تصريحات سنوية من المسئولين بكل المحافظات عن الاستعداد التام لمواجهة الأمطار والسيول، ولكن الطبيعة تكذبها وتتعرض مصر لكوارث يذهب ضحيتها المواطنون، وتتأثر ممتلكاتهم بدأت تصريحات المسئولين عن السيول تتردد من خلال الصحف والوسائل الإعلامية، والتي تؤكد أن هناك حالة من التأهب والاستعداد لمواجهة مخاطر السيول، ولكن لا جديد في تصريحات المسئولين، فأغلبها تصريحات سنوية تصدر في نفس الموعد من كل عام، بعضها يطالب المحافظين بالاستعداد، وبعضها يؤكد انتهاء الاستعدادات لاستقبال موسم الشتاء، ولكن مع بدء الشتاء تبدأ الطبيعة في تكذيب العديد من التصريحات حيث تواجه بعض المحافظات كوارث سنوية جراء الأمطار والسيول وهو ما تكرر خلال الأعوام الماضية، فما الاستعدادات التي يجب اتخاذها على أرض الواقع لتفادي هذه الكوارث؟ كيف كذبت الطبيعة تصريحات المسئولين خلال الأعوام الماضية؟في كل عام تواجه المحافظات كوارث نتيجة السيول والأمطار، وكان أقربها بداية هذا العام، ففي شهر أبريل الماضي ضربت السيول بالعين السخنة بالسويس اثنتين من القرى السياحية، وتسببت فى خسائر بمبانى القرى وخسائر مادية كبيرة. كما أغرقت الأمطار منطقة التجمع كيف كذبت الطبيعة تصريحات المسئولين خلال الأعوام الماضية؟في كل عام تواجه المحافظات كوارث نتيجة السيول والأمطار، وكان أقربها بداية هذا العام، ففي شهر أبريل الماضي ضربت السيول بالعين السخنة بالسويس اثنتين من القرى السياحية، وتسببت فى خسائر بمبانى القرى وخسائر مادية كبيرة. كما أغرقت الأمطار منطقة التجمع الخامس، مما أدى إلى دخول المياه إلى المنازل وحدوث خسائر. وفي عام 2016 ضربت السيول مدينة رأس غارب ومدينة فايد بالإسماعيلية، وسوهاج ومحافظتي شمال وجنوب سيناء، وأدت إلى وفاة 12 شخصا وإصابة 43 آخرين، وجاء في بيان لوزارة الصحة وقتها أنه في طريق القاهرةسوهاج، الطريق الصحراوي الشرقي، الكيلو 110، تجاة قنا، أدت السيول الغزيرة إلى قطع الطريق وانجراف أوتوبيسين وعدة سيارات، مما تسبب في وفاة 6 أشخاص، وإصابة 24 آخرين. وفي نوفمبر 2015 ضربت السيول محافظة البحيرة مما تسبب في سقوط 25 قتيلا، كما أغرقت الأمطار شوارع الإسكندرية. وفي يناير 2010 تسببت السيول في إصابة 26 مواطنا بمحافظتي شمال وجنوب سيناء، بالإضافة إلى تدميرها للعديد من المنازل بمناطق العريش والشيخ زويد والحسنة والعبد ونخل، كما تسببت في انهيار 200 منزل انهيارا جزئيا وانهيار 175 منزلا بالكامل بمحافظة أسوان. وقبل حدوث كل هذه الكوارث كان هناك العديد من التصريحات السنوية الخاصة باستعداد جميع المحافظات استعدادا تاما لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول. خبراء المحليات: المواطن يدفع فاتورة تصريحات الحكومة الدكتور حسن الخيمي الخبير بالإدارة المحلية قال ل"التحرير" إن الإهمال هو السبب الرئيسي في كوارث الأمطار والسيول التي تتأثر بها المحافظات سنويا ويذهب ضحيتها مواطنون أبرياء، وتتسبب في هدم العديد من المنازل، مشيرا إلى أنه لا توجد متابعة حقيقية للتأكد من حالة الطرق وممرات الصرف المخصصة لتصريف مياه الأمطار، مؤكدا أن المشكلة الكبرى تكمن في الطرق الجديدة التي يتم إنشاؤها دون مراعاة مصارف الأمطار. وأضاف الخيمي أنه يتم مسح مصارف الأمطار أثناء تجديد رصف الطرق، وفيما يخص السيول فليس لها حل لدى المسئولين في مصر، لذا لا بد من الاستعانة بالخبرات الأجنبية من البلاد المعتادة على السيول، وإنشاء منظومة مكافحة للسيول. ويقول الخيمي إن الحل لتجنب هذه الكوارث هو ضرورة قيام المحافظين بفحص الطرق وتحديد احتياجاتها لإنشاء مصارف لمياه الأمطار، وتجهيز معدات شفط وخزانات للاستعانة بها في حالة تعطل الصرف. النائب عبد الحميد كمال عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب قال ل"التحرير"، إن حل أزمة الأمطار والسيول يحتاج إلى مصداقية في تصريحات المسئولين عن الاستعدادات اللازمة، وضرورة تفعيل ما يسمى بإدارة الأزمات في كل محافظة، لأن تكرار الكوارث كل عام يعني عدم وجود إرادة حقيقية لحل الأزمة، ولكن هناك إرادة لإصدار التصريحات السنوية بشأن الانتهاء من كل الاستعدادات. وأشار كمال إلى أنه تقدم بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية المحلية حول الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها فيما يخص السيول والأمطار، خاصة أن هيئة الأرصاد القومية تقوم بدورها ولكن لا أحد يحلل المعلومات ويتعامل معها بشكل جيد، لافتا إلى أن المواطن يدفع فاتورة صعبة نتيجة التصريحات الوهمية الخاصة بالاستعداد الكامل للأمطار والسيول، حيث شهدت مصر غرق منازل وفيلات ومنتجعات سياحية خلال السنوات الماضية، مؤكدا أن هناك خللا حتى فيما يخص الكهرباء التي تؤدي إلى قتل المواطنين، لذا لا بد من الاستفادة من الدروس السابقة. تصريحات المسئولين عن استعدادات موسم الأمطار والسيول هذا العام ومن التصريحات التي أصدرها المسئولون هذا العام تصريحات وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي، والذي أكد الاسبوع الماضي إنه يجرى التنسيق بين غرفة العمليات المركزية بالوزارة مع غرفة عمليات مجلس الوزراء وغرف عمليات المحافظات لاتخاذ جميع التدابير والأعمال الواجب تنفيذها على شبكات المجاري المائية والتأكد من جاهزية المعدات وتطهير مخرات السيول،وأن المحافظات شكلت فرق طوارئ وتدخل سريع بالمحافظات في جميع التخصصات للتعامل مع أية حالات طارئة بسبب الطقس، مضيفا أن هناك تنسيقا وتعاونا تاما بين الوزارة والمحافظات وهيئة الأرصاد الجوية لمتابعة الحالة الجوية والتصدي لأي تغيرات. وأعلنت محافظة القاهرة عن تنسيقها مع غرفة عمليات وزارة التنمية المحلية، لمواجهة المشكلات المصاحبة لموسم السيول. كما أعلنت وزارة النقل درجة الاستعداد القصوى استعدادا لمواجهة أي آثار للأمطار والسيول في الموسم الحالي. وفي تصريحات إعلامية أكد المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء وجه باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة موسم الأمطار والسيول. وأعلن الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري في تصريحات صحفية ، إنه تم التنسيق مع المحافظات لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع فترة السيول من تكليف مسؤول من قبل كل محافظة، وتشكيل غرفة عمليات مركزية ترتبط بالغرف الفرعية بالمحافظات المؤهلة لسقوط الأمطار بها خلال الفترة القادمة، علاوة على متابعة استكمال أعمال لمخرات السيول، بالتنسيق مع الجهات المعنية، والمحافظات، مشيرا إلى الانتهاء من أعمال تطهير مخرات السيول وشبكات الترع والمصارف لمجابهة السيول باستثمارات بلغت نحو 450 مليون جنيه. وأضاف أنه يتم حاليا استكمال خطة الدولة للحماية من أخطار السيول والاستفادة من مياه السيول من خلال مشروعات الحماية التي نفذتها الوزارة بواسطة الشركات الوطنية وتحت إشرافها بمحافظات سيناءوالبحر الأحمر ومرسى مطروح، مؤكدا أن كافة المنشآت والمشروعات التي قامت بها هيئات وقطاعات الوزارة خلال الفترة الماضية جاهزة للتعامل مع موسم الأمطار والسيول، وبكفاءة عالية دون أي تأثير على المنشآت أو المناطق التي تحميها. وأشار الوزير إلى وجود محطات تنبؤات بالسيول تنتشر بمنطقه البحر الأحمر، وترتبط بمركز التنبؤ بالفيضان والسيول بالوزارة، حيث يتم إعداد تقرير يومي عن حالة الطقس، ويتم إخطار الجهات المسؤولة لاتخاذ ما يلزم لمواجهة السيول ضمن خطة الحكومة للحد من مخاطر السيول.