ياسمين نفرَتَّ من حياتها الزوجية وهربت برفقة بلطجي واستغلت طفليها في "الشحاتة" بعد حفلات تعذيب كادت تودي بحياة الصغيرين.. والأب وحيدا يعاني مرارة الخيانة والخوف على طفليه «المخدة مابتشيلش اتنين حلوين».. مثل شعبي دارج يستخدمه كبار السن في القرية والأحياء الشعبية، للدلالة على الفروق التي قد تبدو واضحة بين الزوجين، والتي في الغالب تنحصر بين دفتي البُخل وسوء الطباع، لكن ما فعلته «ياسمين» فاق حدود كل الاختلافات وسوء الطباع، وحتى «أوحش الوحشين» الذين قد تحملهم «المخدة»؛ بعدما هجرت زوجها ولاذت بحب عشيقها الأول، بل وتخطت أفعالها الشيطانية حدود المعقول والمنطق بخطف أطفالها وتعذيبهم؛ لإجبارهم على التسول للإنفاق عليها هي وعشيقها. كعادة بنات جيلها، راحت «ياسمين» بنت ال17 ربيعًا، تبحث عمن يُقدر جمالها وحلاوتها، بعدما «خرطها خراط البنات» فتعلقت عيناها وقلبها بأحد شباب الحي، بعدما جذبها بقوته، ورأت أن مهابة الجميع له أكبر شهادة يمكنها الاعتماد عليها في مواصفات فارس أحلامها، قبل أن يتفقا على الزواج وأن يتقدم كعادة بنات جيلها، راحت «ياسمين» بنت ال17 ربيعًا، تبحث عمن يُقدر جمالها وحلاوتها، بعدما «خرطها خراط البنات» فتعلقت عيناها وقلبها بأحد شباب الحي، بعدما جذبها بقوته، ورأت أن مهابة الجميع له أكبر شهادة يمكنها الاعتماد عليها في مواصفات فارس أحلامها، قبل أن يتفقا على الزواج وأن يتقدم الحبيب لطلب يد معشوقته. «حريقة» كان الاسم المعروف به حبيب ياسمين، والذي راح يُمني النفس بأن تجمعه الدنيا بحبيبته وينال رضا أهلها لتكون «من حظه ونصيبه»، لكنه اصطدم بقول أهل حبيبته: «عاوزين واحد كافي خيره شره وانت بلطجي»، قبل أن يرفضون طلبه بكلماتٍ مُنمقة. شهور قليلة فصلت بين رفض «حريقة» والموافقة على «أول عريس يدق الباب»، والذي كان نقاشًا يُدعى «سعيد» يكبر الجميلة ببضع سنوات، لكن أهلها لم يجدوا غيره للخلاص من «حريقة»، وتمت مراسم الزواج ، قبل أن تتبدل الأحوال بعد بضع سنوات، والتي كشفت عن أن ما زرعه «حريقة» في قلب «ياسمين» عصيًا على النسيان، وأن قربهما من جديد بات أمرًا ينتظر التنفيذ. مرت السنوات هادئة بين الزوجين حتى رزقهما الله بثلاثة أطفال (بنت وولدين)، لكن مرارة الظروف وانشغال الزوج بالعمل؛ دفعت الزوجة للتفكير وبشدة في «الحب القديم»، وفتحت قنوات الاتصال بينهما من جديد لتعود المياه إلى مجاريها، قبل أن تتخطى العلاقة أحاديث التليفونات، وتصل إلى نقطة ربما كان هي بادئ العلاقة؛ إذا راحت ياسمين تفتعل المشكلات مع زوجها لأتفه الأسباب، ما زاد من هموم الزوج، والذي لم يجد مُبررًا لأفعالها سوى علامة استفهام كانت إجابتها على يد أحد أهالي المنطقة، والذي اخبره بأن «صاحبة الصون والعفاف» على علاقة بحبها الأول، وأنهما يلتقيان سرًا في غياب الزوج. ثار الزوج وهو يُكذب رواية جاره رغم تصديقها من أعماقه لسابق علمه بما بين زوجته وبلطجي المنطقة، لكنه تريث وهو يحاول الاستفسار منها عما تناهى إلى مسامعه، فما كان منها إلا ان تهربت من الإجابة مرةً بعد المرة، قبل أن تفر هاربةً من المنزل وقت غياب الزوج في عمله، بعدما اتفقت مع عشيقها لتنفيذ مُخطط الهروب، والذي امتد إلى خطف أطفالها وفلذات أكبادها الثلاثة. ساعات قليلة فصلت بين فاجعة الزوج لاكتشافه غياب زوجته وأطفاله وبين مكالمة أتته من الأخيرة تُخبره فيها بما حدث وأنها في أحضان عشيقها، فيما تكفل البلطجي بإرسال تهديداته إلى الزوج بين الحين والآخر يطالبه فيها بالاستجابة لطلبات الزوجة وتطليقها. ولأنه لا يمكن اتهام أم بخطف أطفالها، وقف الزوج حائرًا، لكنه آثر الصمت بعدما فشل في الإبلاغ عما لاقاه من زوجته وأم أطفاله، قبل أن تحمل الأيام كوابيس جديدة خر معها الزوج صعقًا؛ إذ تلقى اتصالًا هاتفيًا من أحد السائقين بموقف «بنها» بمدينة الزقازيق، والذي اخبره بأن زوجته تركت أحد أطفاله برفقته وطلبت من السائق مهاتفة والده. هرع الزوج إلى الموقف ليجد طفله الأكبر «محمد» في حالة يُرثى لها، بعدما تركته والدته، بعدما لم تتحمل هي وعشيقها مرض الطفل، فيما أخبره أحد السائقين بالموقف أن زوجته تتسول بالأطفال. أخذ الزوج على عاتقه مهمة البحث عن «الخائنة» وعشيقها، بعدما علمَّ بأن وجود طفليه بصحبتهما أمرًا في غاية الخطورة والعذاب، قبل أن يُفاجأ بالطفلين يعودان وحدهما إلى القرية بعدما تركتهما والدتهما، فيما سردت الطفلة تفاصيل تعذيبها على يد أمها وعشيقها، واللذان أقدما على كسر إحدى أسنانها بعد تقييدها بالحبال هي وشقيقها، والذي تعرض هو الآخر لحروق بالسكين و«الولاعات» لإجبارهما على التسول، فيما اشارت الطفلة إلى أن والدتها تركتها هي وشقيقها بعدما حاولا الانتحار هربًا من التعذيب.