أبرز عمليات التنظيمات الإرهابية القيام بالهجوم على بعض مواقع الجيش الليبي في بنغازي، وسيطرت الميليشيات التابعة للتنظيم على مدينة بنغازي من هذا الوقت أدت عوامل مثل انهيار السلطة المركزية في ليبيا وتفكك قواتها المسلحة إلى تفشي ظاهرة الميليشيات الإرهابية في البلاد، ونجحت في تكوين تجمعات عسكرية أكبر، ونظرا لتعدد تحالفات هذه التنظيمات ومجهرية حجم بعضها، سنحاول في هذا التقرير إلقاء الضوء على أكبر التجمعات الإرهابية في ليبيا والمكونات الصغيرة لها من الميليشيات، وهي كما يلي: 1- مجلس ثوار بنغازي تأسس في 20 يونيو 2014، من خلال اندماج بعض الميليشيات الإرهابية في بنغازي، بهدف التصدي لعملية " الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي وهو من أكبر التنظيمات، إذ تقع تحت رايته بعض الميليشيات المسلحة وهي: أنصار الشريعة: تأسست في مطلع عام 2012، وتعد تابعة لتنظيم القاعدة، ومن أبرز عملياتها القيام بقتل السفير الأمريكي في سبتمبر 2012، كما أن له عدة أفرع في مناطق درنة وسرت وصبراتة. درع ليبيا: هي ميليشيا تابعة للإخوان المسلمين، وتأسست بموجب قرار من وزير الدفاع المؤقت في عام 2012، ومن أبرز قيادتها أنصار الشريعة: تأسست في مطلع عام 2012، وتعد تابعة لتنظيم القاعدة، ومن أبرز عملياتها القيام بقتل السفير الأمريكي في سبتمبر 2012، كما أن له عدة أفرع في مناطق درنة وسرت وصبراتة. درع ليبيا: هي ميليشيا تابعة للإخوان المسلمين، وتأسست بموجب قرار من وزير الدفاع المؤقت في عام 2012، ومن أبرز قيادتها " وسيم بن حميد". 17 فبراير: وتواجدت في أحد المعسكرات التابعة للجيش الليبي سابقا في منطقة قاريونس ببنغازي، وقتلت العديد من المدنيين الذين تظاهروا للمطالبة بطردها من الدينة. جماعة راف الله السحاتي: وهي منشقة عن ميليشيا 17 فبراير منذ عام 2011، وعلى صلة بجماعة الإخوان المسملين في مصراته. ومن أبرز عمليات التنظيم القيام بالهجوم على بعض مواقع الجيش الليبي في بنغازي، وسيطرت الميليشيات التابعة للتنظيم على مدينة بنغازي من هذا الوقت وحتى قيام الجيش الليبي باستعادة السيطرة على المدينة خلال شهر مايو 2017، وأعلن التنظيم بعدها الغاء كافة التكليفات الصادرة منه خلال سبتمبر 2017، في دلالة على تشرذم عناصر التنظيم، كما نُشرت بعض الأنباء عن فرار عناصر من التنظيم إلى مدينة صبراتة. ومن أبرز قيادات التنظيم هو المدعو " إسماعيل الصلابي" قائد كتيبة 17 فبراير، وهو الشقيق الأصغر ل " على الصلابي"، والأخير هو قائد جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وهناك أيضا " زياد بلعم" وهو من أبرز قادة مجلس شورى ثوار بنغازي، وشارك في الهجمات على الهلال النفطي ضد الجيش الليبي. 2- تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا (داعش) نشأ التنظيم في نوفمبر 2014 كأحد فروع تنظيم داعش، وكان للتنظيم حينها ثلاثة فروع في ليبيا بمناطق برقة وفزان وطرابلس، ويتواجد أفراد التنظيم الأن في عدة مناطق في ليبيا أبرزها سرت وبنغازي وتَكّون التنظيم في البداية من عدة ميليشيات، من أبرزها التنظيمات التالية: مجلس شورى شباب الإسلام: أنشأ التنظيم محكمة إسلامية، وشرطة إسلامية بعد إعلان مبايعته لداعش، وتركز نشاطه في مناطق درنة