تعيش العاصمة الليبية "طرابلس" في قلب صراع بين مجموعات مسلحة، لا سيما بعد أن فشلت مساعي الهدنة المعلن عنها، من قبل رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، واستمر سقوط القذائف على المدينة بشكل عشوائي، ما أثار مخاوف من تجدد المواجهات الدامية. في هذا الصدد، دعت حكومة الوفاق الليبية اليوم، المجتمع الدولي إلى تحميل المسؤولية للجهة التي يثبت اختراقها لاتفاقات وقف إطلاق النار. وقالت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، إنها "تدين بشدة محاولة البعض تقويض إيقاف إطلاق النار وخرق الهدنة"، داعية المجتمع الدولى إلى تحمل مسؤوليته تجاه هذه الخروقات وتحميل المسؤولية للجهة التي يثبت اختراقها لوقف إطلاق النار، حسب العربية. فيما طالب مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة المهدي المجربي، مجلس الأمن الدولي بالتدخل للعب دور حيوي لتسوية النزاع في بلاده بشكل نهائي، ودون إملاءات خارجية تخدم مصالح معينة. اقرأ أيضًا: الأممالمتحدة توقف نزيم الدم في طرابلس.. و«السراج» يدعو للانتخابات وقال المجربي في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي: إن "قرارات المجلس التي أكدت ملكية الليبيين لعملية التسوية السياسية لم تنعكس على أرض الواقع بالصورة الصحيحة". وتابع: إن "التدخلات الأجنبية السلبية في الشأن الليبي استمرت وعملت على خلق أزمات بين الأطراف الليبية"، حسب صحيفة عكاظ السعودية. في المقابل، سيطرت قوات اللواء السابع، المهاجمة لطرابلس على أجزاء كبيرة من العاصمة الليبية آخرها طريق المطار ومجموعة من المعسكرات. محللون يرون أن انعدام الأمن وغياب وجود فاعلين ميدانيين في ليبيا يجعل من الصعب الوفاء بهذا التعهد، نظرًا لأن فايز السراج يدعم الجماعات المسلحة التي من المفترض أن تبسط الأمن في طرابلس والمدن المجاورة. اقرأ أيضًا: طرابلس تحت النار| فايز السراج يعجز عن وقف العنف.. والغرب يحذر أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، فقد طالب جميع الأطراف بضرورة وقف الأعمال العدائية فورًا في ليبيا، والالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار المبرمة برعاية الأممالمتحدة. وأدان جوتيريش، "استمرار العنف في العاصمة الليبية ومحيطها، بما في ذلك القصف العشوائي الذي تلجأ إليه جماعات مسلحة تقتل وتصيب مدنيين بينهم أطفال"، وفقا ل"سكاي نيوز". في حين دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المجموعات المسلحة إلى إتاحة الإجلاء العاجل لمئات المدنيين العالقين، وتقديم المساعدات لعائلات الضحايا، حسب القناة. وحسب آخر حصيلة صدرت عن وزارة الصحة، فإن المعارك في العاصمة الليبية خلفت 40 قتيلًا وأكثر من 100 مصاب معظمهم مدنيون. ووقعت ثلاث قذائف قرب مطار معيتيقة الوحيد العامل في العاصمة الليبية ما أجبر سلطات المطار على تعليق الرحلات لمدة 48 ساعة على الأقل لدواع أمنية. اقرأ أيضًا: هجوم إرهابي محتمل على الهلال النفطي.. والجيش الليبي يستنفر لكن إصرار حكومة الوفاق على الحد من الصراعات، دفعها إلى إطلاق هدنة مع الجماعات المسلحة، حيث أعلن وزير الداخلية عبد السلام عاشور، بدء سريان هدنة ووقف لإطلاق النار في العاصمة طرابلس، إثر اشتباكات مسلحة استمرت 5 أيام، وخلفت 40 قتيلا. وتشهد العاصمة الليبية منذ أسبوع اشتباكات مسلحة بين "اللواء السابع" التابع لوزارة الدفاع من جهة، وبين كتيبة "ثوار طرابلس" بقيادة هيثم التاجوري، بدعم من "كتيبة النواصي"، التابعتين لوزارة الداخلية من جهة ثانية. ويتهم "اللواء السابع" كلاً من "ثوار طرابلس" و"كتيبة النواصي" بمهاجمة نقاط تمركزه في الضاحية الجنوبية للعاصمة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات فجر الأحد، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، انتهت بسيطرة اللواء السابع على معسكر اليرموك في منطقة صلاح الدين، جنوبي طرابلس، حسب وسائل إعلام محلية. وتعتبر الميليشيات إحدى أبرز المشكلات في المشهد الليبي، فبدلا من احتواء حكومة الوفاق للجماعات المسلحة منذ وصوله طرابلس، سعت إلى شرعنتها والعمل معها في ظل عدم وجود أيديولوجية لها.