كتب- إيهاب عمران «التجارة مع الله» لا تبور أبدا، ولا تهبط في بورصات المال، الحاج «محمد عثمان» يقترب من الستين عاما، صاحب محلات شهيرة لقطع غيار السيارات، أحد الذين اختاروا التجارة المربحة فقد وهب حياته لعمل الخير، بدأ بمساعدة الفقراء والمحتاجين، وظل على مدار20 عاما، يصرف مساعدات نقدية وتبرعات شهرية للمحتاجين، آخر أعماله وهب مائدة عصائر مثلجة لرى ظمأ المارين من أمام المحل الخاص به صيفا وشتاء. يحرص «عثمان» يوميا، على إحضار المشروبات على مائده العصائر، التي تمتد أمام المحل الخاص به في شارع رمسيس، تشمل المائدة مشروبات مثلجة من التمر والعرقسوس والصوبيا والبرتقال، يستهلك منها حوالي 20 برميلا يوميا. يقول «الحاج عثمان» كما يلقبه جيرانه في منطقة عمله إن الفكرة جاءت له عندما كان في السعودية، وحرص على إفطار الحجاج، بمشروبات وعصائر، وقت أذان المغرب ولذلك "حرصت على تنفيذ الفكرة في بلدي أمام جميع المحلات الخاصه بي". يضيف «بدأت العمل بمساعدة الفقراء والمحتاجين، وكنت في بادئ الأمر أصرف تبرعات خيرية في الخفاء، كنت كلما أنفقت شيئا زاد رزقي من ناحية أخرى فقررت تطوير الفكرة وبدأت أرسل للجمعيات الخيرية المساعدات، وتقديم العون لكل الناس». يستكمل التاجر الستيني «المائدة متاحة للجميع في الشارع طوال اليوم وباخصص 4 عمال بالمحل للإشراف على مائدة المشروبات يوميا، ومساعدة الناس في إعطائهم المشروب وأقوم بنفسي بالإشراف على عمل المشروبات كلها». يوضح الحاج عثمان أن العمل الخيري هو الذي لا ينتظر منه تحقيق أي مردود مادي أو أرباح، بل يعتمد على تقديم خدمات إنسانية، لأفراد محتاجين وفقراء، لوجه الله تعالى، لافتا إلى أن العمل الخيري يحتاج إلى إخلاص وصبر، لأنها نوع من أنواع الجهاد في سيبل الله. على الجانب الآخر رصد «التحرير» الإقبال على مائدة عصائر الحاج عثمان، وأشاد المترددون بالمعاملة الحسنة التي يتلقونها من القائمين عليها، مؤكدين أنهم بمجرد أن يعلموا أن المشروبات مجانية لوجه الله يقومون بالدعاء لصاحب المائدة بأن يزيد الله في رزقه.. «الدنيا لسه فيها خير» جملة عبر بها أحد المسنين عقب تناوله أحد المشروبات بالمجان. «محمد.ن»، ماسح أحذية بميدان رمسيس يقول إن عصائر الحاج عثمان لا تتوقف «كل يوم بيجيب أكتر من 20 برميل عصير عشان الناس تشرب ببلاش ربنا يسهله»، التقط زميله «على .غ» طرف الحديث «إحنا كل يوم بنشرب عمرهم ماقالولنا حاجة، بالعكس ناس بتضحك وربنا بيراضيها».