وبنغازي. كتائب السجين الشيخ عمر عبد الرحمن: اتخذت اسمها نسبة إلى عمر عبد الرحمن، زعيم الجماعة الإسلامية الذي توفى في أحد السجون الأمريكية مؤخرا، وكانت مسؤولة عن سلسلة الهجمات التي وقعت في بنغازي، أبرزها الهجوم الذي شنته على اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهجوم قنبلة ضد القنصلية الأمريكية، وعلى موكب السفير البريطاني. مجاهدي ليبيا: وهو الذي ضربته القوات المصرية بعد حادث المنيا، وأعلن مبايعته لداعش في مناطق برقة وفزان وطرابلس، واشتهر التنظيم بجرائم الاختطاف والإعدام، ومن أشهرها حادثة اعدام 21 مصري قبطي على الشواطئ الليبية. 3- مجلس شورى ثوار درنة تأسس في ديسمبر 2014 على يد "سالم دربي" وهو أحد عناصر السلفية الجهادية في ليبيا، وأعلن منطقة درنة إمارة إسلامية خارج مؤسسات الدولة في ليبيا، وينضم تحت رايته بعض التنظيمات الأخرى مثل: تنظيم أنصار الشريعة، جيش الإسلام، وكتيبة شهداء أبو سويلم. ومن أبرز قيادات مجلس شورى ثوار درنة كل من سفيان بن قمو وسالم دربي ومحمد المنصوري وجميعهم يتبعون جماعة ليبيا المقاتلة التي تزعمها عبد الحكيم بلحاج. يجمع التنظيم بداعش علاقة صراعية، بسبب انضمام بعض عناصره لتنظيم داعش، والتنافس فيما بينهم على السيطرة بمنطقة درنة، ويصل حد التوتر إلى حدوث اشتباكات مسلحة أدت الى مقتل سالم دربي زعيم التنظيم في يونيو 2015، والتنظيم حاليا تحت الحصار في مدينة درنة. 4- مجلس شورى ثوار أجدابيا تأسس في مارس 2015، وهي جماعة إسلامية مسلحة تتمركز في مدينة أجدابيا الساحلية غرب بنغازي ويقودها محمد الزاوي. أعلنت وكالة "اعماق" التابعة لتنظيم الدولة-مرتين أن الزاوي قد بايع التنظيم أوائل العام 2016 لكن المجلس أصدر بيانا أشار فيه إلى أن المبايعة أمر يخصه ولا صلة للمجلس بهذا الأمر. وتناصب هذه المجموعة خليفة حفتر العداء أيضا ووقعت صدامات بينهما، وبعد الهزائم المتتالية للتنظيم في بنغازي وأجدابيا، فر المسلحون إلى جنوب ليبيا واتخذوا من الجفرة مقرا لهم، وبعدها بأسابيع أعلنوا عن تكتل جديد اسمه "سرايا الدفاع عن بنغازي". 5- لواء الصمود انبثق عن تنظيم " فجر ليبيا"، وأسسته مجموعة من الميليشيات الإسلامية، وأبرزهم " درع ليبيا الوسطى" و " غرفة ثوار ليبيا في طرابلس"، بالإضافة إلى بعض الميليشيات ذات الصلة بجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وهي المجموعة التي قامت بالسيطرة على مطار طرابلس في 2011، ولها اليد العليا في الغرب الليبي. 6- غرفة عمليات ثوار ليبيا تأسست في عام 2013، وتنتشر في مناطق الغرب الليبي خصوصا مدينة طرابلس، واشتهرت بعمليات الخطف والإرهاب، مثل اختطاف رئيس الوزراء الليبي الأسبق أكتوبر 2013، علاوة على اختطاف دبلوماسيين في السفارة المصرية في طرابلس.
وكان تنظيم "داعش" قد أصبح العقبة الكبرى أمام استقرار بعض الدول التي عانت على مدار سنوات مضت من ويلات الحرب، والتي لا تزال تعيش في غمار العنف، خاصة أن الإرهاب أصبح ظاهرة متفشية بالعالم، فما تشهده ليبيا الآن أصبح محط أنظار العالم، نظرًا لتعدد التنظيمات المتطرفة التي حولت البلاد إلى مستنقع من الدماء، لكن ما فعله تنظيم داعش الإرهابي، كان دليلًا على المهارات القتالية التي اكتسبها أثناء تواجده في سوريا.