رحل زوجها، تركها بمفردها فى مواجهة شقى الدنيا، تحكى أم محمد، بائعة الخضار، قصتها؛ مشيرة إلى أنها ترملت وأولادها صغار، فلم تتزوج واختارت أن تعيش حياتها من أجل تربية أبنائها رغم صعوبة الحياة الضحكة لا تفارق وجهها. تخرج أم محمد، من المنزل كل يوم تحمل على ظهرها "أجولة" الخضراوات والفاكهة كى تفترش بهم الأرض، تجلس فوق الكرسى الخشبى وجبينها يتصبب عرقاً لتبدأ فى النداء وتقول "قرب واشترى" قوطة وخيار " .. ده الفرج من عنده وربك هو الستار". وظلت أم محمد، ترعى أبناءها حتى تخرجوا من الجامعة، وأصبحوا يمتلكون سلاحا قويا فى الحياة وهو التعليم حيث صار الابن الأكبر محاسبا، والابن الأضغر موظفا بإحدى الشركات الخاصة، واستطاعت الوفاء بمتطلبات زواج ابنتها. ورغم أن أم محمد أصبحت جدة لأحفاد صغار، إلا أنها ترى أن مهمتها في الحياة لم تنته بعد، وترى أن نطاق مسئوليتها يمتد إلى هؤلاء الأحفاد، فكما تقول أم محمد "أعز الولد ولد الولد"، أم محمد تسمع عن الأمهات المثاليات وتكريم الجهات والوزارات لهم، وتحلم بأن تقوم إحدى الجهات بتكريمها.