صنفت وزارة الخزانة الامريكية الجولانى كإرهابى عالمى ورصدت 10 ملايين دولار للقبض عليه.. وأعلنت وضع جبهة النصرة على قائمة العقوبات باعتبارها أحد أفرع تنظيم القاعدة أبو محمد الجولاني واسمه الحقيقي أسامة العبسي الواحدي ولد في بلدة الشحيل بمدينة دير الزور عام 1981، من عائلة أصلها من محافظة إدلب، ويلقب بالفاتح ويعرف بكنيته وهو قائد "جبهة النصرة لأهل الشام" والتي تأسست بعد أشهر من اندلاع الثورة السورية المرتبطة بتنظيم القاعدة. فى شبابه كان يظهر عليه علامات التدين، جلباب حتى الركبة وبنطلون قصير ولحية خفيفة، ولكنه لم يكن ينخرط فى أى أحاديث سياسية، وتتضارب المعلومات حوله، منها فصله من كلية الإعلام، وقيل أنه كان يدرس الطب وتركه فى السنة الدراسية الثالثة لينضم إلى تنظيم القاعدة فى العراق فى 2003. بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوى عام 2006، ترك العراق وذهب إلى لبنان لتدريب معسكر جند الشام، ثم عاد مرة أخرى للعراق فى نفس العام، واعتقلته السلطات العراقية فى سجن بوكا, خرج منه فى 2008، وظل يتدرج فى المناصب فى تنظيم القاعدة حتى وصل إلى قائد عمليات التنظيم فى الموصل تحت قيادة أبو بكر البغدادى.أرسله البغدادى بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوى عام 2006، ترك العراق وذهب إلى لبنان لتدريب معسكر جند الشام، ثم عاد مرة أخرى للعراق فى نفس العام، واعتقلته السلطات العراقية فى سجن بوكا, خرج منه فى 2008، وظل يتدرج فى المناصب فى تنظيم القاعدة حتى وصل إلى قائد عمليات التنظيم فى الموصل تحت قيادة أبو بكر البغدادى. أرسله البغدادى إلى سوريا فى 2011 لينشئ تنظيما للقاعدة يشترك فى الحرب، وأعلن عن إنشاء جبهة النصرة لأهل الشام فى يناير 2012. فى 8 إبريل 2013 أعلن أبو بكر البغدادى أن تنظيم النصرة يتبع تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق، وأن أبو محمد الجولانى هو أحد جنود التنظيم. وفى 9 إبريل، أعلن الجولانى رفضه لذلك الإندماج وأنه لم تتم استشارته فيه، وأعلن ولاءه لتنظيم القاعدة الأم وزعيمه أيمن الظواهرى. فى مايو 2013 صنفت وزارة الخزانة الامريكية أبو محمد الجولانى كإرهابى عالمى ورصدت 10 مليون دولار للقبض عليه، وفى 30 مايو 2013 أعلنت الأممالمتحدة وضع جبهة النصرة على قائمة العقوبات باعتبارها أحد أفرع تنظيم القاعدة، وفى سبتمبر 2014 أصدر الجولانى تحذير للمواطنين الأمريكيين والأوروبيين ردا على الضربات الجوية التى يقوم بها التحالف. فى أكتوبر 2013، أُعلن بالخطأ مقتل الجولانى، وفى ديسمبر 2013 أُذيعت مقابلة مع الجولانى مع قناة الجزيرة لم يظهر فيها وجه الجولانى، وفى 4 أكتوبر 2017 فى ضربة جوية روسية، أُصيب بجراح خطيرة قيل أنه فقد فيها أحد أذرعه ومقتل أحد مساعديه. وفى 26 يوليو 2016 بعد بضعة ساعات من إذاعة الظواهرى لتسجيل يعطى فيه الإذن بالإنفصال، أعلن الجولانى إنفصال جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة، ووجه الشكر للتنظيم وقياداته على ما يبذلونه لخدمة الجهاد كما يطلقون عليه، واتباع نهج أسامة بن لادن، وأنهم لن ينسوا ما تعلموه على أيدى قيادات التنظيم. سُمى التنظيم وقتها بجبهة فتح الشام، ويظهر بجانبه أبو الفرج المصرى أحد قيادات تنظيم الجهاد فى مصر. وأتاح له هذا الإنفصال إمكانية الإنخراط مع تنظيمات إسلامية أخرى وكونوا جبهة تحرير الشام، كما يتيح لها الإنخراط فى المفاوضات بجانب المعارضة السورية، والتى لا ترغب أن يلتصق اسمها بتنظيم القاعدة، فأعلنت جبهة النصرة انفصالها عن التنظيم حتى يتيح لها فرصة التعامل مع الوضع السورى بحسب ما تقتضيه الظروف، وليس بحسب ما يمليه التنظيم بدون دراسة الوضع على أرض الواقع. ولا شك أن الإنخراط فى العملية السياسية سوف يتم وفقا لما تعلموه أثناء فترة رعايتهم تحت قيادة تنظيم القاعدة، بنفس الأسلوب والأيدلوجية. والد الجولاني كان موظفا في إحدى الوظائف الحكومية في دير الزور حيث ولد أسامة هناك وانتقل مع عائلته في أول مراهقته إلى مدينته الأصلية إدلب وحصل على الشهادة الثانوية فيها، ثم التحق بكلية الطب حيث درس الطب البشري سنتين وفي عام 2003 ومع غزو العراق غادر إلى العراق حيث كان في السنة الجامعية الثالثة وانضم إلى تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب. وذكرت مجلة "التايم" في إحدى تقاريرها أنه في إحدى الاجتماعات التي ضمت الجماعات المسلحة البارزة وحضره قادة كتائب أحرار الشام ولواء صقور الشام ولواء الإسلام وغيرها من الكتائب, أن أبا محمد الجولاني جلس متلثما رافضا الكشف عن هويته وجرى تقديمه إلى الحضور بمعرفة أمراء الجبهة في حلب وإدلب، والجبهة عموما مصبوغة بهذا النوع من التكتم والسرية وترفض التصوير والتصريح لأحد إلا بإذن مسبق من الأمير، كما ترفض بتاتا الإدلاء بأي معلومة تخص أسماء القيادات أو أعداد المقاتلين أو مصادر التمويل.