هناك تنظيمات إرهابية حاربت بعضهم البعض، منها تنظيم جند الإسلام يقاتل تنظيم ولاية سيناء والصراع بين داعش وتنظيم القاعدة والصراع بين فتح الشام والجماعات الجهادية فى سوريا فى ظل التطورات اللاحقة فى خريطة الجماعات الإرهابية، وصعود تنظيمات واختفاء أخرى، فتح البيان الصادر مؤخرًا من تنظيم جند الإسلام بمصر وإعلانه القتال ضد فرع داعش بسيناء، الباب أمام تتبع جذور الصراع بين التنظيمات الإرهابية فى المنطقة، وهو ما نحاول التعرف على بعض من جذوره، وأمثلة على انتقاله من مستوى التنظيمات العالمية إلى القتال بين تنظيمات محلية لا تتوانى عن صب الفتاوى الشرعية التى تبرر وجودها وقتالها ضد التنظيمات الأخرى كل لأغراضه، وهذا التطور النوعى فى القتال الجهادى الجهادى هو ما أبرزته وأعطت له أبعادًا مختلفة أحداث الصراع فى سوريا. 1- تنظيم جند الإسلام يقاتل تنظيم ولاية سيناءأعلن مؤخرًا تنظيم يسمى جند الإسلام فى مصر، يتبع تنظيم القاعدة، أنه قام بأول عملياته ضد تنظيم ولاية سيناء (فرع تنظيم داعش فى مصر)، ووصف بيان للتنظيم ولاية سيناء بالخوارج، الذين أفرطوا فى سفك دماء المدنيين، وهو ما اعتبره جند الإسلام سببًا داعيًا لمحاربتهم، حيث 1- تنظيم جند الإسلام يقاتل تنظيم ولاية سيناء أعلن مؤخرًا تنظيم يسمى جند الإسلام فى مصر، يتبع تنظيم القاعدة، أنه قام بأول عملياته ضد تنظيم ولاية سيناء (فرع تنظيم داعش فى مصر)، ووصف بيان للتنظيم ولاية سيناء بالخوارج، الذين أفرطوا فى سفك دماء المدنيين، وهو ما اعتبره جند الإسلام سببًا داعيًا لمحاربتهم، حيث هاجم التنظيم إحدى العربات الخاصة بهم، مستهدفًا القبض على بعض العناصر للتحقيق معها بشأن جرائم ارتكبوها ضد مدنيين، ويذكر أن تنظيم جند الإسلام لم يظهر على الساحة منذ العملية التى قام بها ضد مبنى المخابرات الحربية فى شمال سيناء فى عام 2013. 2- الصراع بين داعش وتنظيم القاعدة يُعد الصراع على زعامة الجهاد العالمى بين التنظيمين هو الأكبر والأصدح فى الصراعات الفكرية والمسلحة التى تشهدها الحركات الجهادية على مستوى العالم، فالأصل أن تنظيم القاعدة كان له الريادة فى قيادة فروع كبيرة متعددة فى بلدان عربية، وإفريقية، وآسيوية، وفى الفترة الطويلة التى استمرت القاعدة خلالها على رأس أخطر التنظيمات الإرهابية بفروعها على مستوى العالم منذ نهاية الحرب الأفغانية، حتى ظهر تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف باسم داعش. كان التنظيم جزءًا فى الأساس من تنظيم القاعدة فى العراق، حتى أعلن أبو بكر البغدادى فى 9 إبريل 2013 ليعلن دمج تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق، وجبهة النصرة بقيادة "أبو محمد الجولانى" فى تنظيم واحد هو الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وأن الجولانى زعيم النصرة أحد جنود البغدادى المبعوثين إلى سوريا حسب البيان الذى ألقاه البغدادى الذى أصبح منفصلًا عن تنظيم القاعدة. أعلن الجولانى أن خطوة البغدادى غير معترف بها، وجدد بيعة النصرة للقاعدة وزعيمها أيمن الظواهرى، كما أعلن الظواهرى نفسه أن خلافة البغدادى غير شرعية وغير معترف بها، كونها ليست على خطى النبوة بل قامت بالغلبة والاستيلاء. تحول الصراع بين التنظيمين إلى القتال المسلح فى سوريا خاصة فى السيطرة على الموارد والثروات الطبيعية، كما حدث فى الرقة ودير الزور، وأماكن متفرقة، كما امتد القتال من سوريا إلى لبنان فى منطقة جبل عرسال التى يقيم بها الآلاف من اللاجئين السوريين، حيث شهدت معارك عنيفة بين التنظيمين للسيطرة على المخيم. ولم يتوقف الصراع المسلح والانشقاقات فى جسد القاعدة على وجه الخصوص على