شهدت ملاعب الكرة خلال العام الماضي تزايد نسبة العنصرية حيث ورد 520 بلاغا عن التمييز العنصري خلال الموسم الكروي 2017\2018، مقارنة ب469 في الموسم 2016/ 2017 رغم أن كرة القدم تعد واحدة من أهم مسببات السعادة في العالم كله، إلا أنها مثل الكثير من المجالات لم تخل من العنصرية، بل على العكس خلال الست سنوات الماضية، زادت نسبة العنصرية في الملاعب 11 بالمئة، في إحصائية أعدتها منظمة "Kick It Out" البريطانية، التي تنشط بشكل أساسي ضد العنصرية في كرة القدم، حيث أشارت إلى أن عام 2018 شهد سادس ارتفاع على التوالي، في البلاغات عن العنصرية في الكرة الإنجليزية، وجاءت الأرقام صادمة بعد أن تم تقديم 520 بلاغًا عن التمييز خلال الموسم الكروي 2017\2018، مقارنة ب469 في الموسم 2016/ 2017. هذه الأرقام تكشف حجم العنصرية التي يتعامل بها بعض المشجعين واللاعبين في الملاعب الأوروبية خاصة مع اللاعبين المسلمين وأصحاب البشرة السمراء، وكان آخر هذه الحوادث ما تعرض له النجم المصري محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول، من هتافات عنصرية تمثلت نعته بالمسلم الذي يجب أن يرحل مع بعض الألفاظ البذيئة، من جمهور هذه الأرقام تكشف حجم العنصرية التي يتعامل بها بعض المشجعين واللاعبين في الملاعب الأوروبية خاصة مع اللاعبين المسلمين وأصحاب البشرة السمراء، وكان آخر هذه الحوادث ما تعرض له النجم المصري محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول، من هتافات عنصرية تمثلت نعته بالمسلم الذي يجب أن يرحل مع بعض الألفاظ البذيئة، من جمهور وستهام خلال مباراة الفريقين معًا في الدوري الإنجليزي. محمد صلاح يوضَّح موقفه من الهتافات العنصرية ضده ومنذ ثمانينيات القرن الماضي تشهد مدرجات وملاعب كرة القدم وقائع عنصرية عديدة سواء بسب اللاعبين المسلمين أو الهتاف ضد اللاعبين أصحاب البشرة السمراء أو إلقاء الفول السوداني والموز عليهم في إشارة إلى تشبيههم بالقرود. إدوين جياسي في فبراير الماضي كتب الدولي الغاني "إدوين جياسي" لاعب تشسكا صوفيا، على إنستجرام، أنه تعرض لإساءة عنصرية من جماهير ليفسكي، خلال خسارة فريقه "1-0" في الدوري البلغاري لكرة القدم، وذلك بعد أن طرد الحكم اللاعب جياسي، البالغ من العمر 27 عامًا، في نهاية الشوط الأول من مباراة القمة، موضحًا، "جماهير ليفسكي ظلت تقلد أصوات القردة لكن هذا لم يزدني إلا قوة وفخرا بالبلد الذي جئت منه". داني الفيس وفي مباراة جمعت بين برشلونة وفياريال في بطولة الدوري الأسباني عام 2014، ركزت الشاشات على اللاعب البرازيلي "داني الفيس" الذي كان يتناول موزة داخل الملعب.. أتى ذلك بعد قيام أحد المشجعين بإلقاء الموزة عليه أثناء تنفيذه ضربة ركنية، وهو ما أثار غضب الجميع وتضامن جمهور السوشيال مع اللاعب بعد أن قام عدد من المشجعين واللاعبين بنشر صور لهم يتناولون الموز تحت شعار "فلتذهب العنصرية إلى الجحيم". رحيم ستيرلينج خلال مباراة تشيلسي ومانشستر سيتي، ضمن مباريات الجولة 15 من الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي جرت على ملعب ستامفورد بريدج، تجاوز جمهور البلوز كل المعايير الرياضية، حيث هاجموا "رحيم ستيرلينج" لاعب السيتي، ونعتوه بعبارات عنصرية، بسبب لون بشرته السمراء، ما دفع رحيم للكتابة على حسابه الرسمي "قائلًا: "بت معتادًا على تلك الأمور، وأصبحت لا أجد سوى أن أضحك أمامها" وقامت الشرطة الإنجليزية، بالتحقيق في الواقعة وتعقب المشجعين الذين تفوهوا بتلك الكلمات العنصرية". نجم أرسنال يتضامن مع محمد صلاح ضد العنصرية السوبر ماريو "الأشخاص العنصريون هم أقلية، لكنك لا تستطيع فعل شيء معهم، تستطيع أن تقول ما تريد، أن تفعل ما تريد لكنك لا تستطيع تغييرهم لأنهم ببساطة أناس أغبياء"، كانت هذه أهم الجمل التي رد بها اللاعب الإيطالي "ماريو بالوتيلي"، على المواقف العنصرية التي تعرض لها في الملعب، حيث تعرض اللاعب الغاني الأصل للمضايقات، ولم يستطع التوقف عن البكاء خلال المباراة التي جمعت نابولي وميلان ضمن منافسات الدوري الإيطالي عام 2014 وتم استبداله في الشوط الثاني، وظل يبكي على مقاعد البدلاء حتى انتهاء المباراة. ولم تكن هذه الواقعة الوحيدة