تواجه الحكومة الفيدرالية الألمانية أزمة جديدة مع المزارعين، والذين أعلنوا خلال الساعات القليلة الماضية رفضهم كل سياسات استخدام التكنولوجيا في الزراعة لا تزال ألمانيا تعاني بشدة من أزمات سياسية مختلفة أدت إلى اهتزاز الثقة في الحكومة الفيدرالية التي تقودها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خاصة في أعقاب السقوط السياسي الواضح لحزبه في انتخابات الولايات التي أجريت نهاية العام الماضي. أداء الحكومة الفيدرالية في ألمانيا لم يكن مقنعًا للعديد من الفئات المجتمعية، لا سيما بعد أن شعر البعض بحالة من الضعف الواضح في التعامل مع قضايا مختلفة تمس الفئات الأكثر إنتاجًا على المستوى الاقتصادي خلال الأشهر القليلة الماضية. واحتج آلاف المزارعين من مختلف أنحاء ألمانيا وأنصارهم في ساحة بوابة "براندنبورج" التاريخية في برلين، داعين إلى اتباع نمط زراعي صديق للأغذية والصحة. مطاردة الأجانب ورشق بالحجارة.. مظاهرات معادية للاجئين في ألمانيا وحسب وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، فإن المنظمين والداعين للمظاهرات شاركوا ب170 واحتج آلاف المزارعين من مختلف أنحاء ألمانيا وأنصارهم في ساحة بوابة "براندنبورج" التاريخية في برلين، داعين إلى اتباع نمط زراعي صديق للأغذية والصحة. مطاردة الأجانب ورشق بالحجارة.. مظاهرات معادية للاجئين في ألمانيا وحسب وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، فإن المنظمين والداعين للمظاهرات شاركوا ب170 جرارًا من المزارع في جميع أنحاء البلاد، وانضموا إلى ما يزيد على 35 ألف متظاهر تحت شعار "لقد سئمنا الصناعة الزراعية". النمط الزراعي المميكن في ألمانيا كان مثار انتقاد واسع على المستوى المحلي، لا سيما أن العاملين في هذا القطاع أكدوا أن من بين أمور أخرى يطالبون بها في الاحتجاجات هو الاتجاه نحو مزيد من رعاية وحماية الحيوان، وهو ما يمكن وصفه بأنه رمز لاستعادة الزراعة بصورتها غير المميكنة. الاحتجاجات تزامنت مع المعرض الزراعي "الأسبوع الأخضر" الذي نظمته العاصمة الألمانية، كما أنها كانت أيضًا متزامنة مع اجتماعات وزيرة الزراعة يوليا كلوكنر مع عشرات الدول حول المزيد من التعاون الدولي في القضايا الزراعية. وحضرت كلوكنر برفقة المستشارة أنجيلا ميركل المؤتمر الذي شارك به 70 وزيرا للزراعة من جميع أنحاء العالم، وهو حدث أساسي في أسبوع برلين الأخضر الدولي السنوي. اليمين المتطرف في ألمانيا يتظاهر ضد ميركل واللاجئين يقول المتظاهرون إن الرسالة الموجهة إلى كلوكنر والآخرين هي أن "العمل في المزرعة على الأرض وفي الحقول وفي الإسطبلات هو شيء قيم للغاية ويستحق الحماية من الماكينات الضخمة". وبالتزامن مع الأسبوع الأخضر، حذرت 56 منظمة مدنية من "تصنيع الزراعة"، قائلة إن النمط العادي منها كان أكثر ملاءمة لدورات الحياة التي تشمل التربة والنباتات والحيوانات. وقالت المتحدثة باسم الاحتجاجات ساسكيا ريتشارتز: "مع وجود أكثر من 6 مليارات يورو توزعها ألمانيا كل عام كأموال زراعية في الاتحاد الأوروبي، يجب الترويج للتحول البيئي والحيواني للزراعة بعيدًا عن عمليات التصنيع التي تضر بالبيئة والنمط الطبيعي للزراعة".
وقد حذرت كلوكنر، المدافعة عن استخدام التكنولوجيا الرقمية في الزراعة، المتظاهرين من الضغط في اتجاه إرجاع الزراعة الطبيعية، مشيرة إلى أنه لولا التكنولوجيا الزراعية ما وجد سكان العالم الذين يتزايد عددهم باستمرار طعامهم. ميركل تُنهي أزمة رئيس جهاز الأمن على حساب شعبية حكومتها وقالت وزيرة الزراعة الألمانية: "لن نستطيع الحصول على طعام جيد اعتمادًا على الإنتاج المنخفض للزراعة الطبيعية". توجهات الحكومة الفيدرالية في ألمانيا تشير إلى عزمها المضي قدمًا في اتباع السياسات الداعمة للتكنولوجيا في الزراعة، وهو الأمر الذي قد يزيد من حالة الهياج داخل الشارع الألماني. وتكمن مشكلة ميركل الأساسية في أن تلك المشكلة قد تغري العديد من الأحزاب لاستغلالها بشكل سياسي خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي قد يضر بالتحالف المُشكل للحكومة بالانتخابات الأوروبية القادمة في مايو، وهو الاستحقاق الذي يمثل الكثير بالنسبة لمصير الحكومة الألمانية.