يستضيف نادى "الجزويت للكتاب" فى مركز الجزويت الثقافى بالإسكندرية، فى الساعة السادسة والنصف من مساء الإثنين المقبل، ندوة يقدم فيها الباحث محمد حسن كتاب "حكام العالم الجدد"، للصحفي الأسترالي جون بيلجر، ويعقب ذلك مناقشات ومداخلات القراء والحضور. وكتاب "حكام العالم الجدد" ترجمه للعربية إسماعيل داود، وصدرت طبعته العربية الأولى فى عام 2004، وأعادت مكتبة الأسرة طباعته ضمن إصداراتها فى عام 2008. ويسلط الكتاب الضوء على الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى والحكومات والمؤسسات التي تدعمها مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية، التي يفقد ملايين من الناس في جميع أنحاء العالم وظائفهم بموجب قوانينه، حيث تسيطر 200 شركة عملاقة على ربع النشاط الاقتصادي العالمي، حيث يلاحظ الكاتب التوازي بين العولمة المعاصرة وإمبريالية العالم القديم. ويتعرض الكتاب لإشكاليات الهيمنة والنفوذ التى تتحكم فى العالم الراهن، وتسيطر على نمط العلاقات الدولية حيث لم تعد الإمبريالية التقليدية المتمثلة بالغزو وإخضاع الشعوب عسكريا هى النمط المتبع، ولكنها أصبحت سيطرة تكنولوجية وشركات عابرة للقومية وشعارات العولمة، ويأخذ إندونيسيا نموذجا، حيث يشرح بالتفصيل كيف تدخلت المؤسسات المالية والدولية كصندوق النقد الدولى والبنك الدولى لصياغة برامج الإصلاح الاقتصادى بما يخدم مصالح واشنطن والغرب وضمان التحويلات المالية المعكوسة من الجنوب إلى الشمال، كما يبين التدخلات التى تمت عبر الشركات أو عبر المركزية الأمريكية لتغيير نظام الحكم بما يضمن لها استمرارية الهيمنة. ويعتمد الكتاب على الفيلم الوثائقي الذي أعده جون بيلجر تحت عنوان (حكام العالم الجدد) رصدا لمخططات وأهداف الهيمنة والنفوذ التي تسلكها الدول الكبرى لتتحكم من خلالها في العالم الراهن، حيث شرح بعض جوانب النظام العالمي الجديد. ويؤكد الكتاب أهمية كسر الصمت الذي تحتمى به القوة العظمى، وتدارى بها ألاعيبها، ولإحكام قبضة السيطرة على نمط العلاقات الدولية وذلك عبر تقسيم الكتاب إلى ثلاثة فصول تناول الفصل الأول: "التلميذ النجيب" حالة إندونيسيا، ويكشف في هذا الفصل كيف تم قتل نحو مليون إندونيسي ثمناً كي تصبح إندونيسيا "التلميذ النموذجي" للبنك الدولي، ويسعى الفصل المنشور تحت عنوان: "دفع الثمن" لمأساة حصار العراق قبيل الغزو الأمريكي، والثمن الذي دفعه شعب العراق في إطار الحصار الذي فرضه عليه الغرب لأكثر من عقد من الزمن، وما حدث في أفغانستان لا يختلف كثيرا عما جرى في العراق وغيرها وهي أحداث "اللعبة العظمى" التي تشكل الفصل الثالث في الكتاب للحرب التي خاضتها الولاياتالمتحدة في أفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تحت عنوان الحرب على الإرهاب، مستخدمة الآلة الإعلامية الرهيبة لتلوين الحقائق بما يخدم هذه المصالح وتوزيع القوى والنفوذ في العالم. إن ما يربط بين فصول الكتاب هو إعادة ذلك الاستعمار القديم وإعادة الاعتبار والاحترام إليه تحت مسميات العولمة والحرب على الإرهاب. وجون بيلجر، صحفي أسترالي يعيش في لندن، ويعمل صحفيا في الجارديان، ويعد من أبرز النشطاء في مجالات الدفاع عن حقوق الإنسان ومناهضة العولمة، عمل مراسلا حربيا، وفاز بأعلى جائزة للصحافة البريطانية، أفضل صحفيي العام، عن أعماله على امتداد العالم، في دورتي 1967، 1978، أعد ونفذ أكثر من خمسين فيلماً سياسياً وثائقياً، وفاز عن أفلامه بجائزة صحفيون بلا حدود الفرنسية، وجائزة الأكاديمية الأمريكية للتليفزيون، وجائزة ريتشارد ديمبلي من الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون، أهم أفلامه: السنة صفر 1979، أهلا بكم في أستراليا 1999، فلسطين لاتزال القضية 2002، سرقة أمة 2004، الحرب على الديمقراطية 2004، يوتوبيا 2013، الحرب القادمة على الصين 2016، ومن أهم كتبه: اليوم الأخير 1975، أعقاب: كفاح كمبوديا وفيتنام 1981، الغرباء 1984، دولة سرية 1989، أصوات بعيدة 1992، لا تخبرني الأكاذيب: الصحافة الاستقصائية وانتصاراتها 2004. ويقع مقر مركز الجزويت الثقافى فى 298 شارع بورسعيد، كليوباترا، الإسكندرية.