فى الوقت الذى نأى فيه المسئولون النرويجيون عن توجيه الاتهام لجهة معينة فى الهجمات الإرهابية التى هزت العاصمة «أوسلو» وأودت بحياة العشرات سارعت كبريات وسائل الإعلام فى أوروبا وأمريكا بتوجيه أصابع الاتهام للقاعدة والجماعات الإسلامية، مما أوقعها فى حرج كبير بعدما تم الكشف عن هوية مرتكب الحادث، والسؤال الذى يطرح نفسه هل ما حدث يعد بداية للفت أنظار الغرب لخطر المتشددين اليمينيين خاصة مع تنامى ميليشيات اليمين المسيحى المتطرف فى أوروبا؟ حيث أدى حادث إطلاق النار فى جزيرة أوتويا بالعاصمة النرويجية « أوسلو» إلى وفاة 85 شخصا وإصابة عشرات آخرين، بينما أدى انفجار قنبلة فى وقت سابق بالقرب من مقر الحكومة إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة اثنين آخرين، حيث اعترف «اندريس بيرينج بريفيك» اليمينى المتطرف المتهم بتنفيذ الاعتداءين مبررا فعلته بأنه أراد أن يعاقب الحكومة التى اتهمها بالتساهل فى وجه الهجرة وأنه أراد الدفاع عن بلاده وأوروبا ضد الدين الإسلامى والشيوعية، كما اعترف أنه أراد أيضا قتل رئيسة الوزراء السابقة «جزو هارلم برونتلانذ «وبريفيك 32 عاما ناشط فى المواقع التى تحرض على العمل ضد المسلمين والأجانب، كما أنه عضو فى جماعة تدعى «SIOE» وهى اختصار لعبارة «أوقفوا أسلمة أوروبا «ومنظمة أخرى « SIOA» وهى اختصار «أوقفوا أسلمة أمريكا» كما أنه كان مستشارا لرابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة بشأن الكراهية ضد المسلمين, وقد ذكر خبراء أوروبيون أن ما حدث فى النرويج يمكن أن يحدث فى أماكن أخرى ويدق ناقوس الخطر تجاه اليمين المتطرف وخصوصا أن الاتحاد الأوروبى والولاياتالمتحدةالأمريكية فى الحرب على الإرهاب كانا يركزان فقط على ما يطلق عليه «الإرهاب الإسلامى» حيث نشرت الشرطة الأوروبية «بوروبول» تقريرا عن الأمن فى عام2010 يشير إلى أن اليمين المتطرف أصبح أكثر حرفية فى إنتاج دعاية ذات طبيعة معادية للسامية والأجانب على الانترنت وأكثر نشاطا على شبكات التواصل الاجتماعى, وقد ركزت وسائل الإعلام الأمريكية مجددا على ميليشيات اليمين المتطرف فى الولاياتالمتحدة ونقلت عن مركز « ساوزرن بوفتى لوو سنتر» أن عدد المجموعات العنصرية الصغيرة ازداد فى الولاياتالمتحدة بأكثر من 60 % منه لعام 2000 حيث ارتفع من 602 مجموعة إلى أكثر من ألف العام الماضى. وحذّر المركز من أن هذه المجموعات تنتشر وأن نشاطاتها تتوسع منذ انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة فى 2008 وذلك لاستيائها من وصول رئيس أسود الى البيت الأبيض, ويرى البعض أن هناك تصاعدا لهذا اليمين بالدول الأوروبية ولكل دولة قادة متطرفون, ففى ألمانيا مهد التيارات المتطرفة شهدت مدينة «لايبرج» الألمانية خلال الأعوام الماضية عودة النازيين إلى المشهد السياسى الألمانى، أما فى فرنسا «مارى لوبين» اليمينية الفرنسية والمرشحة المحتملة فى الانتخابات الرئاسية والتى تدعو الى تنقية المجتمع الفرنسى من الأجانب، وفى هولندا اليمينى» فيلدرز» والمعروف بمعاداته للتواجد الإسلامى فى أوروبا، وفى السويد «حزب الديمقراطيين» والذى حقق نجاحات فى الانتخابات الأخيرة وهو حزب يمينى نشأ فى الثمانينيات من رحم حركة «حافظوا على السويد سويدية» أما فى بريطانيا فهناك الحزب الوطنى البريطانى الذى يرى أن البريطانيين يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية فى بلدهم فيما يدفع بالمنفيين والمهاجرين الى الصفوف الأولى, وقد أشارت صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن الخطر المقبل على المجتمع البريطانى لن يأتى من الجهاديين بل من حركة «النازيون الجدد».