تركت التعليم فى سن مبكرة وارتضت بالزواج فتركها مع ابنتيها وترعى ابنة شقيقها.. تجهيز الخضار للموظفين مصدر رزقها الوحيد وابنتها الأولى فى الثانوية والصغيرة فى الابتدائية "كرم الله الأم وأووصى الرسول بها خيرا"، وذلك لتعبها وسهرها وتضحياتها من أجل أبنائها بالمشاركة مع الزوج. وتتضاعف المسؤولية حال رحيل رب الأسرة الذى يمثل العكاز الذي تتكئ عليه المرأة ويعينها على مصاعب الحياة، ولكن أن تتقمص الأم دوراً إضافياً للقيام بدور الأب، بالإضافة إلى دورها الرئيسي كأم ترعى أبناءها فهذا أمر يتطلب مميزات وقدرات خاصة، حتى تستطيع أن تعبر بأبنائها إلى بر الأمان، وهو أمر ينطبق على السيدة "نادية مصطفى" التى ترعى أبناءها بعد انفصالها عن زوجها وتركها بمفردها تواجه مصاعب الحياة.. وتلقى "التحرير" نظرة على رحلة كفاحها. لم تيأس نادية مصطفى الملقبة "بأم فاتن" من عدم وجود فرصة عمل، رغم أنها بمفردها مطالبة بالإنفاق على ابنتيها "فاتن" ثانوية عامة، وفرح فى الصف الخامس الابتدائى وابنة شقيقها التى تقوم بتربيتها، حيث ابتدعت فكرة للكسب الحلال فتقوم بتنظيف الخضار للموظفات لانشغالهن بالعمل عن طريق إحضار الخضراوات لها لتقوم بتنظيفها لم تيأس نادية مصطفى الملقبة "بأم فاتن" من عدم وجود فرصة عمل، رغم أنها بمفردها مطالبة بالإنفاق على ابنتيها "فاتن" ثانوية عامة، وفرح فى الصف الخامس الابتدائى وابنة شقيقها التى تقوم بتربيتها، حيث ابتدعت فكرة للكسب الحلال فتقوم بتنظيف الخضار للموظفات لانشغالهن بالعمل عن طريق إحضار الخضراوات لها لتقوم بتنظيفها وتعبئتها فى أكياس نظيفة لتصبح جاهزة على الطهي نظير حصولها على مقابل مالي. "مصاعب الحياة كبيرة وكثيرة ولقمة العيش صعبة وأكل العيش مر".. هكذا لخصت السيدة نادية مصطفى، صاحبة ال51 عاماً من عمرها قصتها مع الحياة فبعد أن تركها زوجها برفقة ابنتيها، في الوقت الذى توفي فيه والدها وبعدها بفترة قليلة رحلت أمها لتصبح وحيدة بدون مأوى أو سند ولا تملك دخلا ثابتا أو أي مصدر رزق ولم يعد أمامها أى اختيار إلا نزول سوق العمل، فى ظل ما تفتقده من أى خبرات أو مؤهلات تساعدها فى الحصول على أي وظيفة ملائمة تساعدها على مواجهة مصاعب الحياة وتوفير لقمة العيش. ويعد التعليم نقطة فارقة فى حياة السيدة نادية، وعن ذلك تقول: "لم أتمكن من استكمال دراستى وأخرجني والدى من المرحلة الابتدائية لرعاية والدتي المريضة خاصة أن شقيقتى الكبرى تزوجت، وكان لا بد من مرافقتى لوالدتى لمراعاتها فتوقفت عن الذهاب للمدرسة وتركت الدراسة، على الرغم من رغبتي الشديدة في استكمال الدراسة لكن الظروف منعتنى من ذلك". وبعد أكثر من 15 عامًا قضتها فى مراعاة والدتها وخدمتها، حيث تقدم لخطبتها شخص وتم إتمام الزواج. وعن رحلة زواجها، قالت إنه على الرغم من ضيق ذات اليد وظروف المعيشة الصعبة فإنها تحملت الحياة ورزقها الله ببنتين إلا أنه لم يتحمل الحياة، وانفصلا وتركها بمفردها تواجه مصاعب الحياة، ولم يسأل عنهما ولم يساعدها في تربية ابنتيهما، وتركها بمفردها دون مصدر رزق. وأشارت إلى أنها لم يكن أمامها سوى النزول للعمل، ففكرت في أن تعمل بشيء تجيده، وطارت لها فكرة تنظيف الخضار للعاملات والموظفات سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة، وعرضت فكرتها على مجموعة من الموظفات والعاملات ورحبن بالفكرة، وبدأن فى مساعدتها بإحضار الخضار اللاتي يرغبن فيه على أن تقوم هى بتنظيفه وتوصيله إليهن. وأضافت أنها كانت تقوم بالمرور على الموظفات كل صباح وهن يقمن بشراء الخضراوات، وتعود للمنزل لتنظيفها وتعبئتها نظير مقابل مادي، وأصبحت مصدر ثقة لهن واشتهرت ب"أم فاتن". وأكدت أنها ترفض فكرة توقف ابنتيها عن الدراسة، متابعة أن كل ما تتمناه خلال حياتها هو أن تستكمل بنتاها تعليمهما، وابنتها الكبرى فاتن، 15 عامًا، في المرحلة الثانوية، والثانية فرح فى المرحلة الابتدائية. وأوضحت أنها تقوم بتربية ابنة شقيقها ومراعاتها منذ ولادتها نظرًا لأن والدتها جليسة الفراش وعاجزة عن الحركة تمامًا، قائلة: "الحمد لله ربنا يقدرنى وأواصل المسيرة لأقوم بتربية البنات الثلاث على أكمل وجه، فأنا لا أفرق بين بناتى وبنت شقيقى وسأعمل حتى أراهن فى مراكز مرموقة فى المجتمع". وترى نادية أن العمل الحلال ليس عيبًا سواء كان بسيطا أو عملا كبيرا، مؤكدة أن المهم أن نعمل ويؤدى كل فرد دوره فى المجتمع حتى ننهض ببلادنا، موضحة أن ظروف الحياة أصبحت صعبة وغالية وتتطلب بذل مزيد من التعب والجهد. وقالت أم فاتن: "الصحة أهم ما أملك، داعية الله أن يمنحها الصحة من أجل بناتها، وأنها لا تطلب إحساناً أو معونة من أى شخص، ورفضت أن تترك بناتها مدارسهن لتوفير مصاريف الدراسة أو مصاريف الدروس الخصوصية لأنهن سيكن أهم نجاح لها وتتمنى أن تراهن فى أفضل حال".