انضمت قطر للتحالف الإسلامي، الذي دعت إليها السعودية، والذي يتكون من 34 دولة، ومقره في الرياض، ويهدف التحالف إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية، التي تشوه الدين الإسلامي. وهذا الأمر يطرح سؤال العلاقة بين قطر وبعض التنظيمات التي تصنف كونها إرهابية، وعلى رأسها جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، والذي يصنف كونه منظمة إرهابية. فقد أجرت قناة الجزيرة المملوكة للأسرة الحاكمة في قطر، لقاء مع أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، في مكان قالت إنه تحت سيطرة الجماعات المسلحة التي تحارب النظام السوري. وهذا الأمر يطرح سؤال، حول هل ترشد قطر عن الجولاني؟، فعن طريق البوح بالمعلومات التي حصل عليها طاقم القناة في الشمال السوري، خلال إجراء الحوار مع زعيم التنظيم، الذي عرضته القناة على حلقتين في برنامج بلا حدود، ما أجر مراسل اقناة في سوريا قبلها لقاء آخر مع الجولاني، قد يؤدي القبض على شخص من أكثر المطلوبين دوليًا. من هو أبو محمد الجولاني؟ ولد أبو محمد الجولاني (على اختلاف في اسمه) عام 1981 في بلدة الشحيل التابعة لمدينة دير الزور وسط عائلة أصلها من محافظة إدلب، وانتقلت إلى دير الزور حيث كان والدها موظفا في القطاع الحكومي يعمل "سائقا" في مصلحة الإسكان العسكري. أكمل الجولاني، المراحل الأولى من التعليم النظامي، والتحق بكلية الطب في جامعة دمشق حيث درس الطب البشري سنتين، ثم غادر إلى العراق وهو في السنة الجامعية الثالثة. ولا يخفي الجولاني انتماءه إلى تيار "السلفية الجهادية" وخاصة "تنظيم القاعدة" الذي انضم إلى فرعه في العراق بعد الغزو الأمريكي 2003، حيث عمل تحت قيادة زعيمه الراحل أبو مصعب الزرقاوي ثم خلفائه من بعده، ولا يزال يقول إنه "مبايع" لزعيم القاعدة أيمن الظواهري ويعمل وفق توجيهاته وإرشاداته. وانضم الجولاني إلى فرع تنظيم القاعدة الذي أسسه الأردني أبو مصعب الزرقاوي وأعلن تبعيته لأسامة بن لادن، فترقى بسرعة في صفوف التنظيم حتى أصبح من الدائرة المقربة من الزرقاوي، وبعد اغتيال الأخير في غارة أميركية 2006، خرج الجولاني من العراق إلى لبنان حيث يُعتقد أنه أشرف على تدريب "جند الشام" المرتبط بتنظيم القاعدة. من لبنان عاد الجولاني مجددا إلى العراق فاعتقله الأمريكيون وأودعوه "سجن بوكا" الذي كانوا يديرونه جنوبي البلاد، ثم أطلقوا سراحه 2008 فاستأنف نشاطه العسكري مع ما كان يسمى "الدولة الإسلامية في العراق" التي تأسست في أكتوبر2006 بقيادة أبو بكر البغدادي، وسرعان ما أصبح رئيسا لعملياتها في محافظة الموصل. بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، عاد الجولاني إلى سوريا في أغسطس2011 مبتعَثا من تنظيم القاعدة لتأسيس فرع له في البلاد يمكّنه من المشاركة في القتال ضد الأسد. وفي 24 يناير 2012 أصدر الجولاني بيانا أعلن فيه تشكيل "جبهة النصرة لأهل الشام" ممن سماهم "مجاهدي الشام"، واتخذ من موطنه "الشحيل" منطلقا لعمل هذه الجبهة، كما دعا في بيانه السوريين إلى الجهاد وحمل السلاح لإسقاط النظام السوري، وصار من يومها يدعى في أدبيات الجبهة "المسؤول العام لجبهة النصرة". وحين أعلن أبو بكر البغدادي -في 9 أبريل 2013- إلغاء اسميْ "دولة العراق الإسلامية" و"جبهة النصرة" ودمج التنظيمين -باعتبارهما يمثلان القاعدة الأم- في كيان جديد يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، رفض الجولاني في اليوم الموالي هذا الأمر. وأعلن بيعته حصرا للقيادة المركزية لتنظيم القاعدة بقيادة الظواهري قائلا: "هذه بيعة منا أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله، نبايعه على السمع والطاعة". ودخلت الجبهة في قتال مع "تنظيم الدولة" الذي انتزع منها مناطق كثيرة بما فيها المناطق السورية المنتجة للنفط.