حدود سورياوالعراق، بل أعلنت العديد من التنظيمات الإرهابية التابعة للقاعدة انشقاقها ونقل بيعتها لداعش بعد انتصاراته الكبيرة فى سورياوالعراق، من هذه التنظيمات تنظيم بوكو حرام بغرب إفريقيا، وأنصار بيت المقدس بسيناء، وجماعة أبو سياف فى الفلبين، وهى الجماعة الأشرس هناك، والعديد من التنظيمات الأصغر فى شمال إفريقيا مثل كتيبة عقبة بن نافع فى تونس. 3- الصراع بين فتح الشام والجماعات الجهادية فى سوريا بعد إعلان جبهة النصرة فى 2016 فك الارتباط مع تنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام"، دخلت فى تحالف جهادى مع حركات أخرى تحت مسمى (هيئة تحرير الشام) تحت قيادة القائد السابق لحركة أحرار الشام "هاشم الشيخ" فى يناير 2017. وقد دخلت فتح الشام فى صراع مسلح مع العديد من التنظيمات الجهادية الأخرى العاملة فى سوريا منها: الصراع مع حركة نور الدين زنكى: دخلت الحركة فى صراع مسلح مع النصرة فى أكتوبر 2015 فى الأبزمو معارة الأرتيق بدير جمال بريف حلب، حيث وقع القتال اعتراضًا من النصرة على أحد الحواجز التابعة لحركة زنكى، مما دعا النصرة لطرد عناصر الحركة، تبعها استنفار لحركة نور الدين التى أمرت باعتقال أي من المقاتلين التابعين للنصرة، ودارت اشتباكات بين الطرفين أوقعت العديد من الجرحى مع غياب أخبار مؤكدة حول وجود قتلى فى صفوف الطرفين عدا إعلان النصرة وجود قتيل واحد فى صفوفها، تبع ذلك توقيع الطرفين لاتفاق وقف القتال والتهدئة برعاية فصائل مسلحة أخرى فى المنطقة. دخل الطرفان فى 2017 تحالفًا مشتركًا تحت اسم "هيئة تحرير الشام" الذى انشقت عنه حركة نور الدين زنكى فيما بعد، ودخلت فى اشتباكات مسلحة مع جيش الفتح (النصرة سابقًا) بغرب حلب، حيث دارت اشتباكات لأيام عدة مع فشل الصلح بين الطرفين حتى اجتماع فى مدينة الأتارب بحلب كونها مدينة حيادية لا يوجد فيها التنظيمان، للتهدئة وتوقيع الصلح. القتال بين فتح الشام وأحرار الشام: بعد أن أصبحت النصرة جزْءا من جبهة تحرير الشام من أجل الحصول على دعم خارجى بعد إعلان انفصالها عن القاعدة والترويج لنفسها على أنها جماعة معتدلة، سعت لتفكيك تنظيم أحرار الشام فى إدلب، يوليو 2017 والسيطرة على مناطق حزارين، سراقب، وركايا. وقد هدفت فتح الشام من وراء ذلك مواجهة التدخل التركى فى شمال سوريا، وكانت الخطة أن السيطرة على أحرار الشام وتفكيكه ستستغرق ساعات قليلة، لكن أحرار حشدت للقتال ضد الجبهة أكثر من 6000 مقاتل وعرقلت خطتها فى الإجهاز عليها، كما شهدت بعض الكتائب التابعة لجبهة فتح الشام امتناعًا عن تنفيذ أمر الجولانى بالهجوم على أحرار الشام، وعلى أثر القتال الدائر أعلنت حركة نور الدين زنكى انفصالها عن جبهة تحرير الشام، وبالتالى الاندماج مع فتح الشام فى جبهة واحدة اعتراضًا على القتال ضد أحرار الشام. 4- الصراع بين أحرار الشام، وجند الأقصى فى إطار الصراع بين تنظيم أحرار الشام وتنظيم داعش، أعلن أحرار الشام القتال ضد تنظيم يسمى جند الأقصى، متهمًا إياه بالانضمام لداعش والتورط فى اغتيال العديد من جنود وقادة تنظيم أحرار الشام، الذى أعلن نيته القتال حتى القضاء نهائيًا على جند الأقصى وذلك فى أكتوبر 2016. واندلع القتال فى منطقة سراقب بريف إدلب، حيث راح ضحية القتال أكثر من 70 قتيلا من الطرفين، معظمهم من جند الأقصى، ولشراسة الموقف الذى اتخذته أحرار الشام، أعلنت جند الأقصى مبايعتها لتنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) لتدرأ عن نفسها تهمة الانضمام لداعش، وهو الأمر الذى رفضته أحرار الشام حينها، وقبل فقط بأن ينضم أفراد الأقصى كل على حدة لفتح الشام وليس التنظيم ككل وهو ما حدث.