تعتزم وزارة الأوقاف، خلال الساعات المقبلة، تنظيم الساحات المخصصة لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، من أجل إحكام السيطرة على المنابر، وعرقلة صعود مشايخ السلفية على الساحات، في الوقت الذى يسيطر فيه بعض مشايخ الدعوة السلفية على بعض المساجد والساحات، الأمر الذى يجعل من ساحات صلاة العيد محل صراع بين الأوقاف والسلفيين. وحددت وزارة الأوقاف ساحات صلاة العيد فى شتى محافظات الجمهورية لهذا العام، ب5434 ساحة، واختارت الوزارة ساحات صلاة عيد العيد، وفقا لتقارير مديريات الأوقاف فى المحافظات، والتى وضعت عددا من المعايير فى اختيار ساحات العيد، بأن تكون الساحات تخدم قطاعا عريضا من السكان، فضلا عن كونها مهيأة لأداء صلاة العيد من حيث المساحة والتهوية، وأن تكون معلومة للجميع من سكان المنطقة. وفى السياق ذاته، كلفت مديريات الأوقاف إدارات التفتيش بضرورة متابعة سير العمل على إعداد وتدشين ساحات صلاة العيد، مع توزيع الأئمة على الساحات، بينما ترك تحديد عنوان خطبة العيد للوزارة، مشددين على ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة. وشددت الوزارة، على وكلاء المديريات، بضرورة القيام بجولات تفقدية لعمل الساحات، والتنبيه على الأئمة بالحضور، فضلا عن تخصيص إمامين لكل ساحة، وعدم السماح باستخدام المنابر فى الترويج لأفكار سياسية أو دعوات للتظاهر، مع الالتزام بنص الخطبة الخاصة بالعيد. وأعلنت الأوقاف أنها لن تسمح للمتشددين باستخدام ساحات العيد، ويجب أن يكون الإمام من أئمة الأوقاف أو ممن صرح لهم بالخطابة بالأوقاف، ولن يسمح بأي جماعة أو تنظيم بالإشراف على أي من الساحات، وستقوم مؤسسات الدولة الأخرى بالتصدي لذلك، وسيتم استخدام الضبطية القضائية القائمة، وسيكون لكل ساحة إمامان، أحدهما أساسي والآخر احتياطي. وحذرت الأوقاف بألا تقام صلاة العيد في زوايا أو مصليات ولا الطرقات، ومن غير المسموح تعطيل مصالح الناس، وإنما ستقام في ساحات الخلاء أو في المساجد الكبرى، منوها بأن محاولة إقامة أي ساحات بالمخالفة لتعليمات الوزارة هو افتئات على حق الجهة المنوط بها شرعًا وقانونًا الإشراف على المساجد، وإقامة الجمع والجماعات بما فيها صلاة العيدين وأي صلاة جامعة. وأعطى وزير الأوقاف تعليمات مباشرة لمديري المديريات والإدارات والمفتشين بعدم السماح بإقامة صلاة العيد في غير الأماكن التي حددتها كل مديرية وسلمتها لديوان عام الوزارة، واتخاذ إجراءات حاسمة بموجب الضبطية القضائية الممنوحة لبعض القيادات والمفتشين تجاه أي مخالف أو متجاوز. وطالب جمعة وكلاء المديريات، فى حالة صعود غير المصرح لهم بالخطابة فى العيد من أى تيار إسلامى كالسلفيين وغيرهم، بضرورة تفعيل القانون وتحرير محاضر لهم وفقا للضبطية القضائية لمفتشى الأوقاف. ومن أشهر المساجد التي سيطرت عليها الدعوة السلفية بالإسكندرية مسجدا أبو حنيفة والفتح الإسلامى الواقعان بشارع إبراهيم شريف من المساجد المشهورة، والتي استحوذت عليها الدعوة السلفية، كما يسيطر الشيخ شريف الهواري رئيس اللجنة الشرعية لإصلاح ذات البين على مسجد الهدى بمنطقة العامرية. كما يسيطر المشايخ الكبار بالدعوة السلفية على مسجد نور الإسلام بباكوس ومسجد الفتح بمصطفى كامل. كما يسيطر الشيخ محمود عبد الحميد مسؤول الدعوة السلفية بالإسكندرية على مسجد الصفا بسيدي بشر قبلي، في حين ينتشر عدد كبير من القيادات السلفية بمساجد الصحابة بالدخيلة، وسعد زكي ب"الورديان"، والإيمان ب"السيوف شماعة"، ومسجد نور الإسلام بشارع الفرن القديم متفرع من شارع محمد نجيب سيدى بشر قبلى، ومسجد هدي الإسلام بحوض 10، ومسجد الرحيق المختوم ب"العصافرة قبلي"، ومسجد الهدى ب"السيوف شماعة"، ومسجد أم القرى ب"العصافرة قبلي". ومن جانبه قال الدكتور هشام عبد العزيز، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، إن وزارة الأوقاف أعطت تكليفات مباشرة لمفتشي الوزارة بمتابعة عملية ساحات صلاة العيد، مؤكدا أن الوزارة قبضت يدها على جميع المساجد، ولن تسمح بأي تجاوزات من أى نوع. وأوضح هشام عبد العزيز ل"التحرير" أنه فى حالة حدوث مخالفات، سيقوم مفتشو الوزارة بتحرير محاضر فى الأقسام الشرطية، بناء على الضبطية القضائية التى يتحلي بها بعض العاملين بالوزارة، مشددا على أن الساحات تتحلى بالانضباط، وفى حالة تخصيص ساحات غير المحددة رسميا من قبل الوزارة سيتم التعامل معها بالقانون.