حيث سبقها واقعة في عام 2013 بعد أن تعرض اللاعب ذاته للسب ونعته بالأسود من قبل الجماهير ولوحوا له بالموز في أيديهم داخل المدرجات، ما دفع اللاعب برفع قميصه في إحدى المباريات متوجهًا إلى الجماهير في المدرجات لإظهار جملة مكتوب عليها "how always me"، لماذا دائمًا أنا. ايفرا وفي أكتوبر عام 2011 شهدت مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد واحدًا من أشهر المواقف العنصرية، حيث وصف نجم ليفربول لويس سواريز مدافع مانشستر يونايتد باتريس إيفرا بالأسود، وتمت معاقبة سواريز بالإيقاف لمدة 8 مباريات، واعتذر النادي عما بدر من اللاعب، وتم تغريمه مبلغ 20 ألف جنيه استرليني. كيفن كونستانت وخلال مباراة ميلان وساسولو ضمن بطولة كأس إيطاليا عام 2013، وجهت الجماهير هتافات عنصرية ضد اللاعب "كيفن كونستانت"، وقام اللاعب بتسديد الكرة تجاه الجماهير، وسط غضب شديد أصابه، وغادر الملعب ورفض استكمال المباراة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل رحل اللاعب عن النادي بسبب عدم منحه الدعم الكافي. الفيل الإيفواري تعرض النجم الإيفواري ديديه دروجبا لهتافات عنصرية من جماهير فنربخشة، عندما كان لاعبا بفريق جلطة سراي خلال مباراة الفريقين في الدوري التركي عام 2013، حيث وصفوه بالقرد، وأشاروا له بالموز، وهو ما دفعه للرد عليهم بحدة قائلًا: "تصفوني بأنني قرد لكنكم ابتهجتم عندما حققت الفوز بدوري الأبطال"، وتساءل قائلا "هل تعتبرون أنفسكم مشجعين حقيقيين بعد كل ذلك". بعد وصف ديمبلي وبوجبا ب«القرود».. هل تفسد العنصرية مونديال روسيا؟ مبابي ففي واحدة من أشهر حوادث العنصرية تعرض فيها اللاعب الدولي الفرنسي "كيليان مبابي" نجم فريق باريس سان جيرمان لإهانات عنصرية في مترو العاصمة، وهو ما دعا مكتب المدعي العام لفتح تحقيقات في الأمر بشكل رسمي. نجوم المونديال يجدر الإشارة هنا إلى أن الجيل الذهبي لفرنسا الفائز بمونديال 98، وزيدان أبرز نجومه، كان قد تعرض لانتقادات كثيرة، إذ ارتفعت أصوات قبل المونديال ترفض ضم لاعبين من أصول غير فرنسية إلى المنتخب، فكان رد زيدان وتورام وديسالي وآخرين يومذاك داخل الملعب، حيث أعطوا فرنسا لقبها الأول مسكتين كل الأصوات العنصرية. ميدو في نوفمبر 2005 تعرض أحمد حسام "ميدو" لاعب توتنهام الإنجليزي في ذلك الوقت لهتافات عنصرية خلال مباراة فريقه أمام وست هام ضمن مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث قابلت جماهير وست هام، ميدو بهتافات مسيئة للإسلام، وهو ما أثار غضب مارتن يول مدرب الفريق وباقي زملاء المهاجم المصري. وفي واقعة أخرى، على ملعب «ريفرسايد» الخاص بنادي «ميدلسبره» الإنجليزي استضاف أصحاب الأرض فريق «نيوكاسل يونايتد» في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، وقتها تعمد جمهور الأخير إثارة أعصاب مهاجم الفريق المضيف آنذاك أحمد حسام ميدو هاتفين: «ميدو يحمل قنبلة»، وقتها أحرز «ميدو» هدفًا في شباك الضيوف، وعلى الفور توجه إلى جماهيرهم، مشيرًا لهم ب«الصمت»، لكن المفاجأة تمثلت في حصوله على كارت أصفر من جانب حكم اللقاء رغم سماعه الهتافات العدائية. عنصرية المدرجات عام 2014، أجرى البروفيسور كاشمور دراسة شملت 2500 مشجع لكرة القدم، في محاولة للكشف عن توجهاتهم تجاه العنصرية، وكشفت الدراسة عن أن نحو نصف هؤلاء المشجعين شهدوا، أو تعرضوا لبعض من العنصرية، في كرة القدم الإنجليزية. وقال أحد الأشخاص، الذين شملتهم الدراسة، إنه بينما لم تعد العنصرية معلنة حاليا، كما كانت من قبل، إلا أن "أي شخص يحضر مباريات كرة القدم بشكل منتظم سيؤكد أن صوت العنصرية الخفيض لا يزال موجودا، وحيا إلى حد كبير". قرارات إدانة للعنصرية الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت عددا من القرارات التي تدين ممارسة الفصل العنصري في الألعاب الرياضية وعدم السماح بأي تمييز على أساس العنصر أو الدين أو الانتماء السياسي، وبأن يكون التفوق هو المعيار الوحيد للاشتراك في الأنشطة الرياضية. وتتفاقم ظاهرة العنصرية في ملاعب كرة القدم الأوروبية، بصورة تعكس ثقافة مترسخة لدى شريحة كبيرة من تلك المجتمعات تجاه الآخر المختلف معهم في اللون والعرق والدين.