يوسف السباعي واحد من الأسماء اللامعة بين كتاب الرواية العربية في العصر الحديث، فكانت له العديد من الروايات البارزة، التي ترجمت إلى أعمال في المسرح والسينما يوسف السباعي.. هو الأديب والمفكر، وأحد الرواد القلائل للرواية العربية في العصر الحديث، فقد كان صاحب علامات بارزة في الحياة الأدبية والفكرية والثقافية، ورغم أن انضمامه إلى الكلية الحربية قد صقل شخصيته بالصرامة، فإنه امتلك قلبًا رقيقًا مكّنه من صياغة أروع القصص الاجتماعية والرومانسية التي نسج خيوط شخصياتها لتصبح في النهاية روايةً عظيمة تلقى إعجاب الجمهور سواء كان قارئًا أو مشاهدًا للأعمال السينمائية، وبالإضافة لهذا كله كان دبلوماسيا ووزيرًا متميزًا. المنشأ وُلد يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي في يونيو 1917 في حارة الروم في حي السيدة زينب، ووالده هو الأديب محمد السباعي الذي كان من رواد النهضة الأدبية الحديثة في مصر.. بدأ السباعي حياته الأدبية في مدرسة شبرا الثانوية حيث كان يجيد الرسم، فكان يكتب ويرسم للمجلةٍ المدرسية، ونشر فيها أولى قصصه بعنوان المنشأ وُلد يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي في يونيو 1917 في حارة الروم في حي السيدة زينب، ووالده هو الأديب محمد السباعي الذي كان من رواد النهضة الأدبية الحديثة في مصر.. بدأ السباعي حياته الأدبية في مدرسة شبرا الثانوية حيث كان يجيد الرسم، فكان يكتب ويرسم للمجلةٍ المدرسية، ونشر فيها أولى قصصه بعنوان "فوق الأنواء" عام 1934، وكان في 17 من عمره. وقد أعاد نشرها فيما بعد ضمن مجموعته القصصية "أطياف" 1946، بينما كانت قصته الثانية بعنوان "تبت يدا أبي لهب وتب" والتي تم نشرها في مجلة "مجلتي" عام 1935، والتي كانت تنشر لأسماء كبيرة من بينها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين.. وكانت للسباعي أيضًا نشاطات رياضية، حيث كان رئيس فريق الهوكي في مدرسته. المسرح والثقافة كان للمسرح نصيب أيضًا في أدب السباعي، وبالتحديد المسرح الكوميدي الساخر، فقد رأى السباعي أن المسرح أقرب وسيلة للتعبير الساخر وتقديم الشخصيات التي تمتلك السخرية العفوية أو السخرية بالفطرة، كتب أولى مسرحياته عام 1951 بعنوان "أم رتيبة"، وتلتها مسرحية "وراء الستار" التي سخر فيها من الأحزاب والصحافة الحزبية عام 1952، في نفس العام كتب "جمعية قتل الزوجات" والتي أهداها إلى النقاد الذين اتهموه بالإسفاف والتهريج، قائلا بسخرية "أهدي مزيدًا من الإسفاف والتهريج". وقد ألف يوسف السباعي 22 مجموعة قصصية و16 رواية أدبية أشهرها "السقا مات" و"أرض النفاق" وآخرها "العمر لحظة" عام 1973. اشتهر "السباعي" بلقب "رائد الأمن الثقافي" بسبب الدور الذي قام به في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، واهتمامه بإنشاء عددٍ من المجلات والصحف، غلب على أعماله الأدبية الطابع الميال للحب والرومانسية فجسد من خلال أعماله العديد من الشخصيات والأحداث مما جعل الجمهور يتفاعل معها ويتعاطف لها، ونظرًا للتميز العالي لأعماله فقد تم تقديم العديد منها في شكل أعمالٍ سينمائية حظيت بإقبال جماهيري عالٍ، كما اشتهر السباعي بلقب "فارس الرومانسية"، والذي يراه الكثير من النقاد لقبًا خاطئًا، لأنه على الرغم من إبداعه في الروايات الرومانسية التي منها "إني راحلة"، "رُدًّ قلبي" و"بين الأطلال"، والتي جسدتها السينما في أفلامٍ ناجحةٍ جدًا، إلا أنه لم يحصر نفسه في هذا النوع فقط، بل كتب في الأدب الواقعي. المناصب والجوائز عقب تقاعده من الخدمة العسكرية، تقلد عددًا من المناصب منها "سكرتير عام المحكمة العليا للفنون" و"السكرتير العام لمؤتمر الوحدة الأفروآسيوية" عام 1959، ورئيس تحرير مجلة "آخر ساعة" عام 1965، كما كان عضوًا في نادي القصة ورئيسًا لتحرير مجلة "الرسالة الجديدة"، في آذار/ مارس 1973 اختير للعمل كوزيرٍ للثقافة، ثم عضوًا في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976، ونقيبًا للصحفيين المصريين عام 1977. حب حياته تزوج من دولت طه السباعي ابنة عمه، وهي المقصودة بشخصية عايدة في النصف الأول من رواية "إني راحلة"، حيث جمعتهما قصة حب طويلة بدأت منذ طفولتهما، وكان يطلق عليها يوسف "مخضوضة هانم" نظرًا لخوفها الشديد عليه، لدرجة أنها كانت تهرع إليه إذا وجدته واقفًا في شرفة المنزل وتمسك بملابسه خوفًا من سقوطه. شيء آخر كان سببًا لهذه التسمية، هو أنها كانت ترفض تمامًا سفره بالطائرة، وفي إحدى المرات سافر دون أن يخبرها وعلمت بالخبر من الجرائد بعد عودته فانفجرت بالبكاء متسائلة: "ماذا لو سقطت الطائرة؟".. وفي إهداءٍ إليها ضمن أحد كتبه يقول لها السباعي: "إلى أحب من أوفى وأوفى من أحب". الاغتيال اغتيل في قبرص صباح يوم 18 فبراير عام 1978، عن عمر ناهز ال60 عامًا، في أثناء قراءته إحدى المجلات بعد حضوره مؤتمرًا آسيويا إفريقيا في أحد الفنادق هناك، حيث قتله فلسطينيان يتبعان منظمة "أيلول الأسود" الإرهابية، في عمليةٍ أثرت في العلاقات المصرية - القبرصية، ودفعت بمصر لقطع علاقاتها مع قبرص، وذلك بعد قيام وحدةٍ عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا الدولي للقبض علي القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية، حيث احتجز القاتلان بعد اغتياله نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن واحتجزوهم في كافتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد. واستجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية من طراز (DC8) للسفر خارج قبرص من مطار لارنكا، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي، أدت إلى مقتل عدة أفراد من القوة المصرية وجرح العديد من الطرفين. ومن أبرز مؤلفاته: نائب عزرائيل - يا أمة ضحكت - أرض النفاق - إني راحلة - أم رتيبة – السقا مات - بين أبو الريش وجنينة ناميش - الشيخ زعرب وآخرون - فديتك يا ليل.