بعثة الأممالمتحدة في ليبيا: وثقنا 201 عملية قتل غير قانونية في عام 2017.. والعقيد المسماري: قطر تدعم تدريب التنظيمات الإرهابية والسلطات تمتلك أدلة دامغة أسبوع واحد فقط يفصل بين اغتيال القيادي بجهاز الأمن التابع لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية خيري حنكوري، بعد تعرضه لوابل من الرصاص على يد مجهولين أمام فندق المهاري بوسط مدينة طرابلس، وبين عملية اختطاف مجهولين لاثنين من «قوة الردع الخاصة» الليبية، التي تسيطر على أجزاء واسعة من مدينة طرابلس، ومن ثم اغتيالهما رميا بالرصاص، وبعدها ب5 أيام فقط، أمس الثلاثاء، اغتال مجهولون مدير فرع مكافحة المخدرات في طرابلس المقدم علي بو شهيوة، رميا بالرصاص، في منطقة قصر بن غشير بضواحي طرابلس. هذه الحوادث الثلاث، التي وقعت خلال أسبوعين، ربط بينها 3 عوامل، المكان وهو مدينة طرابلس، الفاعل وهم مجهولون، والطريقة وهي الرمي بالرصاص، وهو العامل الأهم هنا لأنها الطريقة تمت بها تنفيذ معظم عمليات اغتيال القيادات الليبية.متى بدأ مسلسل الاغتيال؟بالعودة إلى عام 2014، وبالتحديد يوم 16 مايو، وقت انطلاق هذه الحوادث الثلاث، التي وقعت خلال أسبوعين، ربط بينها 3 عوامل، المكان وهو مدينة طرابلس، الفاعل وهم مجهولون، والطريقة وهي الرمي بالرصاص، وهو العامل الأهم هنا لأنها الطريقة تمت بها تنفيذ معظم عمليات اغتيال القيادات الليبية. متى بدأ مسلسل الاغتيال؟ بالعودة إلى عام 2014، وبالتحديد يوم 16 مايو، وقت انطلاق عملية «الكرامة» في بنغازي، والتي تزعمها اللواء خليفة حفتر، نجد أن معدل الاغتيالات تناقص، لكن بعد فترة قليلة عاد الأمر إلى ما كان عليه، وخلال أسبوعين فقط، طالت الاغتيالات حوالي 20 منتسبا للجيش الليبي، كان أبرزهم العميد ركن أحمد حبيب المسماري أول قائد أركان للقوات الجوية بعد ثورة فبراير 2011، كما شملت الاغتيالات أكرم الدرسي أحد شيوخ التيار السلفي في بنغازي، ونبيل ساطي رئيس قسم الشؤون الثقافية والدعوية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ببنغازي، وذلك في أثناء خروجه من صلاة العشاء، ووصل الأمر إلى اغتيال ناشطين في الحراك الثوري ببنغازي وهما سامي الكوافي، وتوفيق بن سعود الذي لم يتخطى 18 عاما. وبالانتقال إلى عام 2017، نجد أن بعثة الأممالمتحدة في ليبيا وثقت 201 عملية قتل غير قانونية في ذلك العام، وهذا العام 2018 وبالتزامن مع بدء تنفيذ ترتيبات أمنية بهدف إرساء النظام في مدينة طرابلس من خلال قوات أمنية بالتعاون بين حكومة الوفاق الوطني وبعثة الأممالمتحدة، نجد أن وتيرة الاغتيالات ارتفعت، وحتى الآن لم تعلن السلطات الرسمية في طرابلس، عن هذه الاغتيالات ولا عن الجهة التي تقف وراءها. آخر الاغتيالات يوم 16 أكتوبر الجاري، توفي القيادي في كتيبة «ثوار طرابلس» محمد البكباك، متأثرا بجراحه بعد إصابته على يد مسلحين، وقبل هذه الواقعة بأيام تم اغتيال شمس الدين مبروك الصويعي الضابط بالجيش الليبي، رميا بالرصاص، عندما كان في زيارة لأسرته بطرابلس. ومن أبرز عمليات الاغتيال التي وقعت في عام 2017، كانت يوم 17 ديسمبر، حين اختطفت جماعة مسلحة مجهولة عميد بلدية مصراتة محمد اشتيوي، من سيارته بالقرب من مطار مصراتة بعد عودته من تركيا، قبل أن تغتاله، وفي 29 سبتمبر 2017، تم اغتيال الشيوخ عبد الله أنطاط، وخميس أسباقة، ومصباح محمد البرغوثي، والشاب موسى المنسلي، أعضاء المجلس الاجتماعي بني وليد، بعد إطلاق النار عليهم، على الطريق الرابط بين منطقتي نسمة وتينيناي. وفي يوم 8 يوليو 2017، أقدم مجهولون على اغتيال العقيد الرزاق الصادق عميش مدير أمن غريان، رميا بالرصاص، في أثناء عودته إلى منزله، وفي أوائل شهر يناير 2017 تعرض العقيد فرج البرعصي لمحاولة اغتيال عندما كان يتابع إحدى المهام في مدينة البيضاء، وتبادلت حراساته إطلاق النار مع المهاجمين