التفاؤل يغمر منظمي معرض الكتاب وعلى رأسهم هيثم الحاج.. الذي يراهن على أن المكان الجديد للمعرض سيحقق له نقلة نوعية ويفتح الباب أمام حضور تجار الأزبكية لكن بشروط يبدو أن كل شيء سيكون جديدا بالنسبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التي يحتفل خلالها بعيد ميلاده الخمسين عاما، فيحل "أهلًا" على مكان جديد وهو مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، كما يعد القائمون عليه بأن يشهد شكلا مختلفا له، يختلف تماما عن الصورة التقليدية التي اعتدنا أن نرى بها الأجنحة وصالات العرض.. كل هذا وأكثر تحدث عنه رئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض، الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي تحدث حول التخوف من عدم إقبال الجمهور، وأزمة تجار سور الأزبكية. "ستشاهدون مستوى تنظيميا وخدمات وفعاليات مختلفة تماما عن السنوات الماضية" يقول "الحاج"، مبشرا زوار المعرض بشكل جديد للأجنحة النمطية، وأيضًا الأجنحة الخاصة، وأكمل: "كما نعد مفاجأة فيما يتعلق بصالة العرض الرئيسية، ومعرض كتاب الطفل، الذي سينعقد على مساحة 2500 متر مربع، وسينظم به 240 فعالية على مدى أيام "الحاج" أغلق الباب أمام الحديث حول أن تنظيم المعرض في مكانه الجديد مجرد "تجربة"، مؤكدا أنه تم عقد شراكة "استراتيجية" مع مركز مصر للمعارض الدولية، الذي سيستضيف الدورات المقبلة للمعرض، بل ويتم من الآن الإعداد لنسخة 2020. وانتقل "الحاج" إلى مسألة التخوف من عدم إقبال الجماهير بسبب صعوبة الوصول إلى المكان الجديد، حيث أكد أن القائمين على المعرض اتفقوا مع هيئة النقل العام لتوفير مواصلات مناسبة للجمهور من كافة ميادين القاهرة الكبرى إلى المعرض، وتم تخصيص 15 خط أتوبيس مباشرة إليه.. الحاج أعد "حسبة" المواصلات الجديدة فيقول: "دلوقتي المواطن هيركب خط مباشر أغلى سعر تذكرة فيه 7 جنيه، وفي المعرض القديم كان بيركب مترو وبعدين مواصلة، يعني فلوس أكتر، دلوقتي أوفر، وسعر تذكرة الدخول 3 جنيهات مثل المعتاد للجمهور". إجراءات كثيرة اتخذها المنظمون من أجل تشجيع الإقبال على المعرض، الذي سيشهد تخفيضات كبيرة على الكتب، كما أن هناك مشروعا مع دار المعارف لإعادة إنتاج سلاسل مهمة، ستعرض بأسعار زهيدة ما بين 2 و3 جنيهات، إضافة إلى تقديم مكتبة الأسرة كتبا بأسعار ما بين 3 و5 جنيهات، كما تجرى مفاوضات يقودها "الحاج" مع اتحاد الناشرين لطرح الكتب بأثمان مخفضة، كما أن هناك اهتماما خاصا بالأطفال، وأيضًا ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين قررت هيئة الكتاب أن تمنحهم خصما 50% على كل إصداراتها. الغائب الأبرز عن معرض هذا العام هم تجار سور الأزبكية، لكن "الحاج" لا يرى مانعا من أن يوجدوا في السنوات المقبلة، شريطة أن يستوفوا الشروط.. "تجار الأزبكية" هم المتهم الأول بتهريب الكتب المزورة إلى داخل المعرض، ويعقب "الحاج" بأن هذه النقطة يسأل فيها اتحاد الناشرين، الذي أصبح عضوا في اللجنة التنظيمية، وهم من "سيصنفون" تجار سور الأزبكية، وسيقبل منهم من لا يتعامل في "الكتب المزورة"، وهذا من ضمن القواعد التي وضعت بشأن المعرض هذا العام. لم نغادر نقطة سور الأزبكية، وهذه المرة مع إعلان التجار هناك تنظيم معرض مواز، سيبدأ من منتصف يناير ولمدة شهر، وقد تلقى "الحاج" هذه الدعوة بترحاب، قائلًا: "إحنا بنشجع كل حاجة تضيف للمشهد القرائي في مصر، ولو المعرض الموازي ده هيخدم جمهور القراءة هنبقى في صفه، ومستعد أشارك معاهم". كانت لنا الفرصة في إجراء جولة أولى بمكان المعرض الجديد، الذي قد يبدو للبعض أنه أصغر في المساحة عن نظيره بمدينة نصر، لكن "الحاج" أكد أنه استقبل عددا أكبر من العارضين، فيقول إن هناك زيادة 20% في أعداد الناشرين، ليصل إلى 1200 ناشر، هذا بالإضافة إلى "التوكيلات". "الحاج" متفائل بنجاح هذه الدورة، ويتوقع إقبال الجمهور بنفس المستوى الذي شهدته دورات معرض الكتاب خلال السنوات الماضية، بل ويحلم أيضًا بأن يتحقق رقم قياسي هذا العام، وقد تم تنفيذ العديد من التسهيلات من أجل تحقيق ذلك.. الهيئة العامة المصرية للكتاب قالت إن معرض العام الماضي استقبل 4.7 مليون زائر، ويؤكد "الحاج" أنه جار الإعداد لإحصائية هذا العام، إضافة إلى تقديرات بالتذاكر المباعة، وسيتم مقارنة الأرقام بنظيراتها خلال السنوات الماضية.