناهضة لما تدعوه أسلمة الغرب. بحلول تسعينيات القرن العشرين بدأ اليمين المتطرف وعلي رأسه الجبهة الوطنية في فرنسا تسويق خطاب تخويفي يُحذر من أن أوروبا في طريقها إلي خسارة هويتها بسبب الهجرة الواسعة القادمة من البلدان المسلمة. خاصة بلدان شمالپافريقياپوافريقيا جنوب الصحراء. وجد هذا الخطاب ترحيبا متزايدا بعدپهجمات11سبتمبرپ2001 فيپالولاياتالمتحدة. إذ اتخذت أحزاب اليمين المتطرف تلك الأحداث ذريعة للبرهنة علي وجاهة قلقها علي الهوية الأوروبية والسلم الأهلي في أوروبا. كما ان الأوروبيين ينظرون للمهاجرين كمزاحمين لهم في وظائفهم خاصة المسلمين وهنا ظهرت دعوات للتضييق علي المهاجرين ودعوات عدائية ضدهم. في 2008 أيضًا. قامت الأحزاب اليمينية في أوروبا بخطوة جديدة في معاداة المهاجرين خاصة المسلمين فقامت بإنشاء منظمة تهدف لمكافحة الأسلمة في أوروبا التي حملت اسم المدن ضد الأسلمة. من هنا بدأت تظهر هجمات ارهابية منفذوها يمينيون متطرفون انطلاقا من هذا الفكر فعلي الرغم من تراجع معدلات الوفيات في عام 2018 نتيجة العمليات الإرهابية. إلا أن هجمات اليمين المتطرف سجلت ارتفاعا ملحوظا. سجل تقرير "مؤشر الإرهاب العالمي" للعام 2018 انخفاضا للمعدل العام للوفيات جراء الإرهاب في العالم بنسبة 27%. إلا أن العمليات الإرهابية لجماعات اليمين المتطرف شهدت تصاعدا توصل التقرير إلي أن أغلبية هذه العمليات نفذها أشخاص منفردون من أصحاب المعتقدات اليمينية المتطرفة أو القومية البيضاء أو المعادين للإسلام. كشف المؤشر أن 66 شخصا قتلوا في هجمات نفذها أشخاص وجماعات تنتمي إلي اليمين المتطرف. بين عامي 2013 و2017. مقابل 47 هجوما عام 2017. تعرضت المملكة المتحدة إلي 12 منها. والسويد ل 6 هجمات. وكل من اليونان وفرنسا لهجومين أما الولاياتالمتحدة فكانت صاحبة النصيب الأكبر من الهجمات اليمينية. حيث شهدت 30 هجوماً في عام 2017. قتل نتيجتها 16 شخصا. من جانبها رصدت وكالة إنفاذ القانون التابعة للاتحاد الأوروبي "يوروبول" زيادة بمقدار الضعفين تقريبا في عدد المعتقلين بسبب جرائم يمينية متطرفة عام 2017. من ابرز الهجمات التي صنف منفذوها انهم من اليمين المتطرف الهجوم علي مبني ألفريد مورا الفيدرالي في مدينة أوكلاهوما الأمريكية باستخدام سيارة مفخخة في 1995. سقط نتيجته 168 قتيلاً وأُصيب 680 إضافة إلي تسبّبه بأضرار في 324 مبني وتدمير أو حرق 86 سيارة. وقدرت حينذاك قيمة الأضرار بحوالي 652 مليون دولار أمريكي. كما تعرضت سوق تشيركيزوفسكي الروسية التي يرتادها مهاجرون بكثرة. في أغسطس 2006. لاعتداء اسفر عن مقتل 14 واصابة 50. أما في العاصمة النرويجية أوسلو. فقتل 77 شخصا وجرح 151 في هجوم نفّذه النرويجي أندرس بيرينج بريفيك. وهو يميني متطرّف. في 22 يوليو 2011.