قرار أستراليا بنقل سفارتها إلى القدس يمثل انحيازا سافرا لمواقف وسياسات الاحتلال الإسرائيلي.. وتشجيعا لممارساته وعدوانه المتواصل والمتصاعد ضد الشعب الفلسطيني يبدو أن ردود أفعال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لا يزال يسيطر على دول العالم، لا سيما بعد أن أعلنت اليوم أستراليا، السير على خطى الولاياتالمتحدة وباراجواي وجواتيمالا، بنقل السفارة إلى القدس بدلا من تل أبيب، وذلك رغم اعتبار الدول الغربية أن القرار الأمريكي أحادي الجانب، ويدمر عملية السلام والتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن ذلك لم يمنع أستراليا من تطبيق القرار رغم اعتراضها في وقت سابق، وتأكيدها مبدأ حل الدولتين من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. اليوم، أعلنت أستراليا اعترافها بالقدسالغربية عاصمة لإسرائيل لكنها أوضحت أنها لن تنقل بعثتها الدبلوماسية من تل أبيب قبل إبرام اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وصرح رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، أن بلاده مستعدة للاعتراف بتطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية، وأضاف: "نتطلع إلى نقل سفارتنا إلى القدسالغربية عندما يصبح ذلك قابلا للتنفيذ دعما لاتفاق على الوضع النهائي للمدينة، وبعد أن يتم التوصل إليه"، منوها بأن العمل لتحديد موقع جديد للسفارة جار، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أنه سيتم افتتاح مكتب مكلف الدفاع والتجارة في الشطر الغربي من المدينة المقدسة. وتابع: "تأكيدا على التزامنا بحل الدولتين، فإن الحكومة الأسترالية مصممة أيضا على الاعتراف بتطلعات الشعب الفلسطيني إلى دولة مستقبلية عاصمتها القدسالشرقية". كان موريسون قد أعلن في أكتوبر الماضي أنه منفتح على مقترحات لم يحدد مصدرها للاعتراف رسميًا بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. في المقابل، رفضت كل من ألمانيا، وإيران، والعراق، وإيطاليا، والأردن، ولبنان، والمغرب، وروسيا، والسعودية، وإسبانيا، والسويد، وسوريا، وتركيا، ومصر، وبريطانيا، وأخيرا الفاتيكان، القرار الذي أغضب العالمين العربي والإسلامي. وقال السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية: إن "هذا القرار يمثل انحيازا سافرا لمواقف وسياسات الاحتلال الإسرائيلي وتشجيعا لممارساته وعدوانه المتواصل والمتصاعد خاصة في الآونة الأخيرة بجيشه ومستعمريه على الشعب الفلسطيني". وأوضح أن القرار يعد استهتارا بالقانون والشرعية الدولية وبإرادة المجتمع الدولي في محاولات محمومة تستهدف تدمير أي فرص لتحقيق السلام بحل الدولتين المعبر عن إرادة المجتمع الدولي، حسب "وفا". كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد قرر في 6 ديسمبر من العام الماضي نقل سفارة بلاده إلى القدس، بعد الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.