«عزيزة عبد العليم»، سيدة تقترب من الخمسين عاماً، وهبت حياتها لعمل الخير، تعلق فؤادها بمساعدة الفقراء، ظلّت تعمل على مساعدة المحتاجين لأكثر من 30 عاما، ما بين مساعدات عينية وأموال نقدية في صورة إعانات شهرية لهم، إلى أن تمكنت منذ 10 سنوات من تأسيس جمعية خيرية للتوسع في أعمال الخير. أحد تلك الأعمال التي تحرص «عزيزة» عليها يوميا هو إطعام الفقراء، على مائدة ممتدة بعرض الشارع في عزبة الصعايدة بمنطقة إمبابة، مائدة عليها الكثير من شتى أنواع الطعام، ما بين دجاج أو لحوم يوميا. تقول «عزيزة» إنها عاشت الحرمان في طفولتها لأب كان حريصا جدا على النقود، وكان لا يشغل تفكيره بالطعام.. «كنا ممكن نفضل أسابيع بناكل جبنة وعيش بس».. وتابعت: «ما مررت به في صغري جعلني أعرف وجع أن تكون جائعا أو محروما.. فوهبت نفسي لخدمة المحتاجين». وتضيف: «بدأت العمل في مجال مساعدة الناس منذ أكثر من 30 عاما، وكنت في بادئ الأمر لا أملك نقوداً أتصدق أو أساعد بها المحتاج، ولكنني كنت أساعدهم بوقتي وجهدي، وأتدبر الأموال لهم عن طريق التبرعات من أهل الخير، إلى أن قمت بإنشاء جمعية خاصة بي في 2008، ومنذ ذلك الحين وأنا أقوم بتجهيز مائدة طعام في الشارع تكفي لأكثر من 100 شخص يوميا». واستكملت: «المائدة متاحة للجميع، وما إن يحضر ضيوف الرحمن، حتى أقوم بتوزيع أرقام مسلسلة عليهم، ليتسلم كل فرد منهم الوجبة الخاصة به، التي بفضل من الله لا تخلو من الدجاج أو اللحوم، بجانب الأرز والخضراوات وما إن ينتهوا من الطعام حتى أقدم لهم عصير التمر كنوع من التحلية بعد الطعام». وتوضح «سيدة الخير» أنها تستعين بربات منزل في تجهيز الطعام، وبعضهن يساعدنها كعمل تطوعي، والبعض الآخر يتقاضى مبلغا زهيدا.. «الناس بتبقى عايزة تساعد في الخير.. وفيه ناس بتساعد بمجهودها، وناس بتساعد بحاجات عينية زي الفراخ واللحمة والأرز، وناس تانية بتساعد بفلوس.. المهم إن كل واحد بيساعد باللي ربنا بيقدروا عليه». وعلى الجانب الآخر تجولت «التحرير»، بين المواطنين الذين حضروا بالعشرات على المائدة؛ وأشادوا بالمعاملة الحسنة التي يتلقونها، بالإضافة إلى جودة الطعام، واجتمعت أحوالهم المعيشية جميعهم تقريبًا، حول عدم وجود عائل لهم، ما بين متوفى ومسجون، فلجأوا إلى سد جوعهم، على مائدة الحاجة «عزيزة».