في شهر رمضان تكثف مستشفى 57357 إعلانات التبرع للمصابين بالسرطان، محاولة أن توصل لنا -نحن الأصحاء- جزء من معاناة هؤلاء المرضى وأهلهم، وكفاحهم لمقاومة المرض القاتل في أجسامهم والتخلص منه، لكن مسلسل الشريط الأحمر المأخوذ عن مسلسل أمريكي، أخذ هذه المعاناة وحولها إلى عمل فني متكامل، نشعر فيه بآلام الأطفال المرضى ونتعاطف معهم. الشريط الأحمر ضد Red Band Society أعلن صناع الشريط الأحمر من البداية أن المسلسل مأخوذ عن نظيره الأمريكي Red Band Society والذي يحكي عن مجموعة شباب وأطفال يعالجون من مرض السرطان، ويقرر الزعيم ياسين أن يشكل "شلة" من المرضى لقتل الملل في المستشفى، وشغل تفكيرهم بأشياء أخرى غير السرطان، ولأن كل شلة تحتاج إلى نائب زعيم، يختار ياسين زميله في الغرفة نبيل كي يكون نائبه، ويبدأ سويًا تكوين شلة فيختارا عنصر نسائي في الشلة، وعقل مدبر أطلقا عليه اسم الدينامو، وشاب وسيم "جان"، ووضعوا اسم الشريط الأحمر أو " Red Band " للشلة. مسلسل Red Band Society يحكي نفس القصة بأدق تفاصيلها، منها البنت في "الشلة" مريم، تعاني من اضطراب في التغذية وترفض تناول الطعام لأنها مصابة بوسواس سمنة، والشاب الذي سيقطع رجله بسبب السرطان، وحتى الدكتور -قام بدوره أحمد فهمي- المتفاني في عمله والذي يعتبره المرضى أخ كبير يلجأون له في مشاكلهم قبل مرضهم. من رحم المعاناة يولد الإبداع يحاول مسلسل Red Band Society في كل حلقاته إيصال رسالة واحدة للمشاهدة، وهي أن المرض ليس نهاية المطاف، حتى لو كان مرض لا يرحم مثل السرطان؛ فنشاهد على مدار المسلسل مقاومة الأطفال والشباب المرضى للسرطان، ورفضهم الاستسلام له، وفي نفس الوقت يحاولون عيش حياة طبيعية فيقعوا في الحب، ثم يفشلوا في هذا الحب، ويحاولوا إصلاح علاقاتهم بأهلهم، وتفسير المشاعر والانفعالات التي يمروا بها وهم يقاومون السرطان، كل هذا يمنح المشاهد نبذة عن المعناة التي يمر بها مريض السرطان، وفي نفس الوقت يمنحه أمل كبير في المقاومة مثل أبطال المسلسل. فكرة ممتازة وتنفيذ متواضع نحن بحاجة إلى أن نخطو داخل كواليس مرض السرطان؛ فحتى الآن ورغم الأعمال الفنية التي قدمت بعض المصابين بمرض السرطان مثل مسلسل حلاوة الدنيا العام الماضي، من بطولة هند صبري وظافر العابدين، إلا إنهم لم يتطرقوا إلى المرض لدى المراهقين ومأساة أهلهم، ففي لحظة هم يربون أولادهم الذين ما زالوا في مقتبل حياتهم، وفي لحظة تالية تتمحور حياتهم حول الذهاب للمستشفيات والخروج منها ومقاومة الاكتئاب، ومحاولة عيش حياة طبيعية؛ لذا نحن بحاجة إلى مسلسل مثل الشريط الأحمر. لكن تنفيذ الشريط الأحمر جاء متواضعًا مقارنةً ب Red Band Society ربما لأن بطولة العمل محجوزة لوجوه شباب منهم نور إيهاب، محمد فرج، ومعاذ نبيل، لكن في المسلسل الأجنبي كان الأبطال شباب مبتدئون أيضًا، ومع ذلك اختلف الأداء تمامًا، ربما ما زلنا في البداية وسيقدم الشباب أداء أقوى بمرور الحلقات، لكن حتى الآن هناك حلقة مفقودة تمنعنا من التواصل عاطفيًا معهم. مسلسل الشريط الأحمر مليء بلحظات إنسانية جميلة قد تجعلك تدمع من التأثر، لكنه لا ينسى أن الحياة بها حزن وفرح أيضًا؛ فيتمكن من إدخل مواقف كوميدية هنا وهناك ليخفف عن المشاهد والمرضى جرعة الدراما والحزن، ربما الدراما المصرية بحاجة إلى المزيد من الكوميديا والدراما الإنسانية مثل الشريط الأحمر.