الثمانية، وأسفرت عن إصابة أحد المهاجمين والقبض على آخر، كما تم اغتيال مدير مكتب الخدمات التعليمية الأبيار صلاح اقليوان القطراني، على يد مجموعة مسلحة، بعد أن قاومها لكنه أصيب بجروح بليغة، وفارق على إثرها الحياة في المستشفى. الدور القطري عقد الناطق باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري، مؤتمرا صحفيا، يوم 4 يوليو الماضي، وأعلن فيه أن قطروتركيا خالفتا قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا، وجعلتا ليبيا ساحة لمعسكرات تدريب التنظيمات الإرهابية، كما استنكرت لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي بطبرق شرقي البلاد، تدخل دولة قطر في الشأن الليبي، مشيرة إلى أن دعمها للعصابات الإرهابية، وتبريرها الهجوم على الحقول والموانئ النفطية، محاولة سياسية رخيصة. وكان المسماري، قد أكد، في أكثر من مناسبة، أن قطر متورطة في دعم الإرهاب داخل بلاده وأن السلطات الليبية تمتلك أدلة دامغة حول ذلك الأمر، وهدد بتحويل القضية إلى محكمة الجنايات الدولية وجامعة الدول العربية والأممالمتحدة كون ليبيا تضررت من تدخل الدوحة بشدة، مشددا على أن معارك الجيش الوطني الليبي مع الإرهاب الدولي الذي يعمل على نشر الفوضى والقتال بين الشعب الليبي، بدعم من قطر وجماعة الإخوان التابعة لها مستمرة. كما قدم رسائل رسمية متبادلة بين قطر وعبد المنصف حافظ البوري السفير الليبي السابق، بشأن السماح للطائرات القطرية بالهبوط والمرور عبر الأراضي الليبية رغم عدم وجود تنسيق عسكري بين البلدين، مشددا على أن ذلك يعد انتهاكا للسيادة الليبية، وعرض مكالمات مسجلة بين مراسلي قناة الجزيرة وبعض القيادات الليبية السابقة، تؤكد تآمرهم على الوطن والمواطنين الليبيين. قائمة الاغتيالات نشرت جريدة «البيان» الإماراتية، يوم 30 يونيو الماضي، تقريرا كشفت خلاله مصادر عسكرية وأمنية ليبية عن قائمة اغتيالات جديدة في بنغازي، أعدتها أذرع النظام القطري في ليبيا، لتصفية عدد من القيادات الأمنية والعسكرية، على غرار ما عرفته المنطقة الشرقية في ما بين العامين 2011 و2014، وقالت المصادر إن نظام الدوحة لا يزال يسعى لبث الفوضى في ليبيا من خلال أذرعه الإرهابية، وفي مقدمتها الجماعة المقاتلة التي يتزعمها الإرهابي عبد الحكيم بالحاج، وما يسمى بمجالس شورى المجاهدين المرتبطة عقائديا بتنظيم القاعدة، وسرايا الدفاع عن بنغازي التي تنشط من عدد من المناطق في وسط البلاد وغربها. وأبرزت المصادر أن قائمة الاغتيالات التي تم التوصل إليها تضم 21 شخصية بين مدنيين وعسكريين، من بينهم آمر غرفة عمليات سلاح الجو الليبي وآمر قاعدة بنينا الجوية، العميد ركن محمد المنفور، وزعيم قبيلة المغاربة الداعمة للجيش الوطني صالح الأطيوش الذي سبق أن تعرض لمحاولتي اغتيال سابقتين، الأولى في نوفمبر 2016 عقب خروجه من صلاة الجمعة عندما جرى تفخيخ سيارته في منطقة سيدي فرج بمدينة بنغازي، والثانية في أغسطس الماضي بواسطة انفجار عبوة ناسفة وضعت في المكان المخصص للأحذية في المسجد ذاته. كما تضمنت القائمة صدام خليفة حفتر، نجل القائد العام للقوات المسلحة الليبية خليفة حفتر، وهو ضابط في الجيش الليبي، والعقيد عبد الحميد سليمان عبد الحميد الرعيض رئيس جهاز المباحث العامة بنغازي، واللواء مفتاح شقلوف آمر الكتيبة 153 مشاة، وخليفة العبيدي مشرف الإعلام بالقوات المسلحة، بجانب علي القطراني نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، المقاطع للمجلس منذ بداية نشاطه، والمعروف بمناوئته الشديدة للإسلام السياسي ودور نظام الدوحة التخريبي في ليبيا، ودعمه للجيش الوطني. وأرجعت المصادر، معرفتها بقائمة الاغتيالات إلى توصل جهات استخباراتية إلى اكتشاف القائمة داخل أحد المواقع التابعة للجماعة المقاتلة المتهمة بتورطها في تنفيذ العشرات من جرائم التصفية الجسدية في مدن ليبية عدة.