شهدت الآونة الأخيرة تسارع وتيرة التطبيع بين البحرين وإسرائيل تحت غطاء التسامح الديني، خاصة منذ إنشاء مركز للتعايش السلمي بالبحرين يضم أعضاءً من إسرائيل، ثم توسعت العلاقات لتصل إلى حد الإعلان بشكل رسمي عن إقامة علاقات دبلوماسية مشتركة. اليوم، نقل تليفزيون "i24NEWS" الإسرائيلي، عن مسؤول في الحكومة البحرينية، قوله: إن "البحرين هو أول بلد خليجي يعتزم إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، خاصة أنها لا تعتبر إسرائيل عدوا"، وأن التقارب بين الدولتين، لن يتعارض مع المبادئ الأساسية لدولة البحرين. وزارة الخارجية الإسرائيلية أفادت أن وفدا رسميا إسرائيليا من المقرر أن يزور البلد الخليجي لحضور اجتماع لجنة التراث العالمي التي تنظمه اليونسكو في ال24 من يونيو. الخارجية أشارت إلى أن هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها وفد إسرائيلي رسمي إلى دولة خليجية ليست لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بحسب التليفزيون الإسرائيلي. اقرأ أيضًا: علم فلسطين يثير غضب إسرائيل في «جمعة الوفاء للشهداء» بالقدس من ناحية أخرى، أوضح مسؤولون إسرائيليون آخرون: "بما أن لجنة التراث العالمي هي مناسبة تنظمها الأممالمتحدة، الدولة المستضيفة ملزمة باستقبال جميع ممثلي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، بغض النظر عن علاقاتهم الثنائية". وبموجب هذه القاعدة، زار وفد إسرائيلي ماليزيا في وقت سابق هذا العام للمشاركة في مؤتمر عالمي آخر، رغم حالة العداء بين البلدين. المسؤول البحريني أعاد الحديث مجددًا قائلا: "بما أن المملكة ملزمة بالفعل للسماح للوفد الإسرائيلي بالحضور، فمن المهم القيام بذلك والسماح للجميع بالتعبير عن آرائهم"، بحسب الميادين. تأتي عملية التطبيع، في الوقت الذي لا تربط فيه إسرائيل أي علاقات دبلوماسية رسمية مع البحرين، لكنه في الآونة الأخيرة ظهرت مؤشرات على ذوبان الجمود في العلاقات. اقرأ أيضًا: إسرائيل وروسيا│نتنياهو يحذر «إيران».. وبوتين يتراجع عن دعم الأسد كان وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة قد قال في تصريحات غير مسبوقة: إنه "من حق الدولة العبرية الدفاع عن نفسها ضد إيران، وذلك بعد إطلاق 20 صاروخًا من قبل (فيلق القدس) تجاه إسرائيل جاءت من الأراضي السورية". المثير هنا أيضًا تصريحات الوزير البحريني حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأنها لا تقع في العاصمة الفلسطينية المستقبلية. لكن السؤال الأبرز هنا.. إلى أين ستقود العلاقات بين البحرين وإسرائيل؟ بالعودة إلى الوراء قليلا، حينما قام وفد يقوده الحاخام الأمريكي مارك شناير بزيارة العاصمة البحرينيةالمنامة ضمن حملة دينية ينظمها كنيس يهودي إلى البحرينوفلسطين المحتلّة.. الحاخام شناير قائد هذه الحملة التي ضمت 17 شخصًا قال من المنامة: إن "ملك البحرين هو من قاد بنجاح الجهود المبذولة لتقوم جميع دول الخليج الست بتسمية حزب الله منظمة إرهابية"، مشيرًا إلى أن البحرين قد تكون أول دولة خليجية تبني علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. "شناير" أكد مرارًا أن الدافع وراء أنشطته هذه هو تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، موجها الشكر إلى الملك البحريني لتقديمه الدعم لإسرائيل، كما حث خلال زيارته اليهود على زيارة البحرين والاستثمار فيها. اقرأ أيضًا: استطلاع للرأي يكشف انقساما حادا بين اليهود الأمريكيين والإسرائيليين صحيفة "هآرتس" أكدت ما سبق، مشيرة إلى وجود علاقات سرية وعلى مستوى عالٍ بين تل أبيب والمنامة في السنوات الأخيرة، وأن مسؤولين من كلا الطرفين قد التقوا عدة مرات على هامش الجمعية العامة لهيئة الأممالمتحدة ومنتدى دافوس الاقتصادي.
الصحيفة نوهت أيضًا بأن وزير خارجية البحرين كان له علاقات وطيدة مع رئيسة حزب كاديما "تسيبي ليفني"، وذلك عندما شغلت الأخيرة منصب وزيرة الخارجية في الكيان الإسرائيلي بين عامي 2007 و2009. نفت وزارة خارجية مملكة البحرين ما يتردد في بعض وسائل الاعلام بشأن تطبيع العلاقات مع دولة الكيان الصهيوني إسرائيل، مشيرة إلى أنها مزاعم "غير صحيحة". على جانب آخر، أكدت وزارة خارجية المملكة، أنه لم يصدر تصريح من أي مسؤول بحريني في شأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، منوهة أن هذه الأنباء هي مجرد مزاعم وادعاءات غير صحيحة، وفقاً لوكالة أنباء البحرين. وشددت الخارجية، على التزام مملكة البحرين التام بالموقف العربي الموحد ومبادرة السلام العربية، التي تحدد مرتكزات السلام الشامل والعادل في المنطقة. جدير بالذكر أن ولي العهد البحريني "سلمان بن حمد آل ثان" كان قد نشر 16 يوليو 2009 مقالا في "واشنطن بوست" تحت عنوان "يجب على العرب التحدث مع الإسرائيليين"، دعا فيه الحكام العرب إلى إنعاش مبادرة التسوية العربية، وهو الأمر الذي قابله بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال بترحاب شديد، معربا عن أمله في أن يحذو حذوه كثيرون في العالم العربي.