فى ظل ما تتعرض له اليونان هذه الفترة من أكبر أزمة مالية فى تاريخها، حيث وصل حجم الديون إلى ما يزيد على نصف تريليون دولار، ليس أمام الحكومة سوى فرض خطط تقشف، للحصول على حزم إنقاذ من الاتحاد الأوروبى وصندوق النقد الدولى، ولكن الشعب اليونانى -الذى انضم إلى صفوفه مؤخرا أفراد من الشرطة- يأبى أن يكون كبش الفداء. بعد الاستغناء الفورى عن آلاف العاملين بالخدمة المدنية وخفض المعاشات ضمن إجراءات تقشفية جديدة أقرتها الحكومة اليونانية الأربعاء الماضى، أضربت النقابات العمالية عن العمل ل24 ساعة أول من أمس، فى حين أضرب سائقو الحافلات لمدة 6 ساعات فقط. ولن يتخلى السائقون عن مطالبهم رغم الخسائر الكبيرة التى يعانون منها، بسبب الإضرابات المستمرة منذ الشهر الماضى، مما أصاب قطاع السياحة بالشلل، حسبما نقلت صحيفة ««كاتميرينى» اليونانية عن رئيس نقابة سائقى سيارات الأجرة، تيميوس ليبروبولوس. وتجمع مئات المتظاهرين فى ميدان سينتاجما أمام البرلمان اليونانى، احتجاجا على الإجراءات الجديدة، الأحد الماضى. ولأول مرة منذ إصابة اليونان بالأزمة المالية، شاركت الشرطة اليونانية، احتجاجا على تخفيض رواتبهم مؤخرا، وحملت وحدة الحرس الخاص لافتة ضخمة بطول 30 مترا، كتب عليها «يوم الدفع.. يوم حداد»، حسبما ذكرت صحيفة «مونسترس أند كريتكس» الأمريكية. ومن المقرر أن يقوم سائقو التاكسى بإضراب آخر ل48 ساعة هذا الأسبوع، كما دعت أكبر نقابتين فى اليونان نقابة «أديدى» لموظفى الخدمة المدنية، والاتحاد العام لعمال اليونان، إلى إضراب آخر يومى 5 و19 من أكتوبر المقبل.