كتب: محمد علاء أثيرت أزمة بين تجار سور الأزبكية قبيل افتتاح معرض القاهرة الدولى للكتاب والمقرر إقامته فى يناير المقبل فى أرض المعارض الجديدة بمنطقة التجمع الخامس وذلك بالتزامن مع احتفالات اليوبيل الذهبى له، ومن المقرر أن يكون المعرض داخل قاعات مخصصة له، ليماثل فى ذلك المعارض العالمية، وبناءً على تلك الاعتبارات التنظيمية فإن المساحة المتاحة لكل المشاركين فى المعرض سوف تقل عن المساحة التى كانت مخصصة لهم فى السنوات الماضية. يوضّح إسلام بيومى، المسئول عن تنسيق المعارض فى الهيئة العامة للكتاب، أن تقليص المساحة ليس مقصودًا به تجار سور الأزبكية فقط، بل إن المكان الجديد للمعرض هو الذى يفرض ذلك، فعلى سبيل المثال مَن كان متاحًا له 500 م2 فى السنوات الماضية لن يكون متاحًا له أكثر من 150 م2 هذا العام، وذلك لأن عدد الصالات المخصصة للمعرض هو 4 صالات فقط، ومن هنا ظهرت أزمة تجار السور الذين يعتقدون أن هيئة الكتاب تتعنت ضدهم بالتحديد. وأضاف بيومى: إن ذلك التعنت المُعتَقد من جانب التجار غير صحيح، واستدل على ذلك بالمجهودات التى قام بها سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين لإقناعهم بكل الحلول المتاحة، ولكنهم رفضوا، وعن تلك الحلول صرح بيومى أنه تم اقتراح تخصيص 33 جناحًا داخل المعرض لتجار السور، إلا أن ذلك لم يلقَ قبولاً أيضًا من جانبهم، وقد طلبنا منهم أن يتحملوا تلك الإجراءات لهذا العام فقط نظرًا للاحتفالات المقرر عقدها، ولكنهم لم يستجيبوا لذلك أيضًا. وتعليقًا على ذلك، أشار «عم حربى» أحد تجار السور إلى أن أسباب إحجامهم عن المشاركة لا تتوقف عند تقليص المساحة المتاحة فقط وتقليل عدد المشاركين فى المعرض، بل إن أسعار الاشتراكات ارتفعت للغاية مقارنةً بالسنوات الماضية، حيث بلغت 1200 جنيه للمتر الواحد، وهذا السعر غير مناسب لهم، وأضاف أنهم ينتظرون المعرض كل عام لأنه يكون «موسم لهم» وذلك على حد وصفه. وقد أيد محمد على، تاجر آخر فى السور، ذلك الرأى مشيرًا إلى تأكدهم من أن تلك الإجراءات لا يوجد أى هدف منها سوى محاربتهم، وأن هذه مؤامرة ضدهم لصالح دور النشر الأخرى لأن سور الأزبكية يكون الأكثر مبيعًا كل عام فى المعرض. كما يعتقد تجار السور أن دور النشر تتهمهم بالتزوير فى الكتب المباعة بحجة أن أسعار البيع لديهم منخفضة وتكاد تصل إلى أقل من نصف الأسعار الأخرى، وفى هذا الشأن أوضح «عم حربى» أن مشكلة تزوير الكتب منتشرة فى كل أماكن البيع داخل مصر وليست فى السور فقط، وأضاف «محمد على» أن هذه ليست مشكلة، بل إنها «تلكيكة عشان منشاركش فى المعرض». ونتيجة لذلك أعلن بائعو السور أنهم لن يشاركوا فى المعرض إلا إذا سُمح لهم جميعًا بالاشتراك، كما أضافوا أنهم ينوون تنظيم معرض موازٍ لهم فى إجازة منتصف العام وأن الأسعار ستكون فى متناول الجميع، كما تقدموا باعتذار رسمى إلى رئيس الهيئة العامة للكتاب عن المشاركة فى المعرض موضحين أسباب ذلك فى هذا البيان، ومعلنين أن هذا الاعتذار سيتم نشره فى الصحف الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعى. فى جولتنا، عبّرت عينة عشوائية من المواطنين عن آرائهم فى تلك الأزمة ومقترحاتهم لحلها، وأوضح «مصطفى السيد» 33 عامًا، أنه يرى أن بعض تجار السور يقومون بسلوكيات لا تليق بالمعرض مثل البيع على طريقة بيع الملابس فى العتبة، بالإضافة إلى إحداث الضوضاء عبر الميكروفونات، وبالتالى ففى ظل الاحتفال باليوبيل الذهبى للمعرض فإن من الأفضل ألا يشارك التجار هذا العام حتى لا يكونوا مظهرًا غير حضارى أمام العالم، فى حين قال «علاء عزمى» 47 عامًا: إن هيئة الكتاب يجب أن تشجع تجار السور على المشاركة لأن سور الأزبكية جزء من تاريخ مصر ولا يجب رفضه أو إبعاده، كما يجب تقليل الشروط المفروضة عليهم لأن قرارهم بإقامة معرض موازٍ سوف يكون بمثابة منافس قوى لمعرض القاهرة للكتاب نظرًا لإقبال الكثير من رواد المعرض لجناح سور الأزبكية بسبب أسعار الكتب المنخفضة لديهم، أما «مها صلاح» 23 عامًا، فقد أشارت إلى كونها تزور المعرض فقط من أجل شراء الكتب من السور لأن باقى دور النشر تبيع الكتب بأسعار عالية جدًا، وأضافت أنه إذا كانت الكتب مزورة أم لا فهو شىء غير مهم بالنسبة لها لأن الزبون يبحث عن السعر المناسب له فى المقام